مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

غذاؤنا دواؤنا.. الحبوب الكاملة أغذية الطاقة

د. مريم حراجلي



الغذاء حاجة طبيعية أودعها الله في خلقه، وهو مكوِّن حيوي لاستمرار الحياة. اعتاد الإنسان على مر العصور على العديد من أنواع الأغذية من بين ما يزرعه أو يصنعه، حيث اعتمد القدماء على ما ينتجونه من زراعاتهم أو ما تعطيه الطبيعة من خيرات. فالمصريون مثلاً اعتقدوا بإله الحنطة وأطلقوا عليه اسم نيبر Nepre، والكلمة اليابانية التي تعني "السلام والتجانس" تعني أيضاً "تناول الحبوب". وعندما نتأمل في التاريخ الغذائي للشعوب، نجد أن الحنطة شكلت مادة غذائية أساسية مشتركة بين الشعوب والأقوام. فالأوروبيون زرعوا القمح والشعير والشوفان، أما السوريون فزرعوا أفضل أنواع القمح، وزرع البريطانيون القمح والشوفان، والهندوس القمح والأرز، والصينيون القمح الشتوي والرز والدخن، والهنود الحمر اعتمدوا الذرة.

* غذاؤنا دواؤنا
أغلب الناس يبحثون عن شفاء سريع من الأمراض دون الالتزام بتغيير نظام غذائهم، وهم يمارسون عادات غذائية سيئة وخاطئة، معتقدين أنهم سيسلمون من الإصابة بالعلل والأسقام، كالإنسان الذي يظنّ أنْ بإمكانه أن يقف على سكة الحديد دون أن يدهسه القطار الذي هو آت عاجلاً أو آجلاً.

* أسباب أمراض العصر تتلخّص في مشكلتين:
1. الشراهة في زيادة كمية الطعام، إلى كثرة التنوع من الأطعمة المختلفة التي لا تنفع.
هذا بالإضافة إلى سوء اختيار الغذاء من حيث الكمية والنوعية.
2. الكسل من قلة الحركة والنشاط الجسدي والعقلي.
إذاً، الدواء أن نأكل أنواع الغذاء الصحيح حين نشعر بالجوع لكي نحافظ على الصحة والوقاية من الأمراض، ولا أحد يمكن أنْ يعارض هذه الفكرة، فيمكن للأغذية الصحيحة أنْ تشفي من الأمراض. ببساطة، الغذاء ممكن أن يكون دواءاً، لكن الأدوية لديها تأثيرات سُمّية متفاوتة ولا يمكن أنْ تكون غذاء.

* ممَ يتألف الغذاء الصحي المثالي؟
50-60% حبوب كاملة غير مقشورة ومنتجاتها كالخبز والبرغل والمعكرونة...
20-30% خضار وفاكهة متنوعة مزروعة محلياً وبلدياً إذا أمكن ذلك.
5-10% شوربة خضار أو حبوب.
5-10% لحوم (بفترات متباعدة)، سمك، أطعمة ترفيهية، مربيات وحلويات.
* تتألف الحبوب (قمح، أرز، شوفان، دخن، شعير....) من:
نشويات، بروتينات، فيتامينات، معادن ودهون بنسب مثالية لحاجات الإنسان. وهي مصدر ممتاز للألياف وعائلة فيتامينات B وفيتامين Eوالفوسفور الذي هو معدن رئيسي وغذاء للدماغ . وتعتبر الحبوب الكاملة أفضل غذاء يمد كامل جسم الإنسان بالطاقة.

* لكن هل تسبب النشويات البدانة؟
مَنْ منا لم يسمع بأن النشويات تسبب البدانة، بأن الخبز، البطاطا أو زيت الزيتون أو المكسرات النيئة كالجوز واللوز وغيره تسبب السمنة؟
مَنْ منا لم يشعر بالذنب عند تناول هذه الأطعمة؟ لكن، هل نعلم أنّ هذه الأغذية هي أساس النظام الغذائي لكل النباتيين؟
ومع ذلك، هل رأينا نباتياً واحداً يعاني من البدانة، أو حتى من السمنة ولو الطفيفة؟
إذاً، ما هي الأسباب الحقيقية للبدانة؟ وما هو سبب اختلاف الآراء؟
إنّ السبب الحقيقي للبدانة هو الشحوم والكولسترول، أي المنتجات الحيوانية فقط، إذ إن المنتجات النباتية لا تحتوي هاتين المادتين.
إذاً، وبالتالي، فجميع المنتجات النباتية لا تسبب السمنة.

* المنتجات الحيوانية فقط هي المسؤولة عن البدانة، ولكن بنسب متفاوتة ترتفع تدريجياً:
السمك – الدجاج – اللحوم الحمراء - الحليب ومشتقاته – الزبدة – الدهن - البيض.
أيضاً عند تناول النشويات والمنتجات الحيوانية العالية: الدهون والشحوم معاً في نفس الوجبة، مثل الخبز مع الجبنة، أو الرز مع السمن، يستهلك الجسم أولاً النشويات ويخزن الشحوم والدهون الموجودة في المنتجات الحيوانية، وهذا هو السبب الرئيسي للسمنة. أما عندما يتم تناول النشويات مع الخضار فقط مثل الرز المطبوخ بالزيت، أو الخبز مع الزعتر والزيت، فليس هناك ما يمكن تخزينه حتى يؤدي إلى السمنة وسيستهلك الجسم كامل الغذاء.

* البقول ومنتجاتها:

تشكل البقول مصدراً رئيسياً للبروتين، وهي مهملة اليوم في مطابخنا، فمن الصحي إعادة إدخالها إلى نظامنا الغذائي. لماذا؟ لأن البقول والحبوب معاً يكمل بعضها بعضاً وتؤلف بروتيناً كاملاً، بحيث تقدم البقول الحموض الأمينية التي تحتاج إليها الحبوب. والبروتين هو حجر البناء في جسم الإنسان حيث يوجد بوفرة في العضلات والأوتار وكافة الأعضاء، كما تحتوي البقول والحبوب على كمية لا بأس بها من الفيتامينات والمعادن، وخصوصاً بعد زرعها وبرعمتها. إنّ الإنسان لا يستطيع أن يعيش في محيط حضاري يبتعد به تدريجياً عن البيئة التي تكيّفت معها أعضاؤه وحواسه وعقله عبر آلاف القرون من التاريخ.

* نصيحة:
1. أثبتت الدراسات الحديثة أن نقص الكربوهيدرات - أي النشويات - في النظام الغذائي يؤدي إلى ضعف الذاكرة، والأفضل تناولها من المصادر غير المقشورة، لأنها ستسبب امتصاصاً بطيئاً للسكريات، وسوف تمدّ الدماغ بالطاقة لفترة أطول.

2. تناول البذور والمكسرات النيئة، لاحتوائها على البروتينات والمعادن والزيوت المهمة للجسم، والأهم الحموض الأمينية الأساسية غير المشبعة مثل أوميغا 3 وأوميغا 6 الضرورية لإعادة بناء وإنتاج الخلايا، ولمقاومة الالتهابات في أجسامنا، مثل (سمسم، بذر الكتان، جوز، بذر العنب، حبة البركة، اللوز بقشره...)  وقد بيّنت الدراسات أنّ الالتهاب يلعب دوراً في كثير من الأمراض المزمنة، بما فيها أمراض القلب والتهاب المفاصل والربو والسكري، وبعض أنواع السرطان. وهذا الالتهاب نقاومه بتعزيز وجود أوميغا 3 في غذائنا.

* طبق صحي:
طبق يصلح فطوراً وسناك بعد الظهر للأطفال من عمر ستة أشهر إلى كافة الأعمار:
• حبوب كاملة غير مقشورة (رقائق قمح، شعير، شوفان....).
• حليب أو ماء ساخن أو عصير طازج.
• مكسرات نيئة، مثل (لوز بقشره، جوز، فستق، بذر دوار الشمس.....) مطحونة للأطفال.
• عسل (للأطفال بعد عمر السنة والنصف إلى سنتين)، دبس عنب أو دبس خروب أو أي دبس محلي طبيعي، زبيب، تمر، أو أي فاكهة ترغبون بها.

هذا الطبق يمنح الجسم طاقة لفترة طويلة، كما أنه يقوي الذاكرة.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع