مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

كشكول الأدب

فيصل الأشمر

* دليل الحروف
كتابة الألِف في آخر الفعل:
تُكتبُ الألِفُ في آخر الفعل الثلاثي ممدودةً إذا كان أصلُها واواً، مثل: "دنا" (أصلها: دنوّ), وتكتبُ مقصورةً إذا كان أصلُها ياءً، مثل: "مشى" (أصلها: مشي). ولمعرفة أصل الألف إذا كان واواً أو ياءً نلجأ إلى إحدى الطرق التالية:
1 - الإتيان بالمصدر، مثل: "سعى سعياً".
2 - اشتقاق الفعل المضارع منه: "بدا يبدو"، "بكى يبكي".
3 - إسناد الفعل الثلاثي إلى ضمير الرفع المتحرك، "شدا شدَوت"، "رمى رميت".
وهناك أفعال كثيرة تُكتب بالوجهين، لأنها ذات أصلين واويّ ويائيّ، مثل: "جبا أو جبى الضريبةَ"، "حثا الترابَ أو حثى"، "غفا أو غفى"، "رثا الميتَ أو رثى"، "طلا البيتَ أو طلى".

* أخطاء شائعة
لنْ أزورَه أبداً:
ليس قول ما زرته أبداً، هو الصواب، بل قول: ما زرته قطُّ، أو لنْ أزورَهُ أبداً؛ لأن (أبداً) ظرف زمان للمستقبل، ويدل على الاستمرار، كما جاء في الآية 22 من سورة التوبة: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً. وقد يقيّد هذا الاستمرار بقرينة، كقوله تعالى في الآية 27 من سورة المائدة: ﴿قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا.

بكى من شدّة التأثر:
يقولون: بكى فلان من شدة التأثير. والصواب: بكى من شدة التأثر. أما التأثير فهو مصدر الفعل (أثّرَ). نقول: أثّر فيه تأثيراً، أي ترك فيه أثراً(1).

* من النثر العربي
يقول الجاحظ: رأيت رجلاً بالبصرة يروح ويغدو في حوائج الناس، فقلت له: لقد أتعبت بذلك بدنك وأخلقت ثيابك، وأعجفت (أتعبتَ وأهزلتَ) برذونك (حمارك)، وقتلت غلامك، فما لك راحةٌ ولا قرار، فلو اقتصدت بعض الاقتصاد...
قال: سمعت تغريد الأطيار في الأسحار، وفي أعالي الأشجار، فما طربت طربي لنغمة شاكرٍ أوليته معروفاً أو سعيت له في حاجة(2).

* من غريب القرآن الكريم
بخسَ
بخس: نقصُ الشيء على سبيل الظلم، قال تعالى: ﴿وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُون (هود: 15)، وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ (الأعراف: 85)، والبخس والباخس: الشيء الطّفيف الناقص، وقوله تعالى: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ (يوسف: 20) قيل: معناه: باخس، أي: ناقص، وقيل: مبخوس أي: منقوص، ويقال: تباخسوا أي: تناقصوا وتغابنوا فبخس بعضهم بعضاً(3).

* من بلاغة أهل البيت عليهم السلام
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تسبّوا الدهرَ فإن الله هو الدهر"(4). وفي قوله الله صلى الله عليه وآله وسلم مجازٌ. وذلك أن العرب كانت إذا نزلت بها المصائب وفقدت أموالها أو أولادها ألقت اللوم على الدهر، فقالت في كلامها: "لقد جار علينا الدهر ورمانا بسهامه". فكأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا تذموا الذي يفعل بكم هذه الأفعال، فإن الله سبحانه هو المعطي والمنتزع والباسط والقابض.

* الأجوبة المسكتة
قيل: اجتمعت بنو هاشم يوماً عند معاوية فأقبل عليهم وقال: "يا بني هاشم إنّ خيري لكم لممنوح، وإنّ بابي لكم لمفتوح، فلا يقطع خيري عنكم، ولا يرد بابي دونكم، ولمّا نظرت في أمري وأمركم رأيت أمراً مختلفاً، إنكم ترون أنكم أحق بما في يدي مني، وإذا أعطيتك معطية فيها قضاء حقوقكم قلتم أعطانا دون حقنا، وقصر بنا عن قدرنا، فصرت كالمسلوب والمسلوب لا حمد له، هذا مع إنصاف قائلكم وإسعاف سائلكم"، قال: فأقبل عليه ابن عباس فقال: "والله ما منحتنا شيئاً حتى سألناه، ولا فتحت لنا باباً حتى قرعناه، ولئن قطعت عنّا خيرك فخير الله أوسع منك، ولئن أغلقت دوننا باباً لنكففن أنفسنا عنك، وأما هذا المال فليس لك منه إلا ما للرجل من المسلمين، ولولا حقنا في هذا المال لم يأتك منا زائر يحمله خُفّ ولا حافر. أكفاك أم أزيدك؟" قال: "كفاني يا ابن عباس".

* اسمٌ ومعنى
جنَى
يقال: جنَى الشَّخْصُ: أي أذنب، ارتكب جُرْماً. وجَنَى ثِمَارَ مَا غَرَس: قَطَفَهُ، غَنِمَهُ.
وأما "الجَنَى": فهو كلُّ ما يُجنَى من الشَّجَر. قال الله تعالى في سورة الرحمن: ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَان (الآية: 54).

* من ذخائر الأدب
البيان والتبيين
هو من أعظم مؤلّفات الجاحظ، يعرض فيه منتخبات أدبية من خطب ورسائل وأحاديث وأشعار، ويحاول الجاحظ فيه وضع أُسس عِلم البيان وفلسفة اللغة.
وقد عرّف الجاحظ الكتاب خير تعريف بقوله الوارد في مطلع الجزء الثالث: "هذا أبقاك الله الجزء الثالث من القول في البيان والتبيين، وما شابه ذلك من غرر الأحاديث، وشاكله من عيون الخطب، ومن الفقَر المستحسنة، والنتف المستخرجة، والمقطعات المتخيَّرة، وبعض ما يجوز في ذلك من أشعار المذاكرة والجوابات المنتخبة".

وقال المسعودي في مروج الذهب: "وكتُبُ الجاحظ... تجلو صدأ الأذهان، وتكشف واضح البرهان؛ لأنه نظمها أحْسَنَ نظم، ورصفها أحسَن رَصف، وكساها من كلامه أجْزَلَ لفظ، وكان إذا تخوَّفَ مَلَلَ القارئ وسآمة السامع خرج من جدّ إلى هَزل، ومن حكمة بليغة إلى نادرة ظريفة، وله كتب حسان منها: كتاب البيان والتبيين، وهو أشرفها، لأنه جمع فيه بين المنثور والمنظوم، وغُرَر الأشعار، ومستحسن الأخبار، وبليغ الخطب، ما لو اقتصر عليه مقتصر لاكتفى به".


1.من كتاب الأخطاء الشائعة في اللغة العربية، تأليف محمد العدناني.
2.مروج الذهب، المسعودي، ج4، ص109.
3.مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، ص110.
4.الأمالي، الشريف المرتضى، ج1، ص34.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع