مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مناسبات العدد

 

- 18 ذو الحجّة: عيد الغدير الأغرّ
عن زيد بن أرقم قال: لمّا نزل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خمّ في رجوعه من حجّة الوداع، وكان في وقت الضحى وحرّ شديد، أمر بالدوحات فأقيمت، ونادى الصلاة جامعة فاجتمعنا، فخطب خطبة بالغة، ثمّ قال: "إنّ الله تعالى أنزل إليّ: ﴿... بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ (المائدة: 67)، وقد أمرني (جبرائيل) عن ربّي أن أقوم في هذا المشهد، وأُعلِم كلّ أبيض وأسود: إنّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيّي وخليفتي والإمام بعدي، فسألت (جبرائيل) أن يستعفي لي ربّي لعلمي بقلّة المتّقين وكثرة المؤذين لي واللائمين؛ لكثرة ملازمتي لعليّ، وشدّة إقبالي عليه، حتّى سمُّوني أُذُناً، فقال تعالى: ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ﴾ (التوبة: 61). ولو شئت أن أسمّيهم وأدلّ عليهم لفعلت، ولكنّي بسَترهم قد تكرّمت، فلم يرضَ الله إلّا بتبليغي فيه، فاعلموا -معاشر الناس- ذلك، فإنّ الله قد نصّبه لكم وليّاً وإماماً، وفرض طاعته على كلّ أحد،..."(1).

- 18 ذو الحجّة عام 1216هـ: الوهّابيّون يستبيحون كربلاء
في 18 ذو الحجّة عام 1216هـ، هاجم الوهّابيّون بقيادة سعود بن عبد العزيز مدينة كربلاء المقدّسة، حيث استغلّوا ذهاب معظم أهاليها إلى النجف الأشرف لزيارة ضريح أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في عيد الغدير، فهجم فجأةً 12 ألف وهابيّاً على ضريح الإمام الحسين عليه السلام. وبعد أن استولوا على الغنائم الهائلة، تركوا ما تبقّى للنار والسيف. وقد هلك أكثر من أربعة آلاف شخص، ونقل الوهّابيّون ما نهبوه على أكثر من أربعة آلاف جمل، ودمّروا كذلك ضريح الإمام عليه السلام(2).

-12 تمّوز 2006م: عمليّة الوعد الصادق
يقول سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله): "أقول لقادة العدوّ: أنتم في حرب تمّوز تصرّفتم على أساس أنّ لديكم معلوماتٍ كافيةً عن المقاومة، فهجمتم وفوجئتم بالمفاجآت العديدة المعروفة، وقمتم بما يسمّى بعمليّة "الوزن النوعيّ" التي فشلت، وغيّرت مسار الحرب. أنا أعلم -ونحن في حزب الله والمقاومة نعلم- أنّكم تخطّطون لعمليّة وزن نوعيّ جديدة إذا حصلت حرب ما في يوم ما. وأنتم مخطئون عندما تفترضون أنّ معلوماتكم كافية. دائماً لدينا ما نُخفيه. هذا جزء من عقيدتنا القتاليّة واستراتيجيّتنا العسكريّة والأمنيّة، وستفاجؤون بما نخفيه. وما نخفيه يمكن أن يغيّر مسار أيّ حرب؛ وستكون حماقة لو أقدمتم عليها"(3).

- 24 ذو الحجّة عام 10هـ: يوم المباهلة
يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله: "اختارَ الرسولُ الأكرمُ أعزَّ الناسِ وجاءَ بهم إلى الساحةِ للمحاججةِ التي يُرادُ لها أن تكونَ مائزاً بين الحقِّ والباطلِ ومؤشِّراً نيِّراً أمامَ أنظارِ الجميعِ. لم يسبقْ أنْ أخذَ الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم في سبيلِ تبليغِ الدينِ وبيان الحقيقةِ يدَ أعزّائِه وأبنائِه وابنتِه وأميرِ المؤمنينَ -وهو أخوه وخليفتُه- وأتی بهم إلى وسطِ الساحةِ. هذا هو الطابعُ الاستثنائيُّ ليومِ المباهلةِ، ما يدلُّ على مدى أهميَّةِ بيانِ الحقيقةِ وإبلاغِها؛ ليقول: تعالوا نبتهل، فيبقى من كان على حقّ، ويحلّ العذاب بمن هو على خلاف الحقّ"(5).

- 24 ذو الحجّة عام 10هـ: تصدُّق أمير المؤمنين عليّ عليه السلام بالخاتم (أسبوع الصدقة)
في شأن قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾، قال ابن شهر آشوب: اجتمعت الأُمّة [على] أنّ هذه الآية نزلت في عليّ عليه السلام لمّا تصدّق بخاتمه وهو راكع، لا خلاف بين المفسّرين في ذلك(6).

عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ اللَّه تعالى يقول: ما من شيء إلّا وقد وكّلت به مَن يقبضه غيري إلّا الصدقة فإنّي أتلقّفها بيدي تلقُّفاً، حتّى إنّ الرجل ليتصدّق بالتمرة أو بشقّ التمرة فأربيها له كما يُربي الرجل فلوه وفصيله، فيأتي يوم القيامة وهو مثل أُحُد وأعظم من أُحُد"(7).

- 10 محرّم عام 61هـ: استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
يقول عبّاس محمود العقّاد واصفاً صبر الإمام الحسين عليه السلام وجلده: "فانفرد وَحده يُقاتل الزحوف المطبقة عليه، وكان يحمل على الذين عن يمينه فيتفرّقون، ويشدُّ على الخيل راجلاً، ويشقّ الصفوف وحيداً، ويهابُه القريبون فيبتعدون، ويهمُّ المتقدّمون بالإجهاز عليه ثمَّ ينكصون..."، ثمّ يقول: "ووجِدَت عليه ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة غير إصابة النبل والسهام. وأحصاها بعضهم في ثيابه فإذا هي مئة وعشرون"(8)، بل إنّ المستفاد من بعض الروايات "أنَّ مجموع الجراحات الواردة على جسده الشريف بلغت (310) جراحة سيف، وطعنة رمح، وإصابة سهم، وجرح حجارة. واللافت للنظر، هو أنَّ كلّ تلك الجراحات كانت في مقدّم جسده ووجهه وصدره الشريف. ومع كلّ هذه الجراحات الدامية، ظلَّ يجاهد وينازل الجموع ويرتجز ويحمل على الرجال راجلاً"(9).


(1) ابن الصبّاغ المالكيّ، الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة، ج 1، ص 165، نقلاً عن الطبريّ في كتابه الولاية.
(2) انظر: الكثيري، السلفيّة بين أهل السنّة والسلفيّة، ص327.
(3) من كلمة له (حفظه الله) في احتفال سادة النصر القادة الشهداء في 16/2/2017م.
(4) الكلينيّ، الكافي، ج 8، ص 124.
(5) من كلمة له دام ظله في 06/09/2018م.
(6) ابن شهر آشوب، المناقب، ج 3، ص 3.
(7) الكاشانيّ، الوافي، ج 10، ص 387.
(8) العقّاد، أبو الشهداء الحسين بن عليّ عليه السلام، ص33.
(9) الكلبايكانيّ، أشعّة من عظمة الإمام الحسين عليه السلام، ص 171-172.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع