يروي حجة الإسلام فرقاني أنه كان هناك شيخ هرم من فازندران يبغض الإمام رضوان الله عليه من دون أي سبب، ولعله كان لعدة سنوات هكذا حتى أنه كان يحرض بعض الطلاب على عدم الذهاب إلى درس الإمام. وكان الإمام يخرج إلى هذا الدرس في الساعة العاشرة والربع وكنت أخرج معه بسرعة لئلا يذهب لوحده حيث أنه لا يخبرنا بذهابه فاضطر إلى الركض لألحق به..
وذات يوم وأنا خارجٌ بسرعة وإذ بي أرى ذلك الشيخ يقبّل الباب ثم ينحني ويقبّل عتبته..
كنت متضايقاً من ذلك الشيخ فقلت له.. عجباً!
فالتفت نحوي وقال: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله فقلت له: ماذا حدث؟
فقال: هل تذهبون إلى الدرس...؟ هل سيأتي السيد (الإمام) إلى المسجد؟
قلت: نعم... قال: سآتي أنا أيضاً إلى المسجد!
وعندها: فُتح الباب.. وجاء الإمام فانزوى الشيخ جانباً من الخجل والحياء!! وذهبت أنا برفقة الإمام إلى المسجد.
وبما أنني في ذلك اليوم لم أحمل كتابي معي اضطررت إلى الجلوس تحت المنبر وجاء الشيخ أيضاً وجلس إلى جانبي وقال:
هل تعلم أن الجليس السيء كان يؤثر فينا.. وكنا نسمع من المغرضين أشياء كثيرة... قال:
رأيت إحدى الليالي في المنام: أنني في حرم أمير المؤمنين عليه السلام ورأيت مجموعة من الأشخاص جالسين حوله ورأيت كل واحدٍ منهم طابق في سنه وهيئته للآخرين.. وقالوا إن هذا الثاني عشر هو المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. لقد كان النور مشرقاً منه وكان جميلاً جداً وملكوتياً. وقد جلس في آخر الصف وبعد ذلك بدأ العلماء القدامى يجيئون واحداً تلو الآخر ويخرجون جميعاً فنظرت لأرى إن كنت أعرف أحداً منهم فرأيت شخصاً يدعى: الشيخ شلال وهو شيخ عربي ففرحت كثيراً وأردت التحرك إليه ولكني تجمدت في مكاني ولم يعد بإمكاني الاهتزاز والحركة وعندما كان العلماء يقبلون كان الأئمة الإثنا عشر يحيّون كل واحدٍ يأتي.. فتارةً يحيّهم الأمير عليه السلام وتارة يحييهم الحسن عليه السلام وأخرى الحسين عليه السلام وفي بعض الأحيان كان يحيّ القادم ثلاثة أو أربعة منهم وبعد ذلك رأيت السيد الخميني قد دخل من زاوية الصحن.. وما إن رآه الثاني عشر حتى قام ثم قام الحادي عشر ثم العاشر إلى أن قاموا جميعاً وبعد ذلك جلسوا ما خلا الثاني عشر عليه السلام الذي وقف وقال:
روح الله... فجمع الإمام عباءته وقال: نعم سيدي!
فقال: أقبل إليّ..
فتقدم السيد بسرعة وحين وصل إلى إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وجدت أن القامتين متساويتان فوقف بحيث كانت أذن الإمام أمام فم إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف تحدث معه ربع ساعة فقال الإمام: حاضر.. لقد عملته وإن شاء الله سأفعله.
وعندما انتهى الكلام تراجع الإمام مسافة مترٍ أو مترين ليجلس إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف فلوح الإمام بيده وأدى التحية إلى الأئمة عليهم السلام وتراجع إلى الخلف بحيث يبقى وجهه مقابلهم ولم يذهب إلى الضريح.
ويقول الشيخ:
تساءلت: لماذا لم يذهب السيد الخميني إلى ضريح أمير المؤمنين عليه السلام فقيل لي:
إن الأمير عليه السلام جالسٌ هنا، فإلى أين يذهب (الإمام)؟
فاستيقظت بعدها وكان الوقت قبل ساعة من أذان الفجر.
وبعد ذلك طلب هذا الشيخ من حجة الإسلام قرباني أن يعتذر له من الإمام ليسامحه فقال الإمام:
لقد أعفيته من كل ما كان وأعذرته...