مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشاكل صحية لدى الرضع وحديثي الولادة(2 - 2)

الدكتورة سوسن زغيب(*)


تحدثنا في العدد الماضي عن بعض المشاكل الصحية التي تصيب عادة حديثي الولادة والرضع كالمغص المعوي والزكام، ونتابع في هذا العدد الحديث عن مشاكل صحية أخرى. التهاب الجهاز التنفسي الأسفل‏ أو ما يعرف "بالبرونشيت" وهي تسمية غير صحيحة، يتفرع منه ثلاثة أبواب: التهاب القصبات الهوائية (Bronchitis)، التهاب القصيبات الهوائية (Bronchiolitis)، الالتهاب الرئوي (Pneumonia).

أولها هو ألطفها نسبياً أما الثاني فهو الأخطر لدي حديثي الولادة والرضع والثالث منه الخطير ومنه متوسط الخطورة. إن الأنواع الثلاثة المذكورة أعلاه تبدأ بزكام بسيط ثم تظهر المضاعفات التي تكون تقريباً مشتركة بينها، لا يمكن تمييز هذا النوع من ذاك إلا بالفحص السريري. بشكل عام يمتاز التهاب القصبات الهوائية بارتفاع في الحرارة وسعال جاف بداية يتحول إلى رطب بعد يومين أو ثلاثة من بدء الإصابة، يبدو المريض منهكاً لاهثاً لا يستطيع أن يرضع بسهولة بل يستريح من وقت لآخر لكي يلتقط أنفاسه. إن حاولنا الاستماع إلى صدره نلاحظ صوتاً خشناً يشبه النفخ في أنبو ولكن قد لا نتمكن من تمييز هذا الصوت عن خرخره المخاط الأنفي. إن التهاب القصيبات الهوائية يمتلك تقريباً كل ما سلف من مميزات ويضاف إليها ضيق التنفس الحاد والاضطراب الناتج عن نقص مادة الأوكسيجين في الدم والدماغ إضافة إلى ازرقاق الجلد خاصة حول الفم وعلى الأظافر. هذه الحالة تستدعي العلاج في المستشفى تحت إشراف طبي مستمر لتفادي موت الطفل اختناقاً. أما النوع الثالث ما يترافق بحرارة مرتفعة جداً قد تتجاوز الأربعين درجة.

خطورة الالتهاب الرئوي تكمن في نوع الجرثومة المسببة له. منها ما يتطور بشكل فائق السرعة مسبباً موت الطفل خلال 24 - 48 ساعة، ومنها ما يتطور ببطء فاسحاً المجال لتحديد العلاج وإعطائه في الوقت المناسب، وأيضاً منها ما قد يخدع الطبيب خلال المعاينة السريرية حيث يجد الطفل طبيعياً بينما يتفاجأ بوجود صورة شعاعية مزرية تتطلب العلاج فوراً.

* التقيؤ أو الاستفراغ:
تعتاد الأم أن ترضع طفلها بانتظام دون أي مشاكل تذكر ولكن بعض الأمهات يعانين من مشكلة محددة مع أطفالهن هي التقيؤ المستمر خاصة بعد الرضاعة. غالباً ما تكون هذه المشكلة بسيطة وسهلة الحل. يكفي أن نسمح للطفل أن يتنفس خلال الرضاعة كي لا تمتلئ‏ معدته بالهواء وينتج عن ذلك الانتفاخ والمغص وبالتالي الاستفراغ، والعمل على جعله يتجشأ على الأقل مرتين بعد الانتهاء من الرضعة، غالبية الأطفال ينامون بعد الرضاعة، لذلك أنصح أن يوضع الطفل على بطنه على سرير مائل حوالي 30 درجة مع الرأس في الأعلى لمدة 15 دقيقة فقط، في هذه الوضعية يتجمع الهواء الذي ابتلعه الطفل خلال الوجبة في الجزء الأعلى من المعدة ويكفي أن نرفع الطفل عامودياً، دون إيقاظه طبعاً، ليتجشأ مرة أخير وينام قرير العين على أي جنب يريد وبالتالي لا يتقيأ بعد ذلك.. بعض الأطفال لا تنجح هذه العملية معهم، بل يستمر التقيؤ.

يوجد سببان أساسيان لهذه المشكلة:
* توسع الصمام الذي يفصل بين المرى‏ء والمعدة الذي يمكن أن يختفي تلقائياً أو بعد العلاج حوالي عمر ستة أشهر، وإن استمر قد يكون التوسع كبيراً ويحتاج لعملية جراحية لتصحيحه.
* تضخم الصمام الذي يفصل بين المعدة والإثني عشر، وتتميز هذه الحالة بضخامة مشكلة التقيؤ وعدم استجابتها للعقاقير والأدوية المتعارف عليها وتترافق بنقص واضح في وزن الطفل الذي لا يكون قد تعدى أربعة أشهر من العمر، إن هذه الحالة تستدعي عملية جراحي طارئة لفتح الأمعاء أمام الطعام وتأمين الغذاء للطفل المصاب بأسرع وقتٍ ممكن.

* طبيبة أطفال‏

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع