مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

تحقيق: لجنة إمداد الإمام الخميني قدس سره موئل الأيتام والفقراء



تبهجك أيام يغدو الناس فيها أطفالاً يرتعون في مرابع الرحمة الإلهية شوقاً للثواب وقرباً في إنسانيتهم، وتستوقفك تلك السحابة البيضاء التي تمطر الخير على جميع المسلمين فتروي ببرد مائها جميع المهج العطشى للري المقدس.

أنها أيام شهر الله.. أيام الصيام.. أيام شهر رمضان المبارك تسمو بك ذكريات المجاهدين الأوائل في معركتهم الأولى لتتداعى في شهر رمضان صور البطولة وترسم على أفق مستقبل الإسلام في هذا العصر رايةً لمقاومة إسلامية في عاملنا وبقاعنا الغربي أخذت من روح علي عليه الصلاة والسلام شهيد محراب ليلة القدر في هذا الشهر ومن مكارم أخلاق محمد صلّى الله عليه وآله العزم والإرادة والولاية لله.
ثم تعود بك ذكريات أُخر إلى إيثار الأصحاب ومواساة الفقراء والإحسان إلى اليتيم في تاريخ حركة الإسلام الذي حمل تلك المقاومة وما أهمل مجتمعها وتركه فريسةً للخوف من المستقبل وللفقر بل حضن الجسم بالكامل لتتداعى كل القوى وتقيل الضعيف عثرته وذلك من خلال التكافل والتآزر الذي تجلى في هذا العصر بمؤسسات جعلت همها وكل همها إعالة كل من لا معيل له وتكفل العوائل والأيتام والمساكين والعجزة. ومنها وأهمها لجنة إمداد الإمام الخميني قدس سره.

جعلت اللجنة في شهر الرحمة هذا محطةً استثنائيةً في حركتها الرعوية لتأتي منسجمةً مع الإطار العقيدي الذي تنتمي إليه، فصنع نشاطها طوال العام ذلك النفح الرمضاني في الإحساس بجوع الفقراء وغربة الأيتام، فأست اللجنة لذلك مساراتٍ رمضانية لحركة الخير في هذا الواقع المتكاتف في ظل الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة بالاعتماد على الأحاديث الشريفة والآيات الكريمة التي أعطت تلك العناوين بُعداً إسلامياً معنوياً نورانياً.

العنوان الأول: مشروع صندوق الصدقات الذي استلهم من الآيات الشريفة ﴿إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ أو ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ومن الأحاديث الشريفة "فتصدقوا رحمكم الله تصدقوا فإن الصدقة تزيد في المال كثرة" اسماً للصندوق الذي يجمع ما تجود به النفوس السخية قطرةً قطرةً ليجعلها موجاً يحمل سفينة المساكين والأيتام إلى بر الرعاية.

العنوان الثاني: مشروع كفالة الأيتام الذي اشتق اسمه من الوسام الذي علقه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على صدر كافل اليتيم الذي قال فيه "أنا وكافل اليتيم في الجنة" حيث ترجو اللجنة إصلاح أحوال الأيتام عملاً بالآية الشريفة . لتصل بهم إلى كمالهم الإنساني في أحضان أسرهم وحنان البقية الباقية لهم من القربى والرحم.﴿فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

العنوان الثالث: مشروع كسوة العيد. يمر العيد على فقراء الأمة، يزدان فيه أمام عيونهم أطفال الأغنياء والمتوسطين بأبهى الحلل وأولادهم يتوسمون بالعيد خيراً يشبع تلك البطون الغرثى ويكسو تلك الأجسام النحيلة بالثياب القشيبة فتحول قساوة الأيام دون المرام وتبقى نظرة الأمل متعلقة بأهداب الرحمة، فتتصدى اللجنة لجمع ما تعينها عليه الأيدي الخيرة وتتكفل بما تبقى من مؤونة الفقراء تلك الكسوة التي تعيد للطفل الثقة بالله وتنفله بهجة العيد هديةً من أخوة الإنسانية وأخلاق الإسلام.

العنوان الرابع: مشروع زكاة الفطرة تلك النسبة الجليلة الجميلة التي سنّها الإسلام. فالصيام يبقى معلقاً بين السماء والأرض ما لم يبادر المكلف بتزكية فطرته دراهم معدودة بين الفجر والزوال في يوم العيد، ما دفع اللجنة إلى أن تكون واسطة الخير بين محتاجي الأمة وأهل الصيام المقبول من المزكين فتتكفل إيصالها لهم قبل الزوال دون اعتبار إلا لاحتياجهم لها.
نشاطات تقربها اللجنة بين أيديكم عربوناً لثقة بالله أنّه صاحب الفضل والأنعام وله المنّة والحمد وعربوناً لحرصها على أن تكون جسراً بينكم وبين هذه الشريحة من الناس المكتنزة بالخير والتي إن احتاجت يوماً فإنها بعون الله ستقدم لمجتمعنا كل خير إذا حفظ لها المجتمع كرامتها.

لذلك فإن اللجنة تدعوكم لاستشعارٍ إجتماعي صادق مع النفس والمجتمع وتلفت إلى أنها مستمرة بهذه النشاطات الرمضانية وغيرها، فهي تقيم الإفطارات للعوائل والأيتام في هذا الشهر على سفرة الإمام، وتوزع حصصاً غذائية على جميع العوائل المحتاجة التي تدخل ضمن شروط التكفل، بالمقابل فإنها على استعداد لاستقبال جميع معوناتكم العينية والنقدية وهي تتلقى الكفارات والنذورات والعقيقة وتنتظر منكم مساهمةً في كسوة العيد للأيتام والمحتاجين وتكفلاً بقدر الاستطاعة للأيتام دون نسيان الصدقة التي يجب أن تحيا معنا في كل تفاصيل حياتنا اليومية.
والحمد لله رب العالمين
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع