ديما جمعة فواز
السلام عليكم، أنا محمد، في التاسعة عشرة من عمري، وأنا شاب وحيد عند أهلي ولدي أربع أخوات.
مشكلتي تتلخص باهتمام أمي المبالغ به تجاهي. منذ كنت طفلاً صغيراً تميّزني عن الجميع ولا تسمح لأحد بإزعاجي. ولطالما كنت أفرح بذاك الاهتمام ولكني منذ بضعة أعوام بدأت أضيق ذرعاً منه! فأمي تراقبني باستمرار وتسعى لإرضائي وفي الوقت نفسه تلاحقني بأسئلتها التي لا تنتهي: "أين تذهب؟ مع من؟ هل أكلت؟ هل نمت؟ هل نجحت؟ هل أنت سعيد؟" وغيرها العشرات العشرات من الاستجوابات المتكررة والروتينية. هي لا تستطيع أن تدرك أنني أمسيت طالباً جامعياً ولم أعد ابنها الصغير، وهذا ما يشعرني بالغضب أحياناً كثيرة فأتشاجر معها!
وهنا تتعقد المشكلة أكثر لأننا حين نتشاجر تحزن كثيراً ولا يعود باستطاعة أحد أن يكلِّمها فتلاحقني أخواتي كي أصالحها وينتهي الكابوس الفظيع للجميع وتهدأ لنهدأ جميعنا!
أنا أحبّ أهلي وبالتحديد أمي ولكنني مللت من أن تعاملني على أنني الطّفل المدلل الذي ينبغي أن يضحك طوال الوقت. كما أنني بدأت ألاحظ أن اهتمامها بي ينعكس سلباً على أخواتي وبالتحديد على أختي الصغيرة التي صارت مؤخراً تتشاجر معي لأتفه الأسباب. كما تراجعت علاماتها وساء سلوكها المدرسي.
بصراحة لست أدري كيف أتصرف وماذا أفعل حتى أتخلص من سجن الاهتمام والدلال لأنني أحب أن أخرج كباقي رفاقي وحين أتأخر لا أعود لأجد أمي تجلس على الكنبة بانتظاري وهي تبكي من شدة القلق!
* خطوات عمليّة للحلّ
صديقي محمد، ما تشكو منه يحسدك عليه الكثيرون، لأن مشكلتك هي زيادة في جرعة الحب في الوقت الذي يتوق فيه العديد من الشباب لاهتمام أهلهم ولو بجزء يسير...
نحن لا ننكر أن المبالغة في التعبير عن المشاعر مزعجة وتسبب القلق. ولكن مفتاح الحل بين يديك! وسنقدم لك مجموعة من النصائح التي ينبغي أن تفيدك وستجد حتماً الفرق بعد فترة قصيرة.
1. صارح والدتك بكل هدوء ومحبة بإحساسك بالضيق. ولتكن تعابيرك مختارة بدقة كي لا تجرحها. وتأكد أنها ستتفهم صراحتك وستقدر كلامك، فمن المرجح أنها لا تدرك مقدار الضيق الذي تسببه لك.
2. شاركها بشكلٍ عامٍ في خصوصياتك لتشعر أنها قريبة منك، وخذ وعداً منها أنْ لا تلاحقك طوال الوقت بأسئلتها لأنك سوف تطلعها على كل التطورات فور حصولها.
3. خصّص لوالدتك وقتاً خلال الأسبوع، ساعة على الأقل، لتجلس معها وتتحادثا فيرتاح بالها وتهدأ هواجسها وتتطمئن أنها ملجأك ومستودع أخبارك.
4. لا بدّ أنّ أمَّك لم تلتفت إلى وضع أختك الصغيرة ولم تحلّل الأمر كما فعلت أنت، لذلك أخبرها بأسلوب محبّب بأهمية أن تخصص لها وقتاً حتى لا يتحول انزعاجها إلى غيرة وكي تساعدها في تخطي أزمتها المدرسية.
5. من الغريب أنك لم تذكر دور والدك وطبيعة العلاقة معه ولذلك نطلب منك أن تصاحبه وتتقرب منه وتشرح مشكلتك لأنه بالطبع سيتدخل لصالحك.
6. في الختام، فكّر دوماً في إيجابيات أن تملك قلباً يخاف عليك ويحنو عليك ويحبّك بصدق. فلا تجرح مشاعر والدتك وتعالَ على نفسك لتتفهم إحساسها فلا تقل لها "أفٍ" وتنتظر أخواتك أن تدفعن بك للاعتذار لها بل كن دوماً السبّاق لنيل رضاها.