يوسف سرور
كَفَى، فَقَلبي هَفَا لِلْمُصْطَفَى شَغَفَا | وَذِكْرُ فَاطِمَةٍ عَلَى رُبَاهُ طَفَا |
بِوَاحِدٍ مِنْهُمَا يَعْتَلُّ مِنْ وَلَهٍ | فَكَيْفَ يَلْقَى الشُّفَا يَوماً إِذَا ائْتَلَفَا |
قَدْ ظَلَّ يَخْفِقُ لمَّا كَانَ يَجْهلُهُمْ | وَعِندَ مَحْضَرِهِمْ رُغْمَ الوَفَا وقَفَا |
هُمْ بَيْرَقٌ سَامِقٌ في الكَوْنِ مُؤْتَلِيقٌ | وَمَنْهَلٌ سَائِغٌ لِلْعَالَمِينَ صَفَا |
مَا ذَنْبُ قَلْبٍ قضَى مِنْ حُبّ فَاطِمَةٍ | وَقَدْ مَضَى لِلَّظَى بَدْرٌ لَهَا انْخَسَفَا |
هَلَّتْ جُمَادَى مُوَشَّاةً يُعَطِرُهَا | شَذَى البَتُولِ، فَخَافَ الأُفْقُ وَارْتَجَفَا |
لمَّا بَزَغْتِ عَلَى الدُّنْيَا وَضْئِتِ بِهَا | غَار الوُجُودُ بِسِرْدَابِ الحَيَاءِ خَفَا |
وَأَنْشَدَ الزَّمَنُ المُشْتَاقُ أُغْنِيَةً | وَالحُسْنُ فَوْقَ السَّنَا لَحْنَ الهَنَا عَزَفَا |
يَا هَالَةَ النُّورِ غُضّي الطَّرْفَ وانْصَرِفي | كمَا عَنِ الكَوْنِ جِلْبَابُ البَهَا انْصَرَفَا |
لَئِنْ تَوَشِّتْ ذُرَى الدُّنْيَا بِزِينَتِهَا | لَهَبَّ لو شِئْتِ إِعْصَارٌ بِهَا عَصَفَا |
لأَنَّ نُورَ سِرَاجِ اللَّيْلِ يَحْجُبُهُ | بَدْرٌ بِأَعْلَى مَقَامٍ في السَّمَ انْتَصَفَا |
زَهْرَاءُ سَيّدتِي عُذْراً فَلَسْتُ سَوِى | مُقَصِرٍ ظَاميء مِنْ وِرْدِكْمْ رَشَفَا |
فَجَوْهَرُ الشِّمْسِ مَحْجُوبٌ ولَوَ سَطَعَتْ | عَنِ العُيُونِ، وَإِنْ خَالَتْهُ مُنْكَشِفَا |
وَأَنْتِ لوْ بَاحِثء أَمْضَى الحَيَاةَ شَقاً | فَعَنْكِ مَا حَبَّةً مِنْ خَرْدَلٍ عَرَفَا |
يَا بِضْعَةً لَرَسُولِ اللَّهِ طَاهِرَةً | يَكْفِيكِ هَذَا بمِقِيْاسِ العُلَى شَرَفَا |
غَدَوْتِ "أُمَّ أَبيها" والأُمُومَةُ في | سِفْرِ الزْمَانِ لِقَلْبِ الَّلاهِفِينَ شِفَا |
وَصِرْتِ خَيْرَ النَّسَا يَا نِعْمَ سَيّدَةٍ | وَبَيْنَ أَهْلِ الكِسا رِدْءاً وَمُلْتَحَفاً |
آَذَى الإِلَهَ فَتًى آَذَكِ مُلْتَفِتاً | وَمَنْ أَحَبَّكِ أَبْدىَ لِلْهُدَى شَغَفَا |
وَمَنْ قَلاَكِ قَلَى الإِسْلاَمَ فَانْتَقَلَتْ | لَهُ الشَّيَاطِينُ بِالآلاَفِ وَانْحَرَفَا |
أَلَمْ تَرَيْ كَيْفَ نَادَى اللَّهُ أَحْمَدَهُ: | إِنْحَرْ وَصَلِ لِرَ العَالَمِينَ وَفَا |
أَعْطَيْتُكَ الكَوْثَرَ المَفْطُومَ مِنْ لَهَبٍ | وَمَنْ أَبَى شَانِئاً منِ غَيّهِ انْحَرَفَا |
يَا صِنْوَةَ المُرْتَضَى ضَاقَ الفضَا فَقَضى | رَبُّ الوَرَى مَطْلَباً بِهِ النبي حَفَا |
زَوِجْ عَلِيّاً عَلا الأَفْلاَكَ فَاطِبَةً | بِفَاطِمٍ. فَكِيَانُ الكَوْنِ قَدْ رَهُفَا |
وَأَشْرَقَتْ وَهَداتُ الأُفْقِ يَوْمَ غَدَوْا | صَدىً لِعَائِلَةٍ فَوْقَ الدُّنَى هَتَفَا: |
زُفّي مَلائِكَةَ الرَّحمَنِ في فَرَحٍ | عُرْساً سَمَا لِلسَّمَا وَالحُسْنِ فِيْهِ غَفَا |
وَجَلْبِبِي حَسَنَيّ الطُّهْرِ ثَوْبَ هُدىً | مِنَ البَتُولِ، وغُضّي عَنْهُمَا طَرَفَا |
آَهٍ لِخَطْبٍ جَلِيْلٍ مُحْرِقٍ حَمِيءٍ | هَوَى عَلَيْكِ بِجُرْحٍ بِالدِمَا نَزَفَا |
حَتَّى عَرَجْتِ إِلَى البَارِي مُوَدِعَةً | صَهْ يَا وُجُودُ وَغَادِرْ أُفْقَهَا أَسَفَا |
حَسْبُ الحَيَاةِ فَخَاراً أنُهَّا حَمَلَتْ | زَوْجَ العَلِيِ، وَأُمَّ المُصْطَفَى، وَكَفَى |