إن الكون مأهول بكميات غير متناهية من الأجسام السماوية المسماة"نجوماً" ونستطيع مشاهدة بعضها بالعين المجردة. أمّا بعضها الآخر فلا يرى إلا بواسطة أداة بصرية جبارة. فالنجوم أجرام ضخمة يترجح في داخلها الغاز، ولمعانها من ذاتها. أمّا الكواكب، ومن بينها الأرض، فهي أجسام صلبة لا ترسل نوراً بل تتلقى النوم من نجم آخر، وترافق هذه الكواكب أجرام ثانوية تسمى"بالأقمار أو الأجرام التابعة" (القمر جرم تابع للأرض). وسنتكلم في ما يلي على الكواكب والأجرام التابعة ونجوم صغيرة أخرى (المذنبات والشهب والنيازك). وهكذا فإن النظام الشمسي هو مجموعة كواكب وأجرام تابعة وأجسام سماوية أخرى.
ويشكل النظام الشمسي جزءاً
من مجموعة نجوم كثيرة العدد يطلق عليها اسم المجرّة، ويقدّر بأن هناك 100 مليار
مجرة في الكون. وبرغم الاعتقاد بأن النجوم لا يتحرك بعضها بالنسبة إلى بعضها الآخر،
فإن الأجسام السماوية في الواقع هي في حركة دائمة: المجرات، النجوم والكواكب
والأقمار. إنها تشكل في الفضاء خطوطاً تدعى: المدار الفلكي. وهكذا، إذا راقبنا
القمر والكواكب السيارة التابعة لنظامنا الشمسي، نرى بعد عدة ليالٍ أنها تغيّر مكان
وجودها بالنسبة إلينا.
* ألوان النجوم:
الكواكب السيارة، عكس النجوم، لا تتلألأ، ولكننا نستطيع التعرف إلى بعضها بالعين
المجردة بفضل الأنوار التي تعكس عليها: الزهرة: أبيض مفضض شديد اللمعان؛ المريخ:
أحمر قرميدي؛ المشتري: أبيض عاجي؛ زحل: أبيض مائل إلى الخضرة. وللنجوم ألوان مختلفة
حسب درجة حرارتها، وهكذا لدينا بطريقة انحدارية: فيغا: أزرق (10000 درجة مئوية)؛
الشمس: صفراء (6000 درجة مئوية): لديباران: أحمر (2000 درجة مئوية).
* خريطة النظام الشمسي:
لنرجع إلى حروف الرسم ونفسّر المركبات المهمة في النظام الشمسي:
أ - الشمس: إن ألسنة اللهب في مقدّمة الرسم يبلغ ارتفاعها عشرات المرات قطر
الأرض.
ب - عطارد: هو أصغر كوكب سيّار.
ج - الزهرة: يسمى الكوكب المخبّأ لأنه يظل محاطاً بالغيوم.
د - الأرض: هي كوكبنا السيّار مع الجرم التابع: القمر.
ه- المريخ: الكوكب الأحمر مع قمريه: ديموس وفوبوس.
و - النيازك: هي"أقزام" النظام الشمسي، ويقدر عددها بـ50000 نيزك.
ز - المشتري: له 15 أو 14 جرماً، أكبرها"غانيماد" و"كاليستو".
ح - زحل: محاط ب-10 أقمار أو 11 جرماً تابعاً مع مجموعة من غبار الأجرام التابعة
التي تؤلف حلقات حول الكوكب.
ط - أورانوس: له خمسة أجرام تابعة.
ي - نبتون: له قمران.
ك - بلوتون: كوكب سيّار صغير يقع على حدود النظام الشمسي.
ل - أحد المذنبات العديدة التي سنتكلم عنها فيما بعد.
* الشمس محور النظام:
ليس في النظام الشمسي إلا نجمة واحدة هي الشمس، وهي من حجم متوسط أي أنها أصغر من
النجوم الأخرى وأقل منها إشعاعاً. ولكنها تبدو مختلفة لقربها من الأرض. لنتصور أن
المسافة بين الأرض والشمس تساوي متراً واحداً، فمع مراعاة نسبة المسافات التي
تفصلنا عن سائر النجوم نجد أن أقرب نجمة إلى الأرض تقع على مسافة 260كلم. ومع أن
الشمس نجمة صغيرة فإن حجمها ضخم جداً بالنسبة إلى الكواكب التي تؤلف النظام الشمسي.
فحجمها أكبر من حجم الأرض بـ11500000 مرة وأكبر ب-500000 مرة من مجموع أحجام
الأجسام السماوية في النظام الشمسي.
وبفضل التفاعل النووي الحراري الذي يحدث في داخل الشمس، ينتشر النور والحرارة
الضرورين للحياة على الأرض، ثم أن كل مركّبات النظام الشمسي تتلقى نور الشمس
وحرارتها، إنما بكميات متنوعة حسب بعد هذه المركبات عن الشمس. والكواكب السيارة
(ومعها الكواكب التابعة والنيازك) تدور متتبعة مداراً مستديراً كما يبينه الرسم
أعلاه. وبوضوح أكثر فإن مدار الكواكب يشكل دوائر مسطحة قليلاً نسميها بالقطع الناقص
أو الإهليلج.
* تسعة كواكب سيّارة:
كانت الكواكب السيارة مصنفة إلى كواكب داخلية (عطارد وفينوس) وكواكب خارجية
(بعيدة عن الشمس). ثم أن المريخ، وهو كوكب سيّار خارجي، يشبه بحجمه وتركيبه
الكواكب السيّارة الداخلية وبنوع خاص الأرض، ولكن أكثر مما يشبه الكواكب الأخرى:
المشتري، زحل، أورانوس ونبتون. أما بلوتون فهو كوكب سيّار له وضع يكاد يكون خاصاً.
والكواكب السيارة الأربعة الأولى هي صغيرة، غير أن كثافتها بين 5.9 و5.5 (أي نسبة
المواد التي تحتويها إلى المياه). أمّا الكواكب السيارة الأربعة الأخيرة فهي أكبر
حجماً ولكنها أقل كثافة، إذ تتراوح كثافتها بين 0.7 (زحل) و1.7 (نبتون).
* ثلاثون جرماً تابعاً:
ترافق الكواكب السيارة التسعة أجسام أخرى متحركة تعرف بالأقمار أو الأجرام التابعة،
وكل جرم من الأجرام التابعة يدور حول كوكب سيّار أكبر منه بكثير. والقمر هو أكبر
جرم تابع بالنسبة إلى كثافة كوكبه السيّار، وهو الجرم الطبيعي الوحيد التابع للأرض.
أكبر جرم تابع هو غانيميد، وهو تابع للمشتري، وتقترب كثافته من كثافة عطارد، وديموس
هو أحد الأجرام التابعة للمريخ، وهو صغير يبلغ قطره 15كلم. والكواكب السيّارة التي
لها أقمار هي: الأرض، المريخ، المشتري، زحل، أورانوس ونبتون، ويعتقد أن لبلوتون
جرماً تابعاً، مع أنه لم ير قط. وعلى الإجمال فإن النظام فيه نحو من ثلاثين جرماً
تابعاً.
* خمسون ألف نيزك:
النيازك أجسام سماوية ذات كثافة ضعيفة، مكوّنة من كتل صخرية خشنة، وهي في منطقة
واسعة تمتد بين فينوس وزحل، ولكنها أساساً مركّزة في منطقة ممتدة بين المريخ
والمشتري. ولا نعرف بالتحديد عدد النيازك ولكنها تقدر بـ50000 تقريباً في النظام
الشمسي. ويبلغ قطر أكبر نيزك (سيرس) أكثر من 600كلم، كما أن للنيازك أشكالاً غريبة،
وهي قليلة الكثافة، ولا يتعدى، ولا يتعدى طول بعضها الكيلومتر الواحد، وهي كالكواكب
السيارة تدور حول الشمس وتتبع مداراً خاصاً بها.
ويشمل النظام الشمسي أجساماً سماوية أخرى كالمذنّبات التي ستتكلم عليها فيما بعد.
* ذيل النجوم:
يشمل النظام الشمسي، فوق ما ذكرنا، نجوماً تدعى مذنّبات، نواتها مؤلفة من الثلج
والغبار والماء ممزوجة بغازات مجمدة (ميتان، غاز الكربون، أمونياك)، ويتراوح
قطرها بين 1 و10 كلم. والمذنبات محاطة بذيل ضخم من الغاز وتتبخّر النواة الخفيفة
كلما قرَّبها مجرى المذنب من الشمس، وتنتهي بتأليف غيمة تتبع النواة حتى مدارها.
ولا يظهر ذيل المذنب إلا عندما يكون على بعد وحدة أو وحدتين فلكيتين عن الشمس،
حينئذٍ يتسخّن الغاز الذي يحيط به ويصبح مضيئاً. والمعروف أن ذيل المذنبات موجّه
دائماً بعكس الشمس، وهو خفيف جداً إلى درجة أنه يُدفع بواسطة ضاغط النور الذي
يدعى"ضغط الإشعاع" الذي ينبعث من الشمس.
ومن أجل إكمال دورة تامة حول الشمس تحتاج بعض المذنبات إلى سنة تقريباً، وهناك
مذنبا تستغرق دورتها حول الشمس آلاف السنين، وبعضها الآخر لا يمر إلا مرة واحدة قرب
الشمس. ويتذكر بعض الناس المذنب"هالي" الذي ظهر سنة 1986، وتستغرق دورة هذا المذنب
76 سنة.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض النيازك التي نشاهدها أحياناً في الصيف، عندما تكون
السماء صافية، هي غالباً بقايا مذنب مفكك. وهي تشتعل وتصبح مضيئة وتجتاز الفضاء
بسرعة هائلة.
ماي 5/16/2019
منال
2019-05-15 20:43:43
بغية شي دار تكون زوينه