مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تربية: الطفل الشقي


إعداد: فاطمة الجوهري غندورة


هل طفلك كثير الحركة والفوضى، أفعاله مؤذية في أغلب الأحيان, يكسرُ الأواني الزجاجيّة, يمزّق الجرائد و المجلات؟ يجد صعوبة في التعامل مع الآخرين فيضرب أصدقاءه ويأخذ لعبهم؟ وإذا عاقبته يزداد غضباً وتمرداً؟  الطفل الشقي مشكلة، كيف نتعامل معها؟

* المشكلة الأكثر انتشاراً
يعدّ النّشاط الحركي الزائد، أو ظاهرَة الطّفل الشّقي، من أهمّ المشكلات السلوكية المنتشرة بين الأطفال، وخاصة الذكور. فالأطفال الّذين يعانون من النّشاط الزائد، يفوقون من حيث النّسبة الأطفال الذين يعانون من أمراضٍ أخرى. ولا بدّ للأهل أن لا يتهاونوا في معالجة مشكلة الحركة الزائدة أو كما يسمّيها علماء التربية في مراحل متقدّمة من عمر الطفل بالاضطرابات التعليمية, وذلك لتأثيرها الشديد على شخصيّة أطفالنا ونفسيّاتهم.  الأسئلة والاستفسارات حول هذه المشكلة كثيرة. لذا، التقينا الأخصّائي في الأمراض النفسيّة والعقليّة الدّكتور فضل شّحيمي الذي أجاب عن أسئلتنا مشكوراً. بدايةً دكتور فضل كيف لنا أن نعرّف الطفل الشقي؟ نستطيع القول إنّ تعبير الطّفل الشقي يُراد به في الغالب الطفل الذي لديه مواصفات معيّنة، منها:
كثرة الحركة.
إيذاء الآخرين والاعتداء عليهم.
تحطيم بعض الأواني والممتلكات الشخصية.
عدم الانضباط وعدم التقيّد بإرشادات الأهل.
عدم الإصغاء لشرح المدرّسة, وإهمال الواجبات المدرسية.
باختصار يمكننا القول إنّ كل ما لا يرضي الأهل والمعلّمين ويزعجهم يصنّف تحت عنوان "الشقاوة" ويعرف به "الطّفل الشّقي".

* الخطوة الأولى معرفة الأسباب
ما هي أسباب الشقاوة الزائدة عند بعض الأطفال؟

يتناسى القائمون على العمليّة التربوية أنّ من أولى واجباتهم دراسة الأسباب ومعالجتها بدلاً من الاكتفاء بالتّوصيف واتخاذ العقوبات العشوائية والتململ من الأطفال المتسمين بهذه الصفات أو ببعضها؛ وذلك لعدم إدراكهم التام لمرحلة الطفولة وحاجاتها، فإن معرفة الأسباب هي الخطوة الأولى للوصول للحل، وللحصول على نتائج مرضيّة على صعيد الأهل أو الأبناء. ويمكننا إيجاز الأسباب الكامنة وراء ظاهرة الطفل الشقي بعدة نقاط:

أولاً: عدم إشباع الحاجات التالية:
أ- "حاجات بيولوجية": الحاجة إلى الغذاء الكافي والنظافة والعناية بصحته.
ب- الحاجة للعطف والحنان.
ج- "حاجات اجتماعية": عدم اعتياده على مشاركة إخوته ورفاقه في الألعاب والرحلات وتبادل الزيارات.

ثانياً: القسوة الزائدة أو الدلال الزائد.

ثالثاً: نقص في ثقافة الأهل والمدرّسين التربويّة.
ويمكن وجود ضرورة لإعداد هؤلاء الأهل والمدرّسين للعمل التربوي عن طريق الإرشاد والتوجيه، حتى أنّ الأمر قد يصل في بعض الحالات إلى المعالجة النفسية.

* كيفية المعالجة
كيف يمكننا معالجة الطفل الشقي؟

تعتبر فترة الطفولة الإنسانية أطول طفولة بالنسبة للمخلوقات الأخرى، وهي وحدها التي تحتاج إلى الجهد والعمل الجاد من قبل الأهل والمربّين، أيضاً، يقول روسو: "أعطني طفلين لأجعل من أحدهما ملاكاً ومن الآخر شريراً". وفي هذا دلالة على تأثير عملية التربية والتنشئة على نفسيّة وشخصيّة الطفل. وعلى الأهل أن لا يستهينوا بمشكلة الشقاوة ولا بد أن يتعاملوا معها بجدّية وبعناية شديدة. فمن بعد ملاحظة العوارض ومعرفة الأسباب لا بدّ من الابتداء بالعلاج وذلك يتطلب منا:

أ- أن نفهم مرحلة الطفولة جيداً، وأن نعتبر ما يمرّ به الطفل حالةً مرحلية, كأسنان الحليب التي تسقط بعد فترة معينة لتستبدل بأسنان دائمة تحتاج بدورها للعناية والتوجيه الصحي.
ب- متابعة الطفل بصبر وإيمان وأعصاب هادئة حتى يتجاوز هذه المرحلة بسلام. فمن الممكن أن تستمر الشقاوة مدة طويلة، لذلك على الأهل أن يكونوا مستعدين، وأن يتجنبوا الانفعال والغضب، ويشجعوه ويمدّوه بالثّقة ويعتبروه قادراً على الالتزام بما يُطلب منه.
ج- توفير أجواء مساعدة للطفل على توظيف طاقاته في مجال الرياضة أو الرسم وباقي الهوايات المفيدة.
د- أن يقوم الأهل بمطالعة الكتب التربوية التي تعنى بمشاكل الأطفال ومعالجتها وتدريب المعلمين في المجالات النفسية و التربوية.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع