قيل: الإلهام يحصل من الحق تعالى من غير واسطة الملك، والوحي يحصل بواسطته، والوحي: من خواص الرسالة والإلهام من خواص الولاية، وأيضاً الوحي مشروط بالتبليغ، دون الإلهام.
ومنهم من جعل الإلهام نوعاً من الوحي، وقال في الغريب: "ويقال لما يقع في النفس من عمل الخير: إلهام. ولما يقع من الشر، وما لا خير فيه: وسواس. ولما يقع من الخوف: إيحاش؛ ولما يقع من تقدير نيل الخير: أمل. ولما يقع من التقدير الذي لا على الإنسان ولا له: خاطر".
وقال بعض المحققين: "الوحي فيضان العلم من الله إلى النبي بواسطة الملك.
والإلهام: الإلقاء، في قلبه ابتداءً".
والأول يختص بالأنبياء (عليهم السلام)، وبيَّنه قوله سبحانه: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ} فإن الجملة الأخيرة إنما سيقت لبيان المايز؛ وإن المماثلة التي دلت عليها الجملة الأولى ليست في الصفات الجسمانية والنفسانية معاً بل في الأولى خاص".
وقد يطلق الوحي على الإلهام كما في قوله تعالى: {وإذ أوحيتُ إلى الحواريّين} فإنهم لم يكونوا أنبياء.
وقوله تعالى: {وأوحينا إلى أمّ موسى} وقوله: {وأوحى ربك إلى النحل} وهذا الإطلاق إما بحسب اللغة أو على سبيل التجوز.