ندى بنجك
إنّه السّعْدُ.. أُتبصِرُونَهْ
.. والفجر..
كَبّر جبريل..
إهْتزَّ المدى..
واستفاقت الدنيا.. على وقْعِ
هَديل..
غاب الدُّجى..
ومَشتِ الأكوانُ..
تباركَ زَمنَاً.. ما بَعده زمان..
تَنَفَّسَ الأمان..
وانشقّتِ الأرضُ شموساً..
لمبسم الزهر..
تقطر الندى..
غديراً..
لألف شهر..
والفجر..
وكان الصدى..
صرخةً.. من مكة..
حي على الكمال..
فاض نور الإله..
حي على النور..
حي على الطهر..
هو فيءُ القُرآن..
يَنْشُرُ الخُلقَ العظيم..
منه الآيات الأُلى..
ومصابيحُ الصراط..
تَقْطرُ.. النهج القويم..
يا قَادماً..
وعلى جُنحيكَ دُروبُ الخلاصِ..
وبين كفيكَ القرآنُ مسطور..
يا قادماً..
تهزّ العصور..
تُشعلُ الحقِ..
تطْوي رحلةَ الضياعِ..
تغْرس القرآن..
في عيون الحياة..
لغة الحضور..
جئتَ..
تبعثُ في الصباحاتِ..
أضواءَ جديدةً..
فتغدو الشمس لميساً..
تناغي لميسها..
ويرف الماء..
أنغاماً قدسيّة..
تَبِيْتُ في العيونِ..
لأَلىء فرح..
ونسائم عِطريةً..
وتمشي الأنامُ.. بين الزّحام..
في انعتَاقِ نحو الأفق البعيدة..
ياسرُ الحضرةِ المجيدة..
جئتَ..
تنبضُ في الجراح..
وهجاً دفاقاً..
حي على الهدى..
إنّه السعدُ.. أَتبْصرونه؟..
ذاكَ الألَقُ الشَفِيْف..
سِحْرُهُ الآتي نِداءً.. من أسَار الغَيْب..
يَلْثم الأكْوانَ بآياتِ القداسةُ..
يملأ التاريخ أقوالاً شافيةً..
ذاك الأفقُ الخفاق مع الأسْحار..
يُلْقِي خُطَى الفجر.. عِنْدَ أعْتَابِ الأبْوَابِ المُظْلمةِ..
ويُرْفعُ الغِطَاء.
وترْتدي السماءَ..
مِنْ جديدٍ..
طيّ عباءةٍ..
ترفلُ بالنجوم والأقْمار..
إنّه السعدُ.. أتَبْصرونه؟..
ذاكَ الغيثُ النّشوان..
انسابتْ عليه الشمس..
فصار الدفءَ والوئام..
يَنْسَدِلُ على إمتدادِ الأرضِ..
ينفخ فيها فَرحة العطاءِ والبقاء..
وَجْهٌ..
بالبُشرى هتَافٌ مدى الأزمان..
وفي عينيك مراسِي الكفاح..
يا ظلّ اللَّه.
يا وحياً..
أمْطَرَ الأعمار..
روائِح الجنان..
وكان الهداية..
يا سِفْراً..
حاكتْه أفلاكُ السماءِ..
روائعَ تبليغ..
هي البدايةُ والنهايةُ..
يا ظلّ اللَّه..
إليك.. تهفو الأرض..
وتسلَّم..
يا مالىء الأرض..
بالرشادِ والقيمْ..
إليك..
الصوتُ تشيجَ عشقٍ..
يغسلُ الضباب..
يا ناشراً..
جُنحَ البيانِ على وجه الشراب
إليك..
هذا الفرج الأكبر..
من ضلعِ فارس..
من جرح من عَبَرْ..
يا رسولَ اللَّه.
جئت.. فكنت أغنية الدّهور..
وإليك..
هذا الزمان..
نشيد وتر..