مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام: الأثقال اليقظة


نهى عبد الله


بدا شبحاً هزيلاً عندما نظر في المرآة؛ الهالات السوداء تغطي ما حول عينيه، فهو لم يحظَ بقسطه من النوم منذ سنة تقريباً. تنهّد بتعب، كأن رئتيه لا تتّسعان حتّى لنَفَس هواء واحد... ارتدى ملابسه التي بدت واسعة جداً، وتوجه إلى العمل.

أثناء قيادته السيارة، طالَعَهُ وجهُ شابٍّ فتيّ في المرآة، ولشدّة ذعره، كاد أن يصطدم بأحد المباني. سيطر على نفسه بصعوبة، وتوقف لينظر إلى المقعد الخلفيّ، فلم يجد أحداً..."كالعادة" تنفّس بغضب. وصل إلى عمله، وجد على مكتبه إخطاراً خطيّاً بإيقافه فترةً عن عمله؛ لتسبّبه بحادثٍ خَطِرٍ لأحد العمّال في الأمس. كانت الحادثة الثالثة في غضون بضعة أشهر، لإهماله وعدم إصلاحه معدّات خطرة، كما يجب.

شعر أنّ الحياة تلفظه، وتضيق عليه. خرج ليتنشّق الهواء.. لم يستقلّ سيارته، فوجه الشابّ يظهر من كل المرايا، ويلاحقه في المنزل، يوقظه من النوم. بات لا يأكل ولا يشرب، ينتابه القلق والذعر... كانت الأفكار تتداعى إلى رأسه بصَخَبٍ مؤلم، وهو يسير هائماً على وجهه، حتّى وصل إلى منعطف يعرفه تماماً... هنا، حيث أنهى حياة ذلك الشاب.. بينما يقود سيارته مسرعاً، منشغلاً برسائل الهاتف. كان الشاب يقف على جانب الطريق... ذُعر حين دهسه، لكن لم يتوقف، فسيخسر سمعته وعمله و... و...

لكنّه الآن، بعد عام واحد، انهار وخسر كلّ شيء!! حمل هاتفه، وأبلغ عن نفسه...

إنّ من وجوه العدالة الإلهية أن جعل الله للذنوب عبئاً يذكّرنا بها عندما نتجاهلها، فلو هرب الإنسان من حساب الأرض والناس، وتجاهل حساب الآخرة، ستبقى تلك الأثقال يقظةً تلاحقُه وتذكّره، "طوبى لمن كان له واعظٌ من نفسه".
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع