إعداد: ديما جمعة فوّاز

يميل بعض الشباب إلى رفض إرشادات الأهل على قاعدة: كل ممنوع مرغوب، فيتحدوّن القرارات ويستخفّون بالقوانين مما يثير غضب الوالدين وحيرتهما في التعامل مع أبناء يواجهون دوماً النصائح بـ"لا النافية" لكل التدخلات مهما كانت تصب في صميم مصلحتهم. وأحياناً كثيرة نسمع الحوار التالي بين الأم وابنتها:

- الأم: ضعي معطفك فالبرد قارس في الخارج.
- الشابة: لا أشعر بالبرد.
- الأم: إذاً خذي معك المظلة لأنها ستمطر.
- الشابة: لست بحاجة لها، ثم إنني أحب السير تحت المطر.
- الأم: كم أنت عنيدة! إذاً لا تتأخري كما حصل في المرة الماضية.
- الشابة: ولكني لم أتأخر في المرة الماضية.
- الأم: لقد تناقشنا كثيراً وأخبَرَك والدك أن التأخر ممنوع.
- الشابة: كل شيء ممنوع.. أكاد أختنق من أوامركم التي لا تنتهي.
- الأم: كم سيكون الوضع أسهل لو كنت أكثر مرونة!
- الشابة: وكم سيكون الحال أفضل لو كنتم أقلّ دكتاتورية!
- الأم: حسناً، إذاً، لن تخرجي اليوم من المنزل!

* نصيحة للأهل
1 - من المهم أن تسعوا إلى تمرير رسائلكم بأسلوب محبّب لأبنائكم للوصول إلى نتيجة مرضية، واجعلوا الحوار الهادئ هو الوسيلة الأساس لإقناعهم.
2 - لا تستخدموا عبارات منفِّرة مثل "أنت عنيد" لأنها تؤثر سلباً على علاقتهم بكم وعلى نظرتهم لذاتهم.
3 - شيّدوا جسور الصداقة مع شبابكم واجعلوهم يشعرون بخوفكم عليهم.
4 - لا تتهاونوا في فرض القرارات الأساس بأسلوب عملي ودبلوماسي. في المقابل، أعطوا أبناءكم حرية التحرّك ضمن قائمة الممنوعات والمسموحات. فعلى سبيل المثال: التأخر خارج المنزل ممنوع ولا جدل فيه، أما الخروج دون مظلة فهو مسألة يمكن تخطّيها!
5 - راجعوا القرارات التي تتخذونها وحددوا الأساس منها واشرحوا للشباب أهميتها.

* نصيحة للشباب
1 - من المفيد أن تدركوا أن أول خطوة في درب الرشد والنضوج هي تقبل النصائح وأن قول كلمة "لا" إن كانت في غير مكانها فهي تدل على طيش الأولاد.
2 - ليس من العار أن تتقبلوا قرارات أهلكم، ويمكنكم أن تجادلوهم بتفاصيل تجدون أنها لا تقنعكم.
3 - لا تعاندوا أهلكم دون سبب، حتى لا يُسقطوا عليكم القرارات دون نقاش، على اعتبار أنكم دوماً تعارضون كل الثوابت.
4 - جادولهم بالتي هي أحسن في أوقات مناسبة وبأسلوب محبب، فحين يدركون أنكم تحترمون آراءهم، سيسعون جاهدين لإعطائكم امتيازات لا تحلمون بها.