نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

تربية: موسيقى الحروف الأولى


داليا فنيش(*)


هل يفهم طفلي كلامي؟ هل يشعر بمقدار حبّي له؟ متى سيستجيب لمداعباتي؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهن الأمّهات اللواتي وَلَدن حديثاً عندما يبدأن بمناغاة أطفالهنّ، حيث يختلف الأطفال من حيث استجابتهم الكلاميّة. فطفل قليل الكلام، وآخر ينطق الكلمة بشكل طريف، وثالث يفكّر قبل التكلّم ويخلط لغتين في جملة واحدة. فهل يعاني هؤلاء الأطفال مشكلة في الكلام؟

* بين التكلّم واللغة
التكلّم مهارة، أثارت اهتمام العلماء في تحديد متى يكتسبها الطفل وكيف. فهي قدرة موجودة في تكوين الإنسان. وعملية تطوّر المهارات اللغويّة تشهد الكثير من العلامات التي يمكن للأهل ملاحظتها، خاصة بين عام وعامين. وفي الحقيقة، تربط الأمهات النطق بالتطوّر اللغويّ فقط، لأنهنّ لا يعرفن مدى ارتباطه بمهارات السمع، والفَهم أيضاً.

* مراحل الكلام عند الطفل
1- مرحلة التواصل الحسّي: وهي تبدأ منذ الشهر الأوّل، حيث يستطيع فهم مشاعركِ دون لغتكِ، يهدأ ويشعر بأمان، يألف نبرة صوتكِ وملمس بشرتكِ ونظرة عينيكِ له، ويفهم اهتمامكِ وأنكِ تقومين بإطعامه والعناية به.

2- مرحلة المراقبة: وهي الشهور الثلاثة الأولى، حيث تتطوّر قدراته وحواسه سريعاً، فيتعرّف أكثر إلى من حوله، وتتسع دائرة تواصله الحسّي لتشمل الأقارب والأصدقاء، كما يراقب ويستجيب لمداعباتكِ "المناغاة"، ويبتسم بلا صوت.

3- مرحلة الالتفات: تكون بين 4 و7 شهور، حيث يعرف اسمه بسبب تكراركِ له، يعطيكِ التفاتة أثناء النداء، كدليل أنه يفهمكِ، يصبح التواصل أكبر فيستطيع فَهم مشاعرك بالحزن أو السعادة. وفي الشهر السابع يستعدّ لالتقاط بعض الحروف، يميّز
وجوه الغرباء.

4- مرحلة الاختبارات: تكون بين 8 و12 شهراً، حيث يتطوّر فَهم الطفل وذكاؤه، يختبرك عندما يحاول إلقاء الطعام من يده أو اللعب بمفاتيح الكهرباء أو رمي ألعابه ليرى ردّة فعلكِ. يلتقط منك بعض الكلمات (لا) (ماما) (امبو)، فهو يبني أفعاله على أساس ردّة فعلك أنت.

5- مرحلة التجاوب:
تكون بين عام وعام ونصف، حيث يبدأ بالتجاوب معك، ويتعلّم كلمات لا بأس بها، فإذا طلبت منه التوقف عن فعل معيّن سيحاول، لأنه يفهم ما تقولينه لغة وإحساساً.

6- مرحلة التمرّد:
تكون بين عام ونصف وعامين، حينها استعدي لنوبات غضب، غير مبرّرة، فهو يفهمكِ ويتعمّد تجاهلكِ والقيام بعكس ما تطلبين، عناد وإصرار على رغباته، هو في مرحلة إثبات لذاتِه والتعرّف إلى العالم. يمكنه تكوين أشكال مفهومة من ألعابه، التعرّف إلى الألوان وأشكال الحيوانات والأطعمة.

7- مرحلة التعبير:
تكون بين عامين وثلاثة أعوام، يصبح الطفل أكثر ألفة مع تعلّم الكلمات والعبارات المتعددة والتحدّث بها بشكل مفهوم، ويعبّر عن مشاعره باللغة والإحساس، يصبح قادراً على تفهّم مشاعر الآخرين، ويدرك أنّ والده في العمل، وإخوته في المدرسة، والأم تقوم بإعداد الطعام، وتنظيف البيت، يدمج بين مهارته الحسيّة في الفَهم واللفظيّة الجديدة في التكلّم، ويصبح مستعدّاً للمدرسة.

* كيف أعرف إذا كانت لديه مشكلة في النطق؟
كلّ طفل لديه فروقات فردية، ولا يمكن مقارنتها مع غيرها في طفل آخر، وخاصّةً البنات، لأنهنّ أسرع نطقاً من الصبيان، ولا يوجد اختبار يساعد الأم، لكن يمكن مراقبته فقط من خلال:

1- توقّفه عن الثرثرة وإصدار الأصوات.

2- عدم تواصله بنظرة العين وجهاً لوجه.

3- بلوغه عمر 15 شهراً ولم يفهم بعد كلمات بسيطة مثل "باي" أو "الحليب".

4- بلوغه عمر 16 شهراً ولا يستطيع استخدام كلمتين أو ثلاث.

5- بلوغه عمر 21 شهراً ولا يفهم التوجيهات البسيطة مثل "تعال هنا".

6- بلوغه العامين ولا يزال يستخدم أصوات غير مفسّرة ولا تحتوى كلمات، ولا يستطيع الإشارة إلى أجزاء جسمه المختلفة ومعرفة أسمائها.

7- بلوغه العام الثالث ويُسقط الأحرف الساكنة، فيقول (كل) بدلاً من (كلب)، أو يستبدل حرفاً بحرف آخر فيقول (طار) بدلاً من (فار)، فقد تكون لديه مشكلة في السمع أو التخاطب.

* أسباب مشاكل النطق
1- أسباب طبيعية: قد يكون هو الطفل الأوّل ووالداه لا يتحدثان معه.

2- أسباب عضوية: مشكلة باللسان أو الفكّ أو الأسنان.

3- أسباب نفسيّة: حالات التلعثم، وعدم القدرة على نطق الحروف من مخارجها، ويمكن أن تكون بسبب عدم الحديث مع الطفل أو خوفه باستمرار أو حزنه.

4- فرق اللغة: كأن يكون الأبوان من جنسيّتين مختلفتين.

* تحسين مهارة التواصل عند الرضيع
ساعدي الرضيع على تحسين مهارات التواصل والكلام:

1- توجّهي له بالكلام باستخدام اسمه دائماً، ليسهل عليه معرفته.

2- تحدّثي معه دائماً.

3- غنّي له أغنيةً أو اقرئي كتاباً بصوت مسموع.

4- عندما يصدر الرضيع صوتاً، غير مفهوم لك، تجاوبي معه وأصدري الصوت نفسه، ليتعلّم من هذا التمرين البسيط التواصل مع الآخرين.

5- اشرحي لرضيعك ماذا تفعلين، "سوف نقوم بتغيير الحفاضات غير النظيفة"، بهذه الطريقة يبدأ في تعلم الكلمات.

6- استخدمي يديك للقيام بإشارات مصاحبة للكلام مع تعبيرات وجهك.

7- استخدمي درجات صوتية مختلفة لتتمكّني من جذب انتباهه.

* أثري مفردات طفلك
1- تعزّز الأم مدارك طفلها ومفرداته بمفاهيم بسيطة، مثل كبير، صغير، جافّ، جيد، سيّئ... إلخ، ومفاهيم متعلقة بالسبب والنتيجة، مثل: إذا وضعنا الماء على النار فإنّه يغلي...

2- تحفيز حواسّه بالحديث عن الألوان، والأقمشة، والأصواف، والروائح المتوافرة في بيئته.

3- التكلّم معه حول ما يشاهده بلغة بسيطة (عن السوبر ماركت، المكتبة، السوق)، سمّي له الأشياء بأسمائها.

4- حتّى يتمكّن من استخدام اللغة، عليه فَهمها، وسماعها بشكل متكّرر. في المطبخ، مثلاً، اتركيه يستمع إلى الأصوات التي تصدر عن استعمال أدوات المطبخ، وسمّي له الأشياء.

5- إذا تجاهل الطفل أمّه بتحويل نظره عنها، عليها التوقّف عن الكلام، حتّى لا تفرط في إسماع طفلها أكثر ممّا يتحمّل.

* وهناك وسائل أخرى:
1- القراءة: قراءة كتب تضمّ صوراً، والشرح له، والتركيز على الأشياء المألوفة. كرّري القصة والشرح.

2- الموسيقى: يحبّ الأطفال فطرياً الموسيقى، يصغون إلى الأغاني البسيطة. لذا، أسمعيه شريطاً يضمّ موسيقى يحبها، مضافاً إلى الإنشاد له دائماً.

3- لفظ الكلمات بطريقة صحيحة: عندما يبدأ بالكلام، تخرج الكلمات من فمه مجزّأة وغير مفهومة. لا تقاطعيه خلال كلامه ولو أخطأ، لا تبالغي في تصحيح أخطائه اللغوية، ولا تستخدمي لغة الأطفال بعد عمر السنة.

4- الإصغاء: يحب الأطفال التعلُّم وحدهم، أثناء اللعب. ولكن، عند التحدّث يحبّون أن يشعروا بأنّ الطرف الآخر يصغي إليهم. لا تنشغلي عنه، توقّفي عن عمل أيّ شيء والنظر في عينيه، والاصغاء إليه باهتمام، حتّى لو لم تفهمي شيئاً .

5- تفسير لغته الجسدية: إذا أخذ يفرك عينيه بيديه، مثلاً، عليك أن تسأليه إذا كان يشعر بالتعب أو بالنعاس، سيفرح لتجاوبك معه، ويشعر بالإحباط والبكاء في حال لم تفهميه.

6- إعطاء فرصة: احرصي على إفساح المجال له للتحدث معك من حين إلى آخر، فيشعر بأنّه حقّق رغبته، أمّني له، أيضاً، الوضع المناسب للكلام.

7- طرح الأسئلة: هو من أفضل الوسائل لتحفيزه على تطوير اللغة. مثلاً عندما يشير طفلك إلى لعبة، لا تعطيه ما يريد حالاً، بل اسأليه عمّا يريد، فإذا صدرت عنه بعض الأصوات، قاطعيه... "لقد فهمت أنّك تريد الكرة"، فإذا لم تحصلي على إجابة، لا تضغطي عليه، ساعديه بطرح سؤال آخر: هل تريد هذه اللعبة أم هذه الكرة؟ سيرد بهزّ رأسه أو يديه، اعتبريها جواباً، لكن حوّلي الإشارات إلى كلمات، وقولي فهمت تريد اللعبة.

تذكري: كلّما تواصلتِ مع ابنكِ بطريقة صحيحة، كلّما تعلّم منكِ التعبير والنطق بطريقة أفضل.


(*) مختصة تربوية.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع