مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تربية: الآباء والأبناء: نموذج التربية القرآنية

هناء نور الدين‏

 



لقد أولى الإسلام رعاية الأبناء أهمية عظيمة، وأمر الأب بأن يغدق عليهم المزيد من اهتمامه وعطائه، ويحسن إليهم، ويعنى بتهذيب شخصيتهم ويربيهم على التقوى وطاعة اللَّه تعالى منذ نعومة أظفارهم.

وفي هذا السياق يقول الإمام علي عليه السلام لابنه الإمام الحسن عليه السلام: "وجدتك بعضي بل وجدتك كلي، حتى كأن شيئاً لو أصابك أصابني، وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي"(1). حيث نستشف من كلام الإمام علي عليه السلام أن الابن هو كل وجود الأب وحياته وخليفته من بعده، وحامل اسمه، وحافظ عياله، وعنوانه.
وكل المفردات لا تفي بالتعبير عن مكانة الابن في قلب أبيه لذلك وجب على الأب أن يهتم بتعليمه وأن يختار الأسس والأساليب كي يعلمه ويهذبه ليكون فخراً له في الدنيا وعزاً في الآخرة..
إن خطوات التربية ورعاية الأبناء وإقامة علاقة متينة معهم تبدأ منذ الصغر.

وأولى خطوات التربية بعد مرحلة الطفولة تبدأ بما يلي:
1 - أن يتفهم الأب جيداً حاجات ابنه وتطلعاته، بأن يجيب على أسئلته ويحاوره ويناقشه في مسائل القيم والدين والحياة لا سيما في مرحلة عمرية معينة حين انتقاله إلى سِنِّ الشباب.
2- أن يتخذه صديقاً له ورفيقاً وأنيساً حتى ينفتح قلبه عليه.
3 - أن يراقب سلوك ابنه ويوجهه التوجيه السليم مع ملاحظة البيئة التي ينشأ فيها. ويذكر العالم العرفاني الكبير الشيخ النراقي في كتابه جامع السعادات: "إنَّ الصبيَّ إذا أُهمل في أول نشوئه خرج في الأكثر ردي‏ء الأخلاق والأفعال"(2).
وبرجوعنا إلى القرآن الكريم، دستور البشرية الكامل، نرى نموذجاً إنسانياً راقياً يحتذى به في عملية التربية.

* لقمان الحكيم نموذج الأب العارف باللَّه:
في القرآن الكريم تبتهج نفوسنا بصورة لقمان الحكيم، العارف باللَّه تعالى... هذا الأب الصالح الذي اجتمعت فيه بذور الخير والفضيلة كيف أدَّب ولده؟ كيف علَّمه؟ ما هي القواعد التربوية التي سكبها في قلبه الغض الطري وهو يراقب حركاته وسكناته؟ يقول تعالى: "ولقد آتينا لقمان الحكمة أن أشكر للَّه ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإنَّ اللَّه غنيٌّ حميد" (لقمان: 11).


(1) نهج البلاغة، الخطبة رقم: 30.
(2) جامع السعادات، ج‏1، ص‏271.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع