نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

العلم في مدرسة الأئمة عليهم السلام

الإمام الصادق عليه السلام والمفضل

* اختصاص الإنسان بالحياء دون بقية الحيوانات
 انظر يا مفضل إلى ما خص به الإنسان دون جميع الحيوان من هذا الخُلُق الجليل قدره العظيم غناؤه، أعني: الحياء. فلولاه لم يُقر ضيف، ولم يوف بالعداة، ولم تقض الحوائج، ولم يتحر الجميل، ولم يتنكب القبيح في شيء من الأشياء، حتى أن كثيراً من الأمور المفترضة أيضاً إنما تفعل بالحياء، فإن من الناس من لولا الحياء لم يرع حق والديه ولم يصل ذا رحم، ولم يؤد أمانة، ولم يعف عن فاحشة... أفلا ترى كيف وفي الإنسان جميع الخلال التي فيها صلاحه وتمام أمره.
 
* إعطاء الإنسان ما يصلح دينه ودنياه ومنعه عما سوى ذلك
فكر يا مفضل فيما أعطى الإنسان علمه وما منع، فإنه أُعطي جميع علم ما فيه صلاح دينه ودنياه. فمما فيه صلاح دينه معرفة الخالق تبارك وتعالى بالدلائل والشواهد القائمة في الخلق، ومعرفة الواجب عليه، من العدل على الناس كافة. وبر الوالدين، وأداء الأمانة، ومواساة أهل الخلة، وأشباه ذلك، مما قد توجب معرفته، والإقرار والاعتراف به في الطبع والفطرة من كل أمة موافقة أو مخالفة: وكذلك أُعطي علم ما فيه صلاح دنياه، كالزراعة والغراس، واستخراج الأرضين، واقتناء الأغنام والأنعام، واستنباط المياه، ومعرفة العقاقير التي يستشفي بها من ضروب الأسقام، والمعادن التي يستخرج منها أنواع الجواهر، وركوب السفن، والغوص في البحر، وضروب الحيل في صيد الوحش والطير والحيتان، والتصرف في الصناعات ووجوه المتاجر والمكاسب، وغير ذلك مما يطول شرحه ويكثر تعداده، مما فيه صلاح أمره في هذه الدار. فأعطي علم ما يصلح به دينه ودنياه، ومنع ما سوى ذلك، مما ليس في شأنه ولا طاقته أن يعلم. كعلم الغيب وما هو كائن. وبعض ما قد كان أيضاً، كعلم ما فوق السماء وما تحت الأرض، وما في لجج البحار وأقطار العالم، وما في قلوب الناس وما في الأرحام وأشباه هذا مما حجب عن الناس علمه.

وقد ادعت طائفة من الناس هذه الأمور، فأبطل دعواهم ما يبين من خطئهم، فيما يقصون عليه ويحكمون به فيما ادعوا عليه.
فانظر كيف أعطي الإنسان علم جميع ما يحتاج إليه لدينه ودنياه، وحجب عنه ما سوى ذلك، ليعرف قدره ونقصه وكلا الأمرين فيها صلاحه.
 
* الأحلام وامتزاج صادقها بكاذبها وسر ذلك
فكر يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها فمزج صادقها بكاذبها، فإنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء، ولو كانت كلها تكذب، لم يكن فيها منفعة، بل كانت فضلاً لا معنى له، فصارت تصدق أحياناً، فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي لها، أو مضرة يتحذر منها، وتكذب كثيراً لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع