إلى الشهيد علي علي "أبو أيوب" خجلة هي الشمس، من أن ترسل أشعتها في الصباح الباكر كي لا توقظك، كي لا تشعر بالألم، وتناجت النجوم متهامسة، رويداً، رويداً، حتى لا ترمش جفونك من بريقها في الظلام. اختار الله أولياءه ليمتحنهم، وأنت تحت الرحمة الإلهية تناجي الباري عز وجل، وهو يقلبك بين يديه ليتصفحك، ليرى مدى تفوقك، وصبرك، وتحملك، لتكون من أصحاب المسالك الخاصة الذين اختارهم ليسلكوا درب المعاناة، والألم، والآهات.
لا تفارق أذناي كلمات من يقدمون لك العون الطبي، إنه صابر، إنه جبار على الألم، يتقبل ما نزل به، ويردّد الحمد لله. أيها الشهيد الحي، سلام عليك، وعلى آهاتك، وعلى آلامك، وعلى أعضائك التي أنهكتها الإبر والأمصال، سلام عليك مكان مساجدك السبعة. الآن، ضع الرحال جانباً، وناجي الباري معي، عسى أن يرحمنا برحمته، ويلطف بنا، على قدر تقصيرنا معك ومع أمثالك، السلام عليك أيها الشهيد الحي على هذه الأمة، لا تنسانا من دعائك، فأنت بعين الله ابتليت، كما الأولياء والصالحون، وصبرت مثلهم. ربي، دعوتك، وتوسلت إليك، الطف به، إنه عبدك الصالح ﴿...رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾.
أختك أم علي