مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشاركات القراء: ربيع الأم والمعلم

نانسي عمر


تكتمل السعادة بحلول الربيع في ضمه لعيدين يسمو أصحابهما بالتضحية والوفاء. بين عيد المعلم وعيد الأم علاقة عميقة الدلالة ورائعة المعاني.


نقرأ في كتاب معاني الأمومة فلا نجد غير التفاني والبذل في سبيل التربية الصالحة وإنشاء جيل مثقف وواع. وفي معاني كتاب المعلم ننحني إجلالاً أمام المحبة والعطاء اللذين يتميز بهما المعلم الذي كاد أن يكون رسولاً، يمسك بخيوط المعرفة فينير بها الطريق أمام طلابه، فيقلب ظلمة الجهل نوراً، ويبدّل اليأس بالأمل والتفاؤل.
لطالما كان المعلم القدوة والمثل الأعلى. رغم ما عاناه من قساوة الحياة، يرفض الاستسلام. همُّه الأول نشر العلم والإيمان. وأهمّ صفاته الحلم عند الغضب والصّبر عند الشدة. ولطالما تعيش الأم وهي تفيض بالحنان والعاطفة على أولادها، رغم ما تقاسيه من آلام الحياة، وتعاني من ظروف الزمان الذي يلقي بظلال شرّه وقساوته في نهر محبتها، محاولاً عبثاً أن يلوثه ويغير لونه ورائحته، ولكن يبقى لون الحب في الأمومة طاغياً.
بين المعلم والأم علاقة مترابطة، تنقل الولد من نور المحبة التي تغمره بها أمه، إلى نور العلم الذي يحيطه به المعلّم. فالأم مدرسة، والمعلمة أم ثانية. الدنيا أم، والمعلم كاد أن يكون رسولاً. وفي كلا القلبين نبعُ حنانٍ لا ينضب، وشلالُ عطاءٍ لا يتوقَّف. وبين القلبين دنيا واسعة الأفق، يزيّنها التفاؤل والأمل، وتتجلى فيها الرحمة بكلّ معانيها.
لقد جمع الربيع بين باقة أزهاره أجمل زهرتين، تفوح منهما أزكى رائحة، تحملك بين حناياها إلى عالم آخر لا وجود للشر فيه، عالم مليء بالحب والعاطفة، بالتضحية والتفاني، بالخير والأمل، بيوم جديد أجمل وأحلى.
فإلى كل أم ومعلم... تحية حب ووفاء، من القلب القاسي المقصر دوماً إلى القلب الحنون المخلص دوماً.


أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع