مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أول الكلام: سَاءَ ما يَزِرون

السيد علي عباس الموسوي


كما يمكن أن يؤدي الإنسان في هذه الحياة دوراً إيجابياً، فيكون وجوده نافعاً ومثمراً لشخصه ولمجتمعه، يمكن أن يؤدي دوراً سلبياً فيكون مضراً بشخصه وبمجتمعه.

والناس في هذه الدنيا بين هذين الصنفين يميِّزون في نظرتهم، ويتفاعلون مع الصنفين. وكان من قضاء الحكمة الإلهية أن يكون الاختيار الإنساني حقاً ثابتاً، فمن الناس من يختار العيش مع الصنف الأول ومنهم من يختار العيش مع الصنف الثاني.
ولكن ما الذي يتحمّله كلا الصنفين نتيجة فعلهما في المجتمع؟ لا شك في أنّ الصنف الأول سوف ينال ثواباً وثناءً من الله عزّ وجل ومن الناس، فالدال على الخير كفاعله، ولا يمكن أن نجرّده من كونه سبباً في نشر الخير بين الناس، بل لعله يكون أكثر ثواباً إذ يكون شريكاً لكلّ فاعل للخير الذي دلّ عليه.

وأما الصنف الثاني فهو ما نتوقف أمام نتاج فعله. إنّه الذي يسوق الناس إلى حيث يوردهم مهالكهم. إنّ النموذج البارز لهذا الصنف هو الشيطان الذي أخذ على عاتقه وظيفة إضلال الناس وغوايتهم. ولعداوته لبني آدم يكمن لهم في مدخل كل طريق فيه خير لهم ليصرفهم عنه.
ولكنّ الشيطان العدو ينتصر في كثير من الأحيان على بعض الناس حتى يصبحوا جنداً له. وهذا من أعظم الحماقة أن يعمل الإنسان جندياً لدى عدوه الذي يريد قتله، وقتل أخيه، فيصبح دور الإنسان إضلال الناس وغوايتهم.

عندما ينظر الإنسان إلى أمثال هؤلاء في المجتمع يجد أنهم يستعملون كل الحيل الشيطانيّة، بل لعلهم أحياناً يتفوّقون على الشيطان في نصبهم لشراكهم التي يوقعون فيها من يحيط بهم.
ولكن هذا لا ينفي إطلاقاً مسؤوليّة مَنْ وقع في شركهم ولم يأخذ حذره منهم، وذلك لأن المجتمع، وكما أسلفنا، يحتوي على صنف آخر هم أصحاب الخير والذين يؤدّون دوراً في إرشاد الناس إليه، فكان على هذا أن ينظر فيما يختاره، ومتى وقع باختيار منه في مصيدة أهل الضلال فلا بدّ وأن يتحمل عاقبة عمله.

ولأن الإسلام يهدف لتحصين المجتمع من الصنف المضلّل للناس، كانت الدعوة إلى مواجهتهم ومحاربتهم والحد من نفوذهم والحيلولة دون وقوع الناس في مصيدتهم.

ومن أساليب ذلك الوعيد الإلهي لهؤلاء المضلّلين بأنهم سوف يتحملون وزر من يتبعهم لا سيما إذا كان ضلال هؤلاء ناشئاً من الجهل ونقص المعرفة. ولذا، عندما ننظر إلى هذا الصنف من الناس ندرك أن مصيرهم الأخروي سوف يكون وخيماً.
وهذا يعني، أن على الإنسان أن يكون حذراً في كل كلام يقوله، لا سيما عندما ينطلق في نشاطه الإعلامي أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وأن لا ينسى مسؤوليّة الكلمة التي يقولها وأن وزرها لا يقتصر على ما قد يقع فيه من خطأ الفكرة، بل يتجاوز ذلك إلى وِزر كل من صدّقه في مقولته وتبعه على منهجه، ذاهباً في غيّه وضلاله.

كما يفرض على أهل الخير مواجهة هؤلاء الذين يستفيدون من كل وسيلة متاحة لترصّد الناس بما يخرجهم عن طريق الهدى، وقد قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ * لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ (النحل، 24-25).

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع