حينما يدخل الطفل المدرسة تقع على عاتقه أعباء الواجب
المدرسي الذي يصبح روتيناً يومياً لا بدّ من إنجازه. لكنّ عدداً غير قليل من
الأطفال يتقاعسون عن أداء واجباتهم، فيؤجِّلون كتابة تمارينهم وحفظ دروسهم بحجّة
إنجازها فيما بعد.
يقول الأخصائيون في التربية، التأجيل يمكن التخلّص منه باكتشاف السبب الحقيقي
الكامن وراءه، ثمّ وضع خطة مناسبة لذلك. وهذا الأمر يعزّز ثقة الطفل بنفسه وقدراته.
*أسباب إهمال الواجبات المدرسيّة
إنّ إهمال الواجبات المدرسيّة، يعتبر من مظاهر انعدام المسؤوليّة وكُره الدراسة،
بسبب تصوّرات الطفل الخاطئة وعدم تفهّمه لأسباب هذه التمارين الإضافيّة. وقد
يعتبرها شكلاً من أشكال العقاب غير المبرّر. لذا، فإنّ عدم شرح التمارين وأسبابها
للتلاميذ يجعلهم يُحكّمون تصوراتهم الخاطئة، ويعتبرون الواجبات عقاباً بدون ذنب.
أحياناً يزيد عدم تشجيع الآباء للأبناء على القيام بواجباتهم فور وصولهم من
المدرسة، وتشجيعهم في المقابل على أمور أخرى، كتناول الغداء أو أخذ فترة من الراحة،
مثلاً، من تفاقم هذه المشكلة، فأبناؤنا يحتاجون إلى التدرّب على تحمّل المسؤوليّة
منذ الصغر.
*لماذا الواجبات المدرسية؟
يلجأ المدرّس إلى إعطاء الواجبات لأسباب عديدة منها:
أ- مراجعة التلميذ ما تعلّمه في الصف.
ب- تعلّم استخدام مصادر التعلّم في المكتبة، مثل: كتب المراجع، الموسوعات
والإنترنت.
ج- التعرّف إلى الموضوعات التي تعلّمها داخل الصف بعمق.
د- تطوير عادات وسلوكيّات جيدة كالعمل باستقلاليّة، وتحمُّل المسؤوليّة، واستغلال
الوقت بصورة منظّمة، وحبّ التعلم.
هـ-تحسِّن الواجبات من أداء الطالب في المدرسة عندما ينجزها بطريقة سليمة. لذا، يجب
أن يكون للواجب هدف محدد، وأن يكون مصحوباً بتعليمات واضحة تلائم قدرات الطالب
وتهدف إلى تطوير معرفة مهارات الطفل.
*الوقت والواجبات المدرسيّة؟
تخصيص وقت محدد للقيام بالواجبات يساعد الطفل على إنجازها في الوقت المناسب؛
فالتنظيم مفيد لكلا الطرفين الطفل والأسرة. وبالاتفاق تتوصل الأسرة إلى جدول زمني
يومي ثابت يناسب الطرفين ولا يحرم الطفل من اللعب والنشاطات الأخرى التي يمارسها في
البيت وخارجه.
والجدول يعتمد على سنّ الطفل واحتياجاته الفردية وقدراته الذهنيّة والبدنيّة.
فمثلاً: يقدم طفل أحسن ما عنده بمجرّد عودته من المدرسة وآخر يقدّم أحسن ما عنده
بعد لعب ساعة.
*لا بد من فترة راحة
يعاني الكثير من الأطفال من فقدان القدرة على التركيز وآلام الظهر عند تأدية
واجباتهم لفترات طويلة على المكتب. نوصي الأهل بضرورة السماح بأخذ فترات من الراحة
بصورة متكرّرة بعد نصف ساعة على الأقل من الجلوس على المكتب لتأدية الواجبات. ويمكن
للأهل تحفيزه على قضاء فترة الراحة هذه بقدر من المتعة خلال القيام ببعض الألعاب
البسيطة.
*كيف نساعد أبناءنا؟
علمنا أهميّة الواجبات اليومية، فكيف نساعد أبناءنا على إنجازها؟ يجب أن يفهم
الأبناء أهميّة إنجاز الواجبات، فإذا شعر الطالب أنّ أبويه مهتمّان، فإنه بلا شكّ،
سيشعر بأهمية ذلك، فيقوم به في الوقت المناسب. يستطيع الأبوان وخاصة الأم، تقديم
الكثير من أجل إظهار قيمة الواجبات :
1- الجلوس في مكان محدّد للمذاكرة.
2- الابتعاد عن الملهيات مثل التلفاز.
3- حاولي أن يكون لك عمل وقت استذكاره أو تصفّح كتاب تقرئينه، اشرحي له طبيعة
الواجب وساعديه في مثال، ثمّ اتركيه يكمله وحده.
4- اشرحي له فقط ما يتعسر عليه.
5- في المرحلة الإعدادية والثانوية تابعيه فقط، واحرصي على عدم الانفعال أبداً، وإن
أظهر كسلًا فالتحفيز بعدم الضغط أفضل. ولربما كان جيداً لو خضع مرة واحدة لعقاب
المدرسة.
6- مع عدم إمكانك التحكّم بنوعيّة وكميّة الواجبات التي تطلب من طفلك، بإمكانك أن
تساعديه على اكتساب مهارات قوية من خلال المذاكرة، ويصبح "مفكّراً صغيراً" يعتمد
على نفسه ويعشق التعلّم مع التركيز والتنظيم، فيهتم بفهم دروسه بدلاً من حفظها،
بذلك يحصل على أفضل استفادة ممكنة من التعليم.
7- حدّدي وقتاً معيناً للمذاكرة واتركيه يضع جدولاً أسبوعياً يتضمن أنشطته المختلفة
مثل الواجبات المدرسية، الرياضة، دروس الرسم، وقت الأسرة... إلخ. إن ذلك يقدم خبرة
عظيمة في مسألة تنظيم الوقت.
8- إنّ التنظيم مهارة تحتاج إلى وقت طويل كي يكتسبها الطفل، ولكنك ستندهشين من
النتائج. شجّعي طفلك على تصميم وتلوين جدوله الأسبوعي ثم قومي بلصقه في مكان بجوار
فراشه، أو على خزانته.
9- شجّعي طفلك على تزيين الركن الخاص بالمذاكرة: بعض الزرع، حاملة أقلام ملونة
ظريفة يضع فيها أقلامه، لوحة من رسوماته المفضلة تلصق على الحائط، كلها عوامل سوف
تجعل وقت المذاكرة أكثر متعة.
10- شجّعي طفلك على تحضير أدواته وكل احتياجاته قبل البدء بالمذاكرة: القلم،
الكراريس، والكتب.
11- كوني قدوة جيّدة. يميل الأطفال أكثر للمذاكرة إذا رأوا الكبار يفعلون أشياء
تستلزم التفكير والجهد. حدّثي طفلك باستمرار عمّا تقرئين أو تكتبين، حتى ولو كان
شيئاً بسيطاً. اسألي طفلك عن آخر تجربة قاموا بها في حصّة العلوم، أو عمّا تناقش
فيه التلاميذ في الفصل. كذلك يمكن أن تبدي اهتمامك بحضور المناسبات المدرسيّة
المختلفة، مثل اجتماع الآباء والمدرّسين، العروض المدرسيّة، والمناسبات الرياضيّة.
12- امدحي طفلك، يحتاج الأطفال إلى المدح والثناء من آبائهم. يمكنك قول أشياء مثل:
"عمل عظيم!" أو "خطّ جميل!" أو "أنت أسرع الآن!" احرصي على أن يكون نقدك دائماً
بنّاءً، فبدل أن تقولي: "خطّك سيِّئ" يمكن أن تقولي: "أعتقد أن المدرِّسة ستفهم
أفكارك أكثر، لو كان خطّك في أفضل صورة"، بعد ذلك شجّعيه على تحسين خطّه.
13- ضعي أهدافاً واقعيّة، تعاملي كلّ مرة مع مشكلة واحدة في الواجب ولا تتوقّعي
تحسّناً سريعاً. عندما يبدأ طفلك في التحسّن، احرصي على الثناء عليه.
يشعر الأطفال، في بعض الأحيان، بضغوط نفسيّة وعصبيّة لرغبتهم في مسايرة زملائهم ذوي
المستوى الدراسي المتقدّم. أخبري طفلك أنّ عليه أن يحاول دائماً بذْل أقصى ما في
وسعه، بدلاً من إخباره أنّه يجب أن يكون الأفضل.
14- الإشراف على الطفل أثناء المذاكرة: اطلبي من طفلك أن يكتب كلّ المطلوب منه من
واجبات، في مفكّرة صغيرة حتى لا ينسى. اشرحي للمُدَرّسة أنك تحاولين تحسين مستوى
واجبات طفلك.
15- يحب التلاميذ في المرحلة الابتدائية أن يبقى الأب والأمّ بالقرب منهم وهم
يقومون بحلّ الواجبات المدرسية، لذا، الأفضل البقاء في نفس الغرفة، مع طفلك أو
الذهاب إليه من وقت لآخر لمتابعته.
16- حاولي معرفة أفضل طريقة تساعد طفلك على التعلّم. على سبيل المثال، رسم صورة أو
لوحة قد يساعده على فَهم الفكرة.
17- ضعي حدوداً لمشاهدَة التلفزيون، ونوعيّة البرامج التى يمكن أن يشاهدها بعض
الأبناء المتعلّقة بالمواد الدراسيّة مثل التاريخ أو العلوم (شرائط الفيديو وديسكات
الكمبيوتر التعليميّة، أدوات مفيدة أيضاً يمكن استخدامها في التعليم).
18- قلّلي تدخّلك تدريجياً عند بلوغ طفلك سن 12 سنة تقريباً. يجب أن يقوم بعمل
الواجب المدرسيّ بمفرده. تأكّدي، فقط، أنّه قام بعمل الواجب كلّه. إنّ تطوير
المهارات الجيدة للمذاكرة يعني تعليم الأطفال تحمّل مسؤوليّة عملهم.