الوصية السياسية الإلهية
الإمام الخميني قدس سره
نظراً لأهمية الوصية التي كانت عصارة تجربة أظم رجل عرفه القرن، ونظراً للمكاتبة تدريسها قمنا بتبويبها حتى يسهل فهم المقاصد، وقد وصل بنا المقام إلى الأصل السابع عشر.
أ- حرمة القعود والتراخي:
وصيتي لمسلمي العالم ومستضعفيه كافة هي يجب أن لا تقعدوا بانتظار أن يهبكم الحرية والاستقلال حكام بلدانكم والمتصدون للأمور فيها، أو تهبكم ذلك الدول الأجنبية.
1- لم يفكروا باستقلال ورفاهية الشعوب مطلقاً:
لقد رأينا ورأيتم، لا سيما في القرن الأخير الذي شهد توغل القوى الكبرى الناهبة للعالم ودخولها المرحلي للبلدان الإسلامية وعموم البلدان الصغيرة. رأينا ورأيتم أو قرأنا في التاريخ الصحيح أن أيّاً من الحكومات المتسلطة على تلك البلدان لم ولا تفكر بحرية واستقلال ورفاهية شعوبها.
2- المصالح الشخصية والفئوية هي الأساس:
بل أن غالبيتها شبه المطلقة أما بادرت بنفسها لممارسة الظلم والقمع لشعوبها، وكل ما فعلته كان من أجل مصالحها الشخصية أو الفئوية أو من أجل الرفاهية لفئة من المترفين والأعيان فيما كانت الفئات المظلومة وسكنة الأكواخ محرومين من كل مواهب الحياة حتى الماء والخبز وما يقام به الأود وهؤلاء المساكين مسخرون لخدمة تلك الفئة المترفة المنغمسة في الملذات.
3- الارتباط بالقوى الكبرى:
وأما أن تكون تلك الحكومات قد نصبتها القوى الكبرى لتجند كل طاقاتها من أجل ربط البلدان والشعوب بها وتحويل البلدان، بمكائد شتى، إلى أسواق الشرق والغرب وجعل الشعوب متخلفة استهلاكية. فأمنوا بذلك مصالحهم وما زالت تلك الحكومات تتحرك وفق هذا المخطط.
ب- وجوب القيام بالثورة
فانتفضوا يا مستضعفي العالم وأيتها البلدان الإسلامية ويا أيها المسلمون وانتزعوا الحق بقوة.
1- لا ترهبوا الدعايات.
ولا ترهبوا ضجيج دعايات القوى الكبرى وعملائها واطردوا من بلدانكم الحكام الجناة الذي يسلمون حصاد كدحكم لأعدائكم وأعداء الإسلام العزيز.
2- امسكوا بزمام الأمور:
وامسكوا أنتم والمؤمنون العاملون لخدمة الشعب بزمام الأمور، والتفوا جميعاً حول راية الإسلام المجيدة، وانتفضوا مدافين في مواجهة أعداء الإسلام ومحرومي العالم.
3- أقيموا الحكومة الإسلامية العالمية:
وتقدموا باتجاه تأسيس حكومة إسلامية في جمهريات حرة مستقلة وبتحقق ذلك ستكبحون جماح مستكبري العالم كافة وسيصل المستضعفون كافة لإمامة ووراثة الأرض على أمل تحقق ذلك اليوم الذي وعد به الحق تبارك وتعالى.