العالم بانتظار العدل والعدل بانتظارك.
كلمة تحكي عن عطش العالم لمنبع العدل الذي يعيد للبشرية أصالتها الإنسانية وجوعه ولهفته إلى الخير الذي يعدم معه كل أشكال الظلم والخوف والاضطراب.
عطشٌ لا يروى وجوعٌ لا يسد إلا بظهور منجّي المؤمنين ومخلّص المستضعفين، قائد قوافل النور وباسط العدل والقائم بالقسط.
لكن هذا الظهور للمخلّص الأعظم ليس كالرجوع الذي يتحدث عنه المسيحيون الغارقون في وحول الفساد والاستكبار، ولا كالظهور الذي ينادي به اليهود الآثمون، أولئك الذين جعلوا فكرة الخلاصة ذريعة لاستمرار دعواتهم الدينية وترغيباً بالجنة الموهومة.
إنه ظهور ذو شروط، يتحمّل مسؤوليته الأفراد وتلتحم حوله الأمة وهي تصوغ وعيها الأكيد بإدراك أسبب الغيبة: فتلعن أمة أسرجت وألجمت وتنكبت لقتاله، وتذم أخرى لاتباعها الطاغية، وتأخذ العبرة من ثالثة سكتت وهي ترى تراث الرسول نهباً.
لقد حمل تاريخ الغيبة الكبرى رجالاً كانوا يحلمون بإكمال جيش بدر الكبرى لرؤية الطلعة الغراء، وماتوا حسرى فالعدد لم يكتمل..
الأمة المنتظرة هي الأمل بدنو حلم الأنبياء.
والأمة الممهدة هي التي تصنع أيام الله المجيدة.
فيا أحرار العالم أنتم الذين تحلمون بمجيء المخلِّص ادعوا أقوامكم وأهليكم ليكونوا منتظرين وعلّموهم كيف يصبحوا ممهدين.
اغرسوا في أعماقهم ذلك الانتظار الذي يقتل اليأس ويطرد الذلّ.
فإنّ المنتظر سيظهر بصراخ الملايين.
ويخرج بوعيهم ليقيم صرح الولاية.
والسلام