إعداد: ايفا علوية ناصر الدين
مجدل زون: شاهدة على وحشية الاحتلال وبطولات المجاهدين
انطلقت بنا السيارة بعد مرورنا بمدينة صور في طريق تزيّنه بساتين أشجار الليمون بحبّاتها البرتقالية وعبق زهرها ذي الرائحة المميزة. وعندما وصلنا إلى مفرق المنصوري أخذنا نرتفع شيئاً فشيئاً ونعلو في طريق جبلي متعرّج يقود إلى بلدة مجدل زون التي تتربع على قمته متكئة على تلال ثلاث تطل منها على منظر رائع يظهر فيه بحر صور وقد اختفى لونه الأزرق بعدما عكست عليه شمس النهار بريق أشعتها فتحوّل إلى صفحة من الذهب المتماوج وفي الطرف الآخر يظهر مشهد القرى المتناثرة القابعة في أحضان خضرة البساتين والمزروعات.
تقع بلدة مجدل زون جنوب مدينة صور على ارتفاع 385م عن سطح البحر وتمتد من الشمال إلى الجنوب بمسافة 4 كلم ومن الشرق إلى الغرب بعرض 7 كلم. وتنتشر بيوتها على ثلاث تلال تشرف من جهة الشمال على مدينة صور وقرى عديدة، ومن الجهات الأخرى تشرف على ما كان يسمى بالشريط الحدودي. بلدة مجدل زون التي سمعنا بها كثيراً أيام الاحتلال الإسرائيلي لقرى الجنوب لم تكن ضمن نطاق القرى المحتلة لكنها عاشت أياماً بل سنيناً سوداء خلال فترة الاحتلال جعلت منها واحدة من أكثر القرى التي عانت من قهر المحتل وظلمه ومن أهم قرى الصمود والمقاومة وذلك نتيجة وقوعها بمحاذاة الشريط الحدودي مباشرة ووجودها بين ستة مواقع عسكرية للصهاينة والعملاء هي: موقع البياضة، موقع الحرذون، موقع شمع، موقع الجبين، موقع بلاط وموقع شيحين.
* أمجاد مجدل زون
مجدل زون التي كانت تُسمّى قديماً بدير المجد، لها تاريخ يرجع إلى عهود قديمة ترتبط بالفينيقيين وغيرهم، ويدل على ذلك وجود بعض الآثار المدفونة في القرية ويمكن أن يكون هذا هو سبب تسميتها القديمة آنذاك، وهذه الأهمية لم تَفقُدها مجدل زون بعد ذلك أبداً بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي أيام الاحتلال الإسرائيلي. بالإضافة إلى هذا فإن أهم شيء يسرّ أهالي البلدة أن يفتخروا به هو صمودهم وتحمُّلهم قهر الاحتلال ومواجهتهم له من خلال ارتباطهم بالمقاومة الإسلامية واحتضانهم للمجاهدين وأكثر من ذلك فإن هناك شيئاً أهمّ يحمله الأهالي وساماً يعتزون به كثيراً هو عدم وجود أي عميل من الأهالي ارتبط بالعدو الإسرائيلي على الإطلاق.
* مميزات البلدة
إن سكان بلدة مجدل زون الذين يبلغ عددهم حوالي 6000 نسمة ينضمّون إلى عائلات متعددة منها: الدر سلمان رشيد فقيه حمزي هاشم مراد درويش أيوب كساب سعيد هرموش فياض الزين طراف الجبلي وذيب. وتتميز هذه البلدة بمحافظتها على الطبيعة القروية التي تتجلى في عدم دخول معالم المدينة إليها حيث تقتصر الحركة الاقتصادية فيها على عدة دكاكين صغيرة. ويستفيد معظم الأهالي الموجودين في البلدة من زراعة التبغ والقمح كمورد يعتمدون عليه بالإضافة إلى الزيتون الذي تتوزع أشجاره في بساتين في أطراف البلدة. ويلاحظ خلال التجوال في أنحائها وجود بعض البيوت القديمة ذات الحجر الصخري والتي تعطي طابعاً خاصاً يرافقه شعور بالطمأنينة وإحساس بجمال الطبيعة الساحر وعظمة الخالق سبحانه وتعالى يتولد مع السكون المخيم على الأجواء وروعة منظر الجبال المحيطة ومشهد البحر الذي يُرسل نسائمه المنعشة الممتلئة برودة ولطفاً.
* صور من المعاناة
لم تكن صورة هذا المنظر بكل تفاصيله تظهر منذ سنتين كما هي اليوم فقد كانت تبدو مشوهة، باهتة وكئيبة حيث ترتسم في زواياها وجهاتها ستة مواقع عسكرية للصهاينة وعملائهم كانت تحبس أنفاس الحرية وتتنشق هواءها الطلق نافثة فيه دخان حقدها وغبار عتمتها الملوث برائحة البارود الكريهة. كان منظر تلك المواقع يسرق جمال كل المناظر ويفقدها رونقها حيث يسيطر السكون القاتل الممزوج بالقلق على كل حجر وشجر غارقين في سبات الحركة المشلولة التي لم يكن يوقظها إلا صوت القذائف المنهمرة يرسلها كيد المدافع المختبئة في أوكار الجبن والهزيمة. لقد عانى أهالي مجدل زون الكثير من الاحتلال وعملائه فهم عندما يتذكرون أشكال تلك المعاناة يشعرون فيها بقلب ممتلىء كرهاً للصهاينة وأتباعهم. فقد كانت بلدتهم تعيش في عزلة تامة عن باقي قرى الجوار حيث كان المدخل الوحيد للقرية من جهة المنصوري مُراقب من قبل المواقع المواجهة التي يقع تحت أعينها. وهذه العزلة كان يشعر بها الأهالي داخل البلدة أيضاً لأن الطريق كانت ممنوعة عليهم عندما تغيب الشمس والسهرات ممنوعة أيضاً، وعندما يسدل الليل ستاره على البلدة كانت تموت الحركة فيها لأنه ليس باستطاعة أحد الخروج في الليل حتى في الحالات الاستثنائية فالمرضى الذين كانت تحل به حالة طارئة تستدعي نقلهم للمعالجة كان الموت هو المصير الوحيد لهم وقد حصلت حادثة من هذا النوع في البلدة.
كان القصف اليومي محسوماً بالنسبة للأهالي فقد اعتادوا على سماع ترانيمه اللئيمة في جميع أوقات النهار، ولأن القلب الصهيوني لا يعرف أية شفقة أو رحمة أو حتى إقرارٍ بحاجة الإنسان للشعور بالراحة والأمان في سكون الليل، كان اليهود وعملاؤهم يصبون حمم نيرانهم في الليل أحياناً كثيرة. وهذا القصف لم يكن هناك أية اعتبارات تقيده أو ترده فقد كان يطال حتى مدرسة البلدة التي قصفت مرتين وكان الطلاب موجودين داخلها في يوم دراسي عادي. وكان القصف يستهدف أيضاً الأماكن الحساسة في البلدة كالساحة العامة حيث يتجمع الناس والبيوت المأهولة بالسكان.
* أيام في الذاكرة
يتذكر الأهالي يوماً بقي في ذاكرتهم التي ترك فيها الاحتلال الكثير من القصص والحوادث. في أحد الأيام قامت المقاومة الإسلامية بتنفيذ عملية على أحد المواقع المواجهة للقرية قُتل فيها أحد العملاء، فأراد الصهاينة رد الاعتبار لعملائهم والانتقام لهم لرفع معنوياتهم فقاموا بقصف البلدة بشكل عنيف أحصى فيه الأهالي وقوع حوالي الألف قذيفة ولم يكتفِ الصهاينة بذلك فدخلوا البلدة وقاموا بتجميع الناس كبيرهم وصغيرهم وقادوهم جميعاً بما فيهم النساء والأطفال إلى الجهة الشرقية ولم يتركوهم حتى اعتقلوا منهم ثمانية أشخاص ثم أقدموا على حرق سيارات وبيوت. فكان يوماً لم ينسه الأهالي أبداً بما لاقوه من تعذيب نفسي كبير وخصوصاً الأطفال الذين أُرعبوا رعباً شديداً. حادثة أخرى من هذا القبيل يتذكرها الأهالي جيداً وهي عندما أقدم الصهاينة على إحراق البلدة حيث وجهوا حممهم على البساتين وحقول القمح والأحراش المحيطة بها التي أكلتها النيران حتى أتت على كل شيء، وقد وصلت النيران إلى البيوت أيضاً فاحترق بعضها وقد وصفت البلدة في ذلك اليوم أنها تغرق في جحيم. وقد استمرت النيران مشتعلة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى الساعة العاشرة في صباح اليوم التالي وكان الأهالي يتعاونون على إطفاء الحرائق فكان يوماً صعباً عليهم جميعاً. يقول الأهالي إن الصهاينة أرادوا قهرهم بحرق محاصيلهم الزراعية لكن الفرصة فاتتهم وأثلجت قلوب الأهالي حيث أدى اشتعال النيران إلى تفجير جميع الألغام المزروعة على أطراف البلدة.
* شاهدون على الاحتلال
كانت هذه الممارسة بمثابة ضغط على الأهالي والمقاومة فقد كان يريد العدو أن يقهر الأهالي ليتركوا المقاومة ويطلبوا إيقاف العمليات على المواقع وكذلك فقد كانوا يريدون الضغط على المقاومة بتعذيب الأهالي لكن كان كيدهم دائماً يرد إلى نحورهم حيث كان الأهالي يقفون ليطالبوا المقاومة بتنفيذ عمليات أشد وأقوى مبدين كامل الاستعداد لتحمل كل شيء. يحكي الأهالي هذه القصص لأنها تشهد على التاريخ الأسود الذي خلّفه اليهود وراءهم وتؤكد خيار المقاومة الذي كانوا دائماً يرفعون لواءه. في حرب نيسان كان لمجدل زون حصة كبيرة من القصف والتدمير الذي أصاب بيوتاً عديدة وقد علق بعض الأهالي أيضاً في حصار داخل البلدة عانوا فيه الكثير. هذا ولم تنته معاناة هؤلاء عند هذا الحد لأن القتل والقصف والتدمير والحصار الذي كانوا يتحملونه ويصبرون عليه كانت له آثارٌ سلبية على معيشتهم وقد أدى إلى فقر البلدة وعدم القدرة على تحسين أوضاعها أبداً، فقد كانت معظم الأراضي الزراعية تقع في الجهة الشرقية التي كانت شبه منطقة عسكرية لوجود الألغام فيها وتواجد اليهود والعملاء فبقيت مهجورة من دون استغلال مدة عشرين سنة لا يستطيع أحد من الفلاحين الذهاب إليها، لأن من يتجرأ منهم على الرغبة في الاستفادة منها كان يتعرض للاعتقال لفترة ويخضع للتحقيق بتهمة العمل مع المقاومة.
* مع المقاومة
بعد ذكر ملامح المعاناة التي كانوا يعيشونها يعود الأهالي ويكررون أن هذه المعاناة لم تكن لتبعدهم عن المقاومة أبداً بل كانت باعثاً ودافعاً للتمسك بها أكثر لأنها كانت تشكل بالنسبة لهم الأمل الوحيد للتحرير والتخلص من مآسي الاحتلال. وهذا التعلق بخيار المقاومة أوجد علاقة خاصة بين أهالي بلدة مجدل زون ومجاهدي المقاومة الإسلامية حيث يؤكد الأهالي أنه بعد كل عملية كانت تنفذها المقاومة على أحد المواقع المحيطة كان همّ الأهالي الاطمئنان على صحة المجاهدين وسلامتهم مع علمهم أن القذائف الصهيونية ستبدأ بالتساقط على البلدة إلا أنهم لم يكونوا ليهتمون كثيراً فهم أصبحوا متفهمين لهذا الوضع وهم يقدِّرون أنه من الطبيعي أن تستهدف المقاومة هذه المراكز وقد صار من المعلوم لديهم أن إسرائيل سترد بالانتقام من الأهالي حتى يتخلوا عن المقاومة. لكن كيف يتخلى عن المقاومة من يحب أرضه ويتعلق بها؟ هذا هو الدليل الذي يقدمه هؤلاء الأهالي على حبهم للمقاومة. فالذي يريد استرجاع حريته وكرامته لا بد له من مساندة المقاومة والوقوف بجنبها وهذا ما فعلوه بصمودهم وبقائهم في بلدتهم لأن هجرتهم عنها كانت تعني هروبهم من الساحة وتركها للمحتل اللئيم يعبث بها ورفع الغطاء عن المجاهدين الذين يقدمون أغلى ما لديهم لرفع الظلم وإنهاء الاحتلال. إن توحّدهم مع المقاومين واحتضانهم ودعمهم لهم كان يعتبر أكبر تحدٍّ ومواجهة للاحتلال وقد كان هذا التحدي يأخذ جميع الأشكال التي يقدر الأهالي على القيام بها.
يذكر لنا الأستاذ جعفر عباس السلمان والذي رافقنا خلال جولتنا في القرية أمراً مهماً يعبّر عن مدى مواجهة الأهالي للعدو: "عندما يكون بيتي معرضاً للخطر من جهة الشرق كنت أهاجر وعائلتي بالانتقال إلى الغرفة الغربية والعكس صحيح. هذا ما كان يفعله الأهالي وهذا هو القدر الذي استطاعت إسرائيل أن تهجرنا فيه أو تبعدنا عن بيوتنا فالرعب نحن سيطرنا عليه ولم ندعه يسيطر علينا" وجه آخر من أوجه التحدي والإصرار على البقاء كان إصرار تلاميذ البلدة على تحقيق نجاحات باهرة بالرغم من كل ما كانوا يتعرضون له من أنواع المعاناة يقول الأستاذ جعفر: "كانت الشهادة المتوسطة هنا تحصل على نسبة 99 و100% خلال الاحتلال فقد كان لدى الجميع حافز للبقاء وقدرة على التعايش مع الواقع".
* شهداء مجدل زون
إن مشاركة الأهالي للمقاومة دفعتهم إلى تقديم عدد من الشهداء الذين حصلوا على شرف الشهادة مع المقاومة الإسلامية إضافة إلى عدد من الأهالي المدنيين الذين ذهبوا ضحية الاعتداءات الإسرائيلية في أماكن مختلفة ويبلغ عددهم 17 شهيداً. أما شهداء المقاومة الإسلامية من أبناء البلدة فبلغ عددهم عشرة شهداء هم: علي أحمد سلمان حمزة إسماعيل فياض الشيخ خليل إبراهيم سعيد رضوان سامي رشيد الحاج محمد عباس فقيه حسن مصطفى سلمان علي محمود هرموش موسى أحمد سلمان محمود حسين سلمان أحمد موسى سلمان. هنا يبرز سؤال مهم توجّهنا به إلى الأهالي، كيف كان يتم تشييع الشهداء في ظل الظروف الصعبة التي كانت تعيشها البلدة؟ يخبرنا الأهالي أنه عندما استشهد الشهيد الأول وهو علي أحمد سلمان وقف أبناء البلدة محتارين لشعورهم بصعوبة الوضع فالشهيد كان من مجاهدي المقاومة الإسلامية والتحرك في القرية مكشوف للمواقع لكن هذه الحيرة ما لبثت أن زالت بعدما قرّر الأهالي أن يدخلوا بجثمان الشهيد إلى البلدة لتشييعه وإقامة المراسم اللازمة لدفنه متحدين جميع الظروف ومستعدين لأي عقاب ممكن أن يرد به الصهاينة وعملاؤهم وهكذا فقد أقيم له تشييع كبير شارك فيه جميع أبناء البلدة وتخطّوا هذه المرحلة بثقة عالية باللَّه لأنه سيكون إلى جانبهم أما عن ردة فعل العدو وعملائه فيخبرنا الأهالي أنهم لم يستطيعوا القيام بأي شيء وجرت الأمور طبيعية وهذا ما حصل عند تشييع الشهداء الآخرين.
* قصص المجاهدين
إن الجرأة والشجاعة الموجودة في قلوب هؤلاء الأهالي كانوا قد شاهدوها كثيراً في مجاهدي المقاومة الإسلامية وهم يقومون بتنفيذ عمليات عسكرية على المواقع المحيطة بالبلدة. مرات كثيرة وقف فيها الأهالي يتفرجون على هذه العمليات وكانوا يعيشونها لحظة بلحظة مدركين الشجاعة الكبيرة والبطولة الغريبة التي يتمتع بها هؤلاء الأبطال. كانت قصص أبطال المقاومة الإسلامية تسلّي نفوسهم وتؤنسهم وهم يتناقلون أخبارها بينهم وكان لا بد من أن يخبرونا بعضاً منها. يروي لنا أحد الأهالي: "في أحد الأيام حصلت عملية للمقاومة باتجاه بلدة شيحين المحاذية لمجدل زون وصار هناك قصف متبادل بين المقاومة واليهود استخدم فيها الصهاينة المدافع الثقيلة من عيار 155. بعد انتهاء العملية أخبرنا رائد من قوات الطوارىء الموجودة في البلدة أنه كان واقفاً على البرج يشاهد وقد رأى في جهة المقاومة أن شابين فقط هما اللذان يقومان بالقصف على الموقع وقد رآهما لوهلة وكأنهما ملاكين وقد كانت تنهمر القذائف بقوة على المكان الذي يقفان فيه من دون أن يصيبهما أي أذى حتى أسكتا المدافع الإسرائيلية ورجعا بعدها سالمين".
يروي لنا شخص آخر: "ذهب في أحد الأيام بعض الأولاد إلى أطراف البلدة لقطع الحطب وهناك التقوا بثلاثة مقاومين فأوقفوهم وأخذوا يتحادثون ويلعبون معهم وكان هناك كمين إسرائيلي يختبئ لهم وسلاح المقاومين بعيد عنهم فاستشهد اثنان منهم فما كان من المقاوم الثالث إلا أن ركض إلى السلاح دون خوف مطلقاً النار على اليهود فقتل منهم اثنين وفر الباقون هرباً".
* فرحة التحرير
في ظل المعاناة التي عاشوا في دائرتها سنوات عديدة لم تكن تؤنس أهالي مجدل زون انتصارات المقاومة فحسب بل كان يُسلي نفوسهم الأمل بالتحرير، فلقد كان لديهم إيمان كبير في الانتصار على العدو الإسرائيلي. أوليس الذي وعدهم بهذا النصر هو سيد المقاومة؟ لقد كانوا على اطمئنان بأن هذا الوعد سيتحقق بإذن اللَّه تعالى لذا فقد كانت فرحتهم كبيرة به عندما تحقق وقد أقاموا الأعراس والاحتفالات تعبيراً عن السرور الذي حلّ بهم. إن اندحار العدو الإسرائيلي عن أرض الجنوب كان بمثابة نعمة إلهية نزلت عليهم، لقد شعروا بانكسار القيود التي كانت تكبل أيديهم مع أنهم ظلوا لفترة بعد التحرير يشعرون بالرهبة كلما نظروا باتجاه المواقع التي كانت تشكل لهم مصدراً للخوف والقلق. أما اليوم وبعد مرور سنتين على التحرير الذي حصل ببركة اللَّه وبتضحيات المجاهدين والشهداء ها هم أهالي بلدة مجدل زون ينعمون بحلاوة العيش في أرضهم الحبيبة يتنشقون هواء الحرية حتى وهم جالسون على شرفة الذكريات.