ايفا علوية ناصر الدين
قد يقول لنا قائل إذا ما سمِعَنا نعيد تساؤلاً عن السر الذي تكتنفه شخصية الإمام الخميني قدس سره: أوَبعد كل هذه السنوات من الوقوف عند عتباته والسير في نهجه والغوص في تفاصيل حياته والتبحُّر في سيرته والاستغراق في قراءة مواقفه والتمعّن في أفكاره والبحث في وصاياه والاستزادة من رؤيته، ألم تتوصلوا بعد إلى اكتشاف السر الدفين الذي احتوته هذه الشخصية؟
وسنقول: هذا السر عرفناه، وكان كل شيء في حياة الإمام يدلّنا عليه: سيرته، أقواله، أفعاله، نجاحه، انتصاره وحتى ملامح وجهه! فقد عرفنا الإمام فعشقناه بعقولنا، سمعنا كلماته فانسابت عذوبتها إلى آذان قلوبنا وتركت فيها أيما أثر، قرأنا سيرته فاستشفّينا منها معاني الرفعة والسمو، تعمَّقنا في معالم شخصيته فاكتشفنا سر عظمتها وأدركناه: الالتزام بالعبودية للَّه الواحد الأحد وتجليها في جميع تفاصيل الحياة قولاً وعملاً. وبعد، صرنا نبحث عن أسرارٍ أخرى: أي إرادة امتلكها الإمام قدس سره؟ أي غنى؟ أي عظمة؟... وأي قدرة جعلته يوقظنا من غفلتنا: "كنا أمواتاً فأحيانا، كنا نحاساً فحوَّلنا إلى ذهب"(*).
(*) الإمام الخامنئي دام ظله.