إعداد: ديما جمعة فوّاز
تلك حقيقة أدرَكتها حين استيقظت في الصباح الباكر.
هزّتك تلك النبوءة وجعلتك أسيراً للحزن والتوتر.
انتظر، قبل أن تستسلم للجزع، تمهّل ولا تضطرب
هي ساعات كفيلة بأن تغيّر من مستقبلك الأخروي.
خذ نَفَساً عميقاً، وفكر في أقرب الدروب لرضى الباري جلّ وعلا. فلنركز على أهم ما أمرنا به الله:
لا بد لك، أولاً، أن تنال رضى والديك. ولعل الخطوة التالية هي أن تصل رحمك ولو بمكالمة هاتفية سريعة مع أقاربك، حتى يذكُروك بالخير وتؤدي حقوقهم عليك.
ثم، فلتبادر بالاعتذار لمن أسأت إليه، اغتبته أو آذيته أو سلبته حقه.
مضت الساعات سريعة وها هو المؤذن ينادي لصلاة الظهر، فلتقم للوضوء وإقامة الصلاة في المسجد الذي كنت تستثقل دوماً زيارته.
من المفيد أن تحسن أداء آخر صلاة ظهرين لك، وأن تطيل السجود وترجو العفو من ربك.
لا تتعجل الخروج من المسجد! خذ كتاب ربك بين يديك، قبّله ورتّل آياته التي ستُتلى منذ فجر الغد عن روحك. ولا تنسَ، هناك، عند باب المسجد، صندوق لجمع الصدقات. تصدَّق فإنك راحل لا محالة بعد بضع ساعات!
ماذا ينبغي أن تفعل بعد؟ فلتعد إلى منزلك، ولكن إياك أن تغفل السلام، كالمعتاد، على جارك فالجار قبل الدار. ولا بأس إن ساعدت ذاك العجوز في حمل الأكياس الثقيلة إلى منزله.
مضى يومك سريعاً ولم تكتب بعد وصيتك!
هيّا فماذا تنتظر؟ لا بد أن تدوّن كل الفروض التي أغفلت قضاءها من صلوات واجبة وصوم، وديون غير مستوفاة، لا تُغفِل ذكر شيء!
هي بضع دقائق وسوف ترحل. لا بد أنك تشعر بالتقصير في أداء واجباتك الدينية والأسرية والعملية.
لا بد أنك تتفكر الآن في كل مواقف حياتك كيف أضعتها باللغو والمرح، أو الأسف على هموم دنيوية ستزول.
لا بد أنك تتمنى لو يرزقك الله يوماً آخر لتتمكن من القيام بكل ما يسمح لك بالجنة.
حسناً عزيزي، لن تموت اليوم، ولكن مَنْ يدري لعلك في الغد راحل. فلتعمل لآخرتك كأنك تموت غداً!