ديما جمعة فوّاز
السلام عليكم. اسمي حسن، عمري 23 عاماً. مشكلتي هي في
عصبيّة أمي التي تجعل أجواء المنزل جبهة مشاكل وتصادم. فأنا الأخ السادس في أسرة
مؤلّفة من سبعة أبناء وبنات، ولطالما كانت أمّي مصدر قلق لنا: كثيرة التوبيخ، شديدة
الوسوسة بالنظافة والترتيب، صوتها مرتفع دوماً، تشكو من إهمالنا أو قلّة مسؤوليتنا،
دائمة المطالبة لنا بالدرس أو المساعدة في القيام بالأعمال المنزليّة وغيرها.. أسعى
جاهداً لإرضائها في الوقت الذي يصعب عليَّ وعلى أيّ أحد إرضاؤها!
أحاول أن أتجنّب الحديث معها كي لا نتشاجر، ولكن يمكن لأبسط الأفعال أن يثير غضبها،
فتبدأ بالتهويل؛ كم أنا عاقّ! وكم أنا غير مدرك لمكانة الأهل عند الله وغيرهما من
الدعوات المؤذية السيّئة التي تنهال على كلّ أفراد العائلة.. المشكلة أنّني بدأت
مؤخّراً أردّ عليها بنفس الأسلوب، وأشعر أنّني فقدت الاحترام الذي كان دائماً
يميّزني عن إخوتي، فأنا لم أرفع يوماً صوتي في وجهها. ولكن أشعر أنّها تلاحقني في
المنزل من غرفة إلى أخرى وتحاول أن تفتعل مشكلة معي: لماذا لا تدرس؟ لماذا لم تنظّف
أذنيك بعد الحمام؟ لماذا تجلس على سريرك وليس على الكنبة؟...
ماذا أفعل؟ كيف أتصرّف؟ صرت أخشى العودة إلى البيت كي لا يؤذيني تأنيبها لي
وصوتها المرتفع.
الصديق حسن، شكراً لثقتك، ونحن نحترم التزامك وخوفك من
عدم تحصيل رضا الأمّ والأب الذي يعتبر ممرّاً لتحصيل رضا الباري (جلّ وعلا). لذلك
سنحاول أن نساعدك عبر تقديم مجموعة من النصائح السريعة:
1- لا تستَهِن يوماً بغضب أمّك، ولا تسمح للشيطان أن يبرّر لك أفعالك فتردّ عليها
بكلام جارح أو غير مقبول.
2- حاول أن تتفهّم أسباب مزاج والدتك السيّئ، وبرّر لها أفعالها، فربّما هي تعاني
من حالة نفسيّة صعبة أو مرض جسديّ. ومهما تنوّعت الأسباب فهناك حقيقة لا يمكنك أن
تتناساها وهي أنّ والدتك تجاوزت الستّين من العمر كونها أنجبت، كما أخبرتنا، 7
أبناء وبنات ولا شكّ في أنها تعبت في حياتها..
3- من الجيّد أن تحاول تجنّبها كي لا تتشاجر معها، ولكن دون أن تشعرها بذلك. وفي
حال تصادمَتْ معك حاول أن تستوعبها وتتحدّث معها بلباقة.
4- من الجميل أن تقوم وإخوتك بمبادرة لطيفة تفرح قلبها، كأن تشتروا لها قالب حلوى
أو باقة أزهار...
5- تودّد إليها بالسؤال عن حالها، فربّما تحتاج أمّك إلى بعض الاهتمام.
تذكّر دائماً أن والدتك حملتك وَهْناً على وَهْن، وتحمّلت الكثير من أجلك وإخوتك،
وعليك أن تردّ لها الجميل بالصبر.