مفردات من نهج البلاغة
* الخطبة الأولى
"... إلى أن بعث اللّه سبحانه محمداً رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله لإنجاز عدته، وتمام نبوته، مأخوذاً على النبيين ميثاقُه، مشهورة سماتُه كريماً ميلادُهُ. وأهلُ الأرض يومئذ ملل متفرقة، وأهواء منتشرة وطوائف مشتتة... فهداهمُ به من الضلالة، وأنقذهم بمكانه من الجهالة. ثم اختار سبحانه لمحمد صلى اللّه عليه وآله لقاءهُ، ورضي له ما عنده، وأكرمهُ عن دار الدُّنيا، ورغب به عن مقارنة البلوى، فقبضه إليه كريماً صلى اللّه عليه وآله وخلف فيكم ما خلفت الأنبياء في أممها، كتاب ربكم فيكم، مبيناً حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله... مفسراً مجمله ومبيناً غوامضه، بين مأخوذ ميثاق في علمه، وموسع على العباد في جهله... وبين واجب بوقته، وزائل في مستقبله، ومباين بين محارمه: من كبير أوعد لعيه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه. وبين مقبول في أدناه موسع في أقصاه..
1- عِدَته: مدته- وعد اللّه لأنبيائه السابقين- عدده.
2- نبوته: الإخبار قبل الوقوع- وحيه- ظهوره.
3- سماته: علاماته- أوسمته- أسماؤه.
4- ميلاده: مكان وزمان الولادة- مكان الولادة- زمان الولادة.
5 ملل متفرقة: دية- ج مُلة: حمى باطنية- ج ملة: شريعة ودين.
6- رغب به عن: أحبه له- كرهه له- تمناه له.
7- مقارنة البلوى: مجاورته لبلاءات الدنيا- مجاورته للآخرة- امتحاناته.
8- خلف: أولد (أنجب)- ورث- ترك.
9- مجمله: جميعه من غير تفصيل- جميله- مضيقه.
10- موسع: وقته واسع- مساحته واسعة- واسع في الزمان والمكان.
11- زائل: مائل- موسوس فان (انتهى وقته).
12- أرد: راقبه- أحضره- هيأ له.
ملاحظة: اختر معنى واحداً
* لغة الأمير
"وأهل الأرض يومئذ ملل متفرقة"
الجملة منصوبة على الحالية فحال الأمة يوم أرسل اللّه نبيه محمد صلى اللّه عليه وآله كانت مختلفة متفرقة، لم يبقَ منها إلا أشباه أديان.
فتكون الواو واو الحال والجملة الإسمية "أهل الأرض..." في محل نصب حال.
هذا هو واقعهم ما قبل الإسلام فهل عادوا إلى ما كانوا عليه؟!!.
* إشعاع من نور
"فهداهم به من الضلالة وأنقذهم بمكانه من الجهالة".
بعد تفرق أهل الأرض في ظلمات الجهالة كان نور النبي محمد صلى اللّه عليه وآله مشعلاً لهدايتهم إلى سبيل الحق والصراط المستقيم وتم إنقاذهم من ظلمات الجهل إلى أنوار اليقين وجلى نوره صدأ القلوب وأزهق شيطان الباطل واستنارت به البصائر بمعرفة الباري وكمل به الدين وتمت النعمة على عباده كافة..
* بلاغة الأمير
وأكرمه عن دار الدنيا ورغب به عن مقارنة البلوى.."
لما كانت هذه الدنيا دار بلوى، ومقام أذى، والآخرة هي جنة المأوى وفيها الدرجات العلى، أكرمه اللّه تعالى عن دار الدنيا ورغب به وكرمه عن مجاورة البلوى فاختار له مقام صدق عند مليك مقدر. وقد قال صلى اللّه عليه وآله: من أحب لقاءه رضي له ما عنده من الكرامة في جواره الأمين وكان كريماً عن أدناس الذنوب طاهراً في ولادته الجسمانية الروحانية.
* كتاب اللّه الناطق
"كتاب ربكم فيكم!"
كتاب اللّه طريق العباد إليه، فاقرأ وارقَ بهذه الدرجات:
1- أدناها: أن يعلم القارئ أنه يقف بين يدي اللّه تعالى فيكون حاله حال السؤال والتضرع والابتهال.
2- أوسطها: أن يشهد بقلبه بأن اللّه تعالى يخاطبه بألطافه وإحسانه، فيكون في مقام الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم.
3- درجة المقربين: أن يرى في الكلام المتكلم وفي الكلمات الصفات ويوقف فكره عليه ويستغرق في مشاهدته فعنها أخبر الإمام الصادق عليه السلام أن اللّه تجلى لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون.