مقتطفات من سيرة الإنسان العظيم الذي جسد حياة الأولياء والصديقين
● يقول آية الله الشيرازي الحائري: "كان الإمام يخصص اليوم الأول من بداية دروسه واليوم الأخير أيضاً للمواعظ والنصائح والإرشادات الأخلاقية، وكانت مواعظه تختلف عن مواعظ الآخرين. فقد كان يتكلم بصورة عادية، ولكن الحضور كانوا يبكون حتى تبلل دموعهم صدورهم. كان يقلّب القلوب حتى في المواعظ العادية، بحيث أن الحاضرين كانت تعتريهم حالة إغماء أو نحو ذلك".
●ويقول حجة الإسلام السيد علي أكبر محتشمي: "كان من جملة الزائرين [للإمام في "نوفل لو شاتو" في باريس] مجموعة من الطلبة الفرنسيين، وقد لفت نظري أن هؤلاء كانوا يأتون في كل مساء للاستماع إلى أحاديث الإمام وخطبه، وقد استغربنا من مواظبتهم على الحضور. فتقدم يوماً أحد الأخوة الذي كان يتقن اللغة الفرنسية وسألهم: أنتم تأتون في كل ليلة للاستماع إلى أحاديث الإمام، فهل تفهمون منها شيئاً؟ وهل تفهمون اللغة الفارسية؟ فأجابوا بأنهم لا يفهمون شيئاً من خطاب الإمام لأنهم لا يعرفون اللغة الفارسية. فقلنا لهم: إذا كنتم كذلك، فلم تحضرون إلى هنا كل ليلة للاستماع إلى حديث الإمام وخطابه؟
فقالوا: نحن عندما نحضر في مجالس الإمام وننظر إليه نحسّ إحساساً روحيّاً في أنفسنا يشدّنا إليه ويشوقنا للعودة إليه".
● ويضيف حجة الإسلام السيد علي محتشمي: "في إحدى الليالي [وأيضاً في "نوفل لوشاتو" شاهدت تجمعاً يصحبه صخب وضوضاء قرب منزل الإمام، فأسرعت استجلي الخبر، وإذا بأحد جيراننا الفرنسيين كان خارجاً هو وزوجته باتجاه سيارتهما، وقبل وصولهما إلى السيارة هاجم الرجلَ الفرنسي أحدُ رجال السفارة الشاهنشاهية في باريس وأخذ يوجه له سيلاً من الضربات واللكمات. فما كان من إخوتنا إلاَّ أن أخبروا الشرطة ولكنها لم تستجب لهم بحجة أن تقديم الشكوى خاص بالمعتدى عليه. ولكن الرجل الفرنسي رفض تقديم الشكوى! وعندما سألناه عن السبب قال: أنا أعلم أنه مُرسَلٌ من قبل السفارة الشاهنشاهية في باريس للقيام بهذا العمل من أجل إثارة المشاكل في المنطقة التي يسكنها الإمام. وإذا ما بلغت الشرطة فإن الصحف الفرنسية ستتناول الموضوع بشكل مبالغ وسينعقد البرلمان الفرنسي للنظر في تعرض أحد الفرنسيين للإهانة بسبب الإمام، وأنا لا أقبل أن يتعرض الإمام لأي مكروه لذلك، أنا لن أشتكي أبداً!".
● وينقل حجة الإسلام رحيميان: "مع حلول عيد رأس السنة الفارسية (النوروز) الذي يترافق مع عطلة رسمية طويلة، قرر أحد المسؤولين الكبار في مكتب الإمام أن يذهب في إجازة مع عائلته إلى خارج البلاد. وقد أنجز كل الترتيبات الأولية لسفره من تأشيرة الدخول إلى بطاقة السفر وغيرها من الأمور. ثم قصد المكتب في أول أيام السنة الجديدة كي يبارك للإمام ويستأذن منه للمغادرة في اليوم. وعندما قال له "نسألكم الدعاء" لاحظ علامات عدم الرضا والسرور على ملامح سماحته فقال: "إن كان لا يروق لكم ذلك، ألغي السفر" فأجابه الإمام: "الحقيقة أنني لست سعيداً لسماع أخبار سفراتكم المتعددة... على كل حال، رافقتك السلامة".
انتهت الزيارة وانصرفنا. وبعد ساعاتٍ من الحيرة والتردد قرر صديقنا في عصر ذلك اليوم إلغاء سفرته المقررة غداً. والملفت أننا عندما ذهبنا سوية صبيحة اليوم التالي إلى المكتب وجلسنا بين يدي الإمام لم ألاحظ أدنى تأثر أو ردة فعل على سماحته عندما رآنا معاً!
تقدَّموا بهذه النهضة إلى الأمام بالتصميم والإرادة والقبضات المحكمة، وما دامت قبضاتكم معقودة فلن تصل إليكم الصدمات.
حافظوا على قبضاتكم معقودة ولا تخشوا المستكبرين، إن قوى هؤلاء ليست شيئاً أمام القوة التي تتكلون عليها.
الإمام الخميني قدس سره