* مقتطفات من سيرة الإنسان العظيم الذي جسد حياة الأولياء والصديقين
"ولدي، لا تُخْلِ نفسك من تحمل عبء المسؤولية حيث خدمة الحق في صورة خدمة الخلق"/ الإمام الخميني قدس سره
* يروي السيد حميد روحاني أن أحد العلماء نقل له هذه القصة: تشرّفنا في إحدى السنوات لزيارة "مشهد" أنا والإمام وعدة علماء آخرين خلال فترة الصيف. وأخذنا هناك بيتاً مستقلاً. كان من برنامجنا الذي قررناه للزيارة أننا وبعد ساعة أو ساعتين من الظهر كنا ننهض من النوم ونذهب معاً إلى الحرم، وبعد الزيارة والصلاة والدعاء نعود إلى البيت لشرب الشاي.
كان الإمام يأتي مع الجميع إلى الحرم، ولكنه يختصر دعاءه وزيارته ويرجع لوحده إلى البيت، ينظف الدار ويكنسه ويفرش الأرض ويحضر الشاي، وعندما نرجع من الحرم كان يسكب لنا الشاي. وفي أحد الأيام سألته: ما هذا العمل؟ إنكم تختصرون الزيارة والدعاء وترجعون إلى البيت بسرعة من أجل أن تهيّئوا الشاي للأخوة!.
فقال الإمام: "أنا لا أعتبر أن ثواب العمل أقل من ثواب الزيارة والدعاء".
* عندما أراد النظام العراقي إعدام بعض المؤمنين كالقبانجي والبصراوي، لم يكتف الإمام بإلغاء صلاة جماعته، بل إنه لم يؤد صلاته في أوّل وقتها، وطلب حضور بعض المسؤولين إليه حتى يتمكن من أن ينجي أرواح عدة مسلمين من الموت والإعدام.
* يروي حجة الإسلام رحيميان: انتقلت قطعة أرض في أطراف أصفهان إلى أموال الإمام الخاصة من الوجوه الشرعية، فأوكل الإمام أحد الفضلاء لكي يبيعها ويقبض ثمنها. وبعد مدة أُخبر الإمام أن الفلاحين الذين يعملون في الأرض وضعهم غير جيد وأنهم قد نقلوا إلى السيد "بسند يده" (أخ الإمام) انزعاجهم بسبب كف أياديهم عن العمل في الأرض. فأمر الإمام بعد سماعه لهذه الأخبار، وبصوت قاطع: "تعطى الأرض إلى نفس الفلاحين، قولوا لهم أن يعطوهم إياها".
* يروي أنصاري كرماني: في أحد أيام شهر رمضان المبارك، كنا في مدينة قم حيث أوقفت لقاءات الإمام كالعادة في هذا الشهر، خرج الإمام إلينا مرة وقال: يظهر أن هناك من يريد مراجعتي منذ يومين أو ثلاثة أيام وأنتم تمنعونه. فذهبنا وتحرّينا الأمر وإذا بامرأة كانت تراجع المكتب منذ يومين أو ثلاثة بسبب اختلافها مع زوجها، وهي تطلب لقاء الإمام من أجل رفع الاختلاف.
فقطع الإمام منع اللقاءات في هذا الشهر، وخرج لكي يحل مشكلة تلك المرأة.
* وينقل جمراني هذه الحادثة: في أحد الأيام التي تعرضت فيها جماران للقصف طلبنا من الإمام الذهاب إلى الملجأ، فقال: لن أغادر مكاني هذا. فسألناه: لماذا؟ قال: "لا يوجد أي فرق بيني وبين ذلك الحارس الذي يحرس مقر إقامتي، فهو يملك روحاً واحدة وأنا أملك روحاً واحدة، وإذا كانت روحي محترمة فروحه أيضاً محترمة".
وحتى أن الإمام ساوى نفسه بأبناء الشعب حين قال رافضاً بناء الملجأ له: "هل لدى كل أبناء الشعب الإيراني ملاجئ؟ وهل يوجد فرق بيني وبين ذلك الشخص الذي يسكن في جنوب المدينة كي تبنوا لي ملجأ والآخرون لا ملاجئ عندهم".
* جاء أحد الفقراء إلى بيت الإمام، ولكن أحد المسؤولين قابله بسوء. فاعترض عليه الإمام بشدة قائلاً: ما هذه المعاملة؟
فقال: لقد جاء أمس وقبله أيضاً.
فقال الإمام: "دعوه يأتي، فهو محتاج وصاحب الحاجة أعمى لا يرى إلاّ حاجته، فإمّا أن نقضي حاجته وإمّا أن نرضيه بالكلام. فلا تؤلموا الناس".