يقول الإمام السيّد عليّ الخامنئيّ دام ظله:
"تغمرني مشاعر السرور والفرح عندما آتي إلى الجبل... أقلّ أنواع الرياضة تكلفة هي تسلّق الجبال؛ فهي لا تحتاج إلى شراء كرة صغيرة حتّى".
المشي في الجبال رياضة ممتعة، تتطلّب لياقة بدنيّة جيّدة، وتجعل الإنسان رياضيّاً محبّاً للطبيعة، وصديقاً للبيئة. وهي رياضة مليئة بالتأمّل المستوحى من البيئة والطبيعة ومن غرابة المكان، وظروف الطريق، وتحدّي الصعود، وبعض من المغامرة.
تعلّمك الإصرار والعزيمة للوصول إلى أهدافك، فهي تعتمد على الإصرار؛ فالاستمرار بعزيمة، يوصل دائماً إلى الهدف.
شعارها هو: "لا تترك أثراً"؛ أي أنّها تعلّم الرياضيّ الذي يمارسها أن لا يترك خلفه أيّ أثر سلبيّ، مثل رمي النفايات، أو الإضرار بالبيئة.

• فوائد رياضة السير الجبليّ (الهايكنج)
أثبتت دراسات عدّة، أجرتها جامعات متفرّقة في العالم، مجموعةً من الفوائد، ندرج أبرزها:
1. زيادة اللياقة البدنيّة: تحرق ساعة واحدة من السير الجبليّ أكثر من 500 سعرة حراريّة، وهذا يعتمد على كمّيّة المتاع المحمول ووضعيّة الجسد أثناء السير. وبفضل المسير المستمرّ أميالاً عديدة، يكتسب المشّاء قوّةً عضليّةً في جسمه، خصوصاً في الجزء السفليّ منه؛ لأنّ العظام والعضلات تعمل جميعها بجهد أكبر ضدّ الجاذبيّة، ما يساعد الجسد على بناء كثافة العظام أو الحفاظ عليها، وهو أمر مهمّ للغاية.

2. المحافظة على تناسق الجسد: تجعل الاستمراريّة في المشي الجسد بأفضل هيئة؛ فمن الناحية الوظيفيّة، يتحرّك كامل الجسد، خصوصاً الجزء السفليّ منه، أي عضلة الورك وأوتار الركبة. وإذا كان ثمّة متاع محمول، فذلك يؤدّي إلى تقوية الجزء العلويّ من الجسد، وهذا يسهم في تحسين المظهر الخارجيّ.

3. الوقاية من السكّري ومراقبته: يساعد المشي على ضبط مستوى السكّر في الدم، من خلال خفض مستوياته. وعند السير، تمرّن العضلات، فينتقل الجلوكوز من مجرى الدم إلى كامل الجسد؛ ليمدّه بالطاقة.

4. خفض ضغط الدم ومستوى الكولسترول: يقلّل السير الجبليّ المنتظم ضغط الدم والكولسترول، وذلك من شأنه أن يقلّل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكّري والسكتة الدماغيّة لدى الأشخاص الأكثر عرضة لها.

5. بناء علاقات اجتماعيّة: يحبّ ممارسو المشي الجبليّ بناء صحبة طيّبة، وهم يستمتعون بذلك؛ بحيث تستمرّ هذه العلاقة في الحياة العاديّة.

6. التحفيز على الإبداع: تساعد هذه الرياضة على حلّ المشكلات بنسبة 50%، وعلى الانسجام مع الطبيعة، ومضاعفة قدرة الإنسان على الإبداع.

7. تقليل الاكتئاب والحدّ منه: يعدّ فيتامين (د) الموجود في الهواء الطلق المشمس ضروريّاً جدّاً لصحّة العظام ولمكافحة الاكتئاب؛ لأنّ ثمّة علاقة بين الاكتئاب ونقص فيتامين (د)؛ فأولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين (د) كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.

8. فرصة للتأمّل بين الحاضر والماضي: تساعد في تجربة الجهد الذي كان الأجداد يبذلونه في طريقتهم الوحيدة للسفر؛ وكذلك معرفة حال صحّتهم ولياقتهم المساعدتين على المشي والصعود في الممرّات المرتفعة بشكلٍ متكرّر.

9. تعزيز الشعور بالسعادة: تعزّز التمارين البدنيّة إفراز مادة الإندورفين، وهي مادة كيميائيّة في الدماغ تثير المشاعر الإيجابيّة. لذلك؛ يُحسّن المشي لمسافات طويلة مزاجنا أكثر من المشي المعتاد.

• نصائح مهمّة
على من يرغب بممارسة هذه الرياضة الالتفات إلى الأمور الآتية:
1. التأكّد من الأحوال الجويّة، والانتباه لتحذيرات الطقس.
2. المسير بشكلٍ جماعيّ وليس انفرادياً.
3. استخدام العصي التي تساعد على التقدّم في السير، والانتباه عند السير في المنحدرات.
4. الانتباه من الإصابات التي تسبّبها الحيوانات والثعابين والحشرات الموجودة في البراري.
5. إنهاء المسير قبل مغيب الشمس بثلاث ساعات.

• متطلّبات رياضة السير الجبليّ (الهايكنج)
ثمّة مجموعة من الحاجات التي يجب توفّرها أثناء ممارسة هذه الرياضة، نذكر منها:
1. حقيبة ظهر للمشي لمسافات طويلة.
2. ملابس مناسبة للطقس.
3. غطاء الرأس للحماية من الشمس.
4. أحذية المشي لمسافات طويلة.
5. عصا للمساعدة في المسير.
6. طعام.
7. الكثير من الماء.
8. أدوات التنقّل مثل الخريطة والبوصلة.
9. حقيبة إسعاف أوليّ.
10. سكّين أو أداة متعدّدة الاستخدامات.

إنّها رياضة تجمع بين الفائدة والمتعة في آنٍ معاً؛ فليمارسها كلّ من تسنح له الظروف بالوجود بين أحضان الطبيعة الخلّابة.