مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

فقه الولي: من أحكام الاستخارة والأحراز


الشيخ علي معروف حجازي


الاستخارة؛ وسيلة يلجأ إليها كثير من الناس لحسم بعض شؤونهم، عندما يقعون في حيرة من أمرهم لحظة اتّخاذ قرار ما، أو عند إنجاز بعض الأمور أو المعاملات. أمّا الحرز فهو دعاءٌ للحفظ والأمن، يحمله صاحبه بغرض الحفظ من الأخطار.

فما هي بعض أحكام الاستخارة والحرز؟ هو ما سيرشدنا إليه هذا المقال.

* أوّلاً: الاستخارة ومشروعيتها
أ. تجوز الاستخارة عند حصول التحيّر والتردّد في الأمور التي يريد الإنسان أن يتّخذ قراراً بشأنها، نعم، ينبغي أن يتأمّل ويدقق في الأمور، أو يستشير أهل الفقه والخبرة، فإذا لم ترتفع الحيرة يلجأ حينئذٍ إلى الاعتماد على الاستخارة.
ب. الاستخارة تكون عند التردّد في الإتيان بالأعمال المباحة، في كلّ الأمور المباحة، سواء أكان التردّد في أصل العمل، أم في كيفيّة الإتيان به، فما لا حيرة فيه من الأعمال الخيريّة - مثلاً- لا موضوع للاستخارة فيه.

1. الاستخارة في شأن الزواج والطلاق
لا مانع من الاستخارة في أمر الزواج، ولكن بعد التدبّر والمشاورة وعدم ارتفاع التحيّر فيهما. كما لا مانع من الاستخارة في مثل مورد طلب الطلاق أو تركه عند التردّد والحيرة، حيث لا يقدر الشخص المتحيّر على اتّخاذ القرار.

2. الاستخارة والغيب
ليس للاستخارة أيّ دور في الكشف عن الغيب، فهي لإزالة الحيرة ولترجيح أمر من الأمور المباحة فقط، ولا تكشف عن الغيب أبداً.

3. استخارات متعددة في مورد واحد
يتمّ اللجوء إلى الاستخارة لرفع الحيرة؛ فبعد ارتفاعها في المرّة الأولى، لا معنى لتكرارها مرة ثانية، ما دام الموضوع لم يتغيّر ولا مبرّر لذلك. نعم، إذا تغيّر الموضوع أو أحد ظروفه، وكان التحيّر باقياً، فلا مانع من تكرار الاستخارة.

4. وسيلة الاستخارة وحكم العمل بها
تجوز الاستخارة بالقرآن الكريم أو بالسبحة أو بصلاة ذات الرقاع، أو بأيّ وسيلة متاحة لإزالة التحيّر ممّا ورد عن المعصومين عليهم السلام.

لا يجب شرعاً العمل بالاستخارة، فتجوز مخالفتها، ولكنّ الأفضل الالتزام بها وعدم مخالفتها.

* ثانياً: الأحراز ومشروعيتها
يُطلق الحرز على الدعاء الذي يُقرأ أو يُكتب أو يُحمل؛ بغرض الحفظ من الأخطار. وثمّة مجموعة من الأدعية المأثورة عن الأئمّة عليهم السلام تُعرف بالأحراز، وسُمّيت باسم بعض المعصومين عليهم السلام باعتبار أنّ هذه الأدعية من تعليمهم.

1. كتابة الأحراز: تجوز كتابة الأحراز ويجوز حملها، والاحتراز بها.

2. أخذ المال مقابل الحرز: يجوز تقاضي الأجر الماليّ، أو دفعه مقابل عمل كتابة الأحراز المأثورة.

3. أدعية الأحراز: لو كانت الأدعية مأثورة ومرويّة عن الأئمّة الأطهار عليهم السلام، أو كانت مضامينها حقّة، فلا بأس بالتبرّك بها، كما لا بأس بالتبرّك بالمشكوك فيه منها، برجاء كونها واردةً عن المعصوم عليه السلام.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

العراق

احمد

2023-05-04 15:50:09

لطالما استفدنا من هذه الفقرة، فلله درّكم وعليه أجركم وأحسن خاتمتكم بمحمد وآله الطاهرين عليهم السلام.