اخرج إلى الضوء | عندما يكون القائد والداً للمجاهدين مهارات | المساندة النفـسيّة في الأزمات والحروب الملف | كيف نواجه إشاعات الحرب؟ الملف | بصبركنّ... ننتصر الملف | دعاء أهل الثغور: مدد المجاهدين الملف | الشهداء المستبشرون معالم المجتمع الصالح في نهج البلاغة الملف | قيم المقاومة آخر الكلام | تحت الركام.. الافتتاحية | الصبر حليف النصر

مشكاة الوحي‏: الصدقة والتصدق‏


أولى القرآن الكريم أهمية بالغة للصدقة، ومدح المتصدقين، ووعدهم بمضاعفة ما تصدقوا به في الدنيا، وبالأجر العظيم في الآخرة.
ولم يكن إيلاء الأهمية هذا، لمسألة الصدقة بالأمر الجزاف، بل كان الهدف من ورائه رفع الاهتمام بأمرها عند المسلمين، وحضّهم على الاشتغال بها، لما لها من تأثير كبير على الفرد، من ناحية إشعاره بالمسؤولية تجاه الفقراء، وتخليصه من الأنانية والاستئثار بالأشياء لنفسه، وعلى الأمة، من ناحية جعلها موحّدة عن طريق سد حاجات المعوزين، ومحو الطبقية من المجتمع.

* أهمية وفضل الصدقة
أشارت الكثير من الآيات إلى الأجر العظيم والمغفرة، المترتبين على التصدق والإنفاق. حيث قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ الحديد - 18. وقال في آية أخرى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا الأحزاب - 35.
ثم ترقى في تبيان أهمية الصدقة، إلى درجة جعلها مطهرة للذنوب وموبقات الأعمال، حيث قال تعالى مخاطباً الرسول: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ التوبة - 103.
وليس هذا فحسب، بل جعل أمر تلقفها وقبضها، بيد الله تعالى: ﴿ َلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ التوبة - 104، وهذا تماماً ما أشار إليه حديث الإمام الصادق عليه الصلاة و السلام حيث قال: "يقول الله تبارك وتعالى: ما من شي‏ء إلا وقد وكلت من يقبضه غيري، إلا الصدقة فإني أتلقّفها بيدي تلقفاً".

* آداب الصدقة
لقد جعل الله سبحانه آداباً للصدقة، وأكد استحبابها في مواطن خاصة كالصدقة عند مناجاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ المجادلة - 12.
 

كما أكد على استحباب التصدق سراً أكثر منه علانية وذلك تهذيباً لنفس الفرد المسلم، وتأكيداً لمبدأ الإخلاص فيها، فلا يريد بالصدقة إلا وجه الله تعالى، سواء أتى بها على مسمع ومرأى من الناس أم لا، فقال: ﴿إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ البقرة - 271.
كما ركز على عدم المنّ بالصدقة، حفظاً لها من البطلان، وبالتالي خسران الأجر والثواب المترتبين عليها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ البقرة - 264. وجعل القول الحسن والجميل خيراً منها فيما إذا كانت متبوعة بالأذى فقال: ﴿قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ البقرة - 263، وذلك حفاظاً على مشاعر الفقراء وأحاسيسهم من السوء والأذى.
 

* مواطن صرف الصدقات‏
وأخيراً بيَّن سبحانه مواطن صرف الصدقات والزكوات الواجبة، فحصرها في ثمانية أصناف، أشارت إليهم الآية الكريمة: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيم التوبة - 60
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع