الشاعر يوسف سرور
تعصِرُ أفكَارَكَ لتصِفَ الزّهراء عليها السلام بوصْفٍ
مُبتَكَرٍ لم يسبِقْكَ إليه غيرُك.. فيهمسُ قلبُكَ في أذُنِ قَلمِكَ: وردةُ الله!
أَلِفُ الوجُودِ بهَاؤهَا، والباءُ | وعَبِيرُهَا للعَاشِقِينَ إبَاءُ |
هِيَ وَرْدَةٌ صَاغَ الإلَهُ جَمَالَهَا | فتَزَيَّنَـتْ مـن حُسْنِـهَا العَلْيَـاءُ |
وأريجُهَا عمَّ القلُوبَ طهارةً | ورَحيقُهَا لِلْوَالهِينَ رجَاءُ |
هي وردةٌ شهِدَ الوجودُ بفضْلِهَا | نبَتَتْ.. فكانت بعدَها الأشْيَاءُ |
وبهَا تشرَّفَتِ الخلائِقُ كلُّهَا | والْمُنْتَهى، والكعبةُ الغرَّاءُ |
وتضوَّعَتْ عبقاً على أتْرابِهَا | فهِيَ النَّعيمُ، وعطرُهَا آلاءُ |
وحديثُهَا حمْدٌ، وكوثَرُ فَيضِهَا | فَجْرٌ، وكلُّ حروفِهَا إِسْرَاءُ! |
هِيَ وردَةٌ لا شَمْسَ دُونَ شُرُوقِهَا | كلّا، ولا قمرٌ يُرَى، وسَمَاءُ |
وَهِيَ الطّهَارةُ والقَدَاسةُ والصَّفا | وهيَ الهَوَاءُ لأرْضِنَا، والمَاءُ |
وعبيرُهَا عَزْمٌ سَرَى في زيْنَبٍ | وربِيعُهَا عنْدَ الحُسَيْنِ دِمَاءُ |
فإذَا تجلَّتْ في النِّسَاءِ بنُورِهَا | لا مَرْيَمٌ تبدُو، ولا حوَّاءُ |
هيَ وردَةٌ للهِ، جَاءتْ رحْمَةً | وتشَرَّفَتْ في ذكْرِهَا الأسمَاءُ |
فَمُحمَّدٌ هُوَ ماؤُهَا، وتُرابُهَا | هوَ حَيْدَرٌ... والوَرْدَةُ الزَّهْرَاءُ! |