أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

المنطلقات الفكريّة للمقاومة



حوار: حسن فضل الله


لم يكن العام 1997 بالنسبة للمقاومة الإسلامي عام النجاحات والانتصارات العسكرية والأمنية الكبرى فحسب، بل كان عاماً للانتصارات السياسية والفكرية أيضاً.
فقد استطاعت المقاومة أن تبهر الأعداء كما الأصدقاء بطروحاتها السياسية والفكرية. والتي هي إنجازات حقيقية – كما كانت تفاجئهم وتبهرهم بإنجازاتها الميدانية اليومية. فبعد الإعلان عن السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بما تمثّل من تحوّل نوعي في احتضان اللبنانيين الشرفاء للمقاومة بل الإيمان بها كخيار وحيد لتحرير الأرض، تأتي الندوة مباشرةً التي أُجريت مع سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لترسم الإطار الفكري للمقاومة.

لقد أطلّ سماحته من على منبر قاعة الجنان في ختام العام 1997 لا ليقدم حصائد عام جهادي خلا – والتي كانت كبيرة وزاخرة – بل ليتوج نهايته بمجموعة تواقيع فكرية لمجموع سنوات الجهاد التي خلت. فالمقاومة الإسلامية لا تقوم على أسس عسكرية وأمنية فقط، وإنّما هي قبل ذلك تقوم على أسس فكرية وثقافية وعقائدية هي علّة قيامها. ولم تكن هذه الهوية الفكرية للمقاومة سوى الإسلام، هكذا عنون سماحة الأمين العام ما يمكن تسميته الإعلان الثاني للمقاومة بعد الرسالة المفتوحة التي وجّهها حزب الله إلى الأمة في العام 1985 في الذكرى الأولى لاستشهاد شيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب رضوان الله عليه.
وفي هذه الذكرى المباركة والتي زادها يمناً وبركةً استشهاد سيد شهداء المقاومة سماحة العلاّمة السيد عبّاس الموسوي رضوان الله عليه.
وإعلان أسبوع المقاومة الإسلامية، وبالنظر إلى ما يمثّل الحوار الذي أُجري مع سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله من وثيقة فكريّة وثقافية فائقة الأهمية، تتشرّف مجلّة بقيّة الله بتقديم أهم ما جاء فيه مع ما تقتضيه تحويل اللغة المحكية إلى مكتوبة من تصرف.

* الهدف الجامع:
من الممكن أن نلتقي على أمر واحد من منطلقات فكريّة متنوّعة ولا ضير في ذلك، خذ مثلاً الصدق، أنا أنطلق في حياتي فأسعى لأكون صادقاً من خلفية إسلامية، المسيحية تدعو المسيحي ليكون صادقاً أيضاً، وينطلق ثالث من إدراكه العقلي والمنطقي لحسن الصدق فيختار أن يكون صادقاً في حياته، وقد يكون هناك شخص لا يعرف شيئاً عن المسيحية والإسلام، ولكن بالتربية البيتية، أي القيم الأخلاقية التي تربى عليها، يتخذ سبيل الصدق. اختلاف المنطلقات يجب أن لا يؤدّي إلى نزاع حول الأمر الذي نتفق عليه في النتيجة.
هنا نأتي إلى المقاومة!

الإسلام يدعو إلى المقاومة، وهو لا يدعو المسلمين فقط، فالإسلام رسالة إلى البشرية جمعاء وهو يخاطب الناس والشعوب جميعاً بأن يرفضوا الظلم، ويقاتلوا الظالمين ولا يركنوا إليهم. والمسيحية تدعو إلى المقاومة أيضاً، لقد كان السيد المسيح يأمر أتباعه بأن يبيعوا ثيابهم أو خبزهم ليشروا سيفاً لكي يُخرجوا اللصوص من الهيكل، واللصوص اليوم لا يحتلّون الهيكل وحده، وإنّما يحتلّون فلسطين ويهيمنون على هذه المنطقة بشكل وبآخر، وكذلك المنطلقات الوطنية تدعونا لقتال من يحتلّ أرضنا ويغتصب مياهنا وخيراتنا وما شاكل، هذا فضلاً عن العقل البشري والفطرة الإنسانية والقِيم الأخلاقية، ومن هنا نحن نقول: المقاومة هي واجب ديني بالمعنى الواسع وإنساني وأخلاقي ووطني وقومي وبكلّ الحسابات. المقاومة حقّ مشروع بل واجب مؤكد على أساس جميع هذه المنطلقات، واختلاف هذه المنطلقات لا يعني أنّه يؤدّي بنا إلى النزاع، ويجب أن لا يكون كذلك.

بعد اجتياح 1982 انطلقت مقاومة شاركت فيها قوى متعدّدة وأحزاب لبنانية متعدّدة منها الإسلامية ومنها القومية ومنها الوطنية وغير ذلك. وكانت النتيجة انسحاب العدو الإسرائيلي من بيروت والجبل وأجزاء كبيرة من الجنوب والبقاع الغربي والتمركز فيما يسمّى حالياً بالشريط الحدودي، وقد رجعت ثمرة هذا التحرير لكلّ الشعب اللبناني، ولكلّ عربيّ بل لكلّ هذه الأمّة.
من هنا نحن ندعو أهل كلّ تيّار أو دين أو فكر سياسي أن يحرّض أتباعه ويخاطبهم بلغتهم وفكرهم وثقافتهم. ليس في ذلك مشكلة، المهم هو القيام بالواجب الإنساني والأخلاقي والوطني والقومي والديني أولاً وأخيراً، وهو مقاومة الاحتلال. إنّ دعوة البعض لإسقاط وحذف المنطلقات الفكريّة للمقاومة الإسلامية يؤدّي فعلاً إلى إسقاط وحذف المقاومة نفسها. أنا أعتبر أنّ الاختلاف في المنطلقات الفكرية الثقافية والخطاب الفكري والثقافي للمقاومة لا يضرّ بالمقاومة إن لم يكن مفيداً لها ورافداً قوياً لها. فالاختلاف هنا ليس في مورد النزاع والصراع وإنّما في مورد التفاعل والتكامل نحو مقاومة أقوى وأكثر فعالية.

* الطائفية هي الحاجز:
كثيرون يطرحون أنّ عنوان الإسلام الذي تتسم به المقاومة مانع من التحاق التيارات وأتباع الديانات الأخرى بها. أنا أعتقد أنّ الحاجز الموجود في لبنان هو الحاجز الطائفي وليس الحاجز العقيدي والعقائدي، إنّ من أكبر المصائب في لبنان هو هذا الخلط بين ما هو عقائدي وبين ما هو طائفي، وبتعبيرٍ آخر بين الدين والطائفة، فالفارق كبير بين الانتماء إلى الإسلام كرسالة ودين وفكر وبين الانتماء إلى الإسلام بمعنى الانتماء إلى طائفة المسلمين. هذا الخلط يترك تأثيره في كلّ المجالات، وحتّى القضايا المتفق عليها كالحرية مثلاً يصار إلى تطبيقها، فنحن نخوض معارك الحريّة لحسابات طائفية وليس لحسابات الحريّة. ولذلك لو جاءت مقاومة لا تحمل عنواناً عقائدياً فلن تكون قدرتها على الاستقطاب من مختلف الطوائف قدرة عالية، بل سيكون لديها استقطاب من طائفة معيّنة بشكلٍ عالٍ جداً. ومن طوائف أخرى بشكل محدود لأنّ العقدة هي في التفكير الطائفي وليس في شيء آخر. عندما تقوم حركة مقاومة لا نسأل عن فكر هؤلاء ولا عن عقيدهم ولا عن خطّهم السياسي، بل نسأل: هل هم مسلمون أو مسيحيون؟ الطائفية هي العقدة.

ومع ذلك نقول: ليكن في لبنان مقاومة إسلامية للاحتلال الإسرائيلي، ولتكن هناك مقاومة مسيحية للاحتلال الإسرائيلي، وليقاتل الجميع من موقعهم العقائدي، وإذا لم يمكن فمن موقعهم الطائفي، فلا يجوز أن يكون الاختلاف العقائدي أو الطائفي حائلاً دون القيام بالواجب الديني والوطني، وإلاّ يجب حينئذٍ أن نفتّش عن الذين لا يوافقون على قتال إسرائيل أو لا يمارسون هذا الواجب ما هي رؤيتهم لإسرائيل؟ وكيف يفهمون الاحتلال؟ هل القتال مع العدو مقاومة أو دورة عنف؟ على كلّ حال فالمشكلة ليست في عقائدية المقاومة ولا في كون رجالها من المسلمين وإنّما في النظرة إلى المقاومة، وإلى السبل المتاحة لمواجهة هذا العدو وإلى جدوى هذه السبل.
نحن إذا استطعنا أن نتجاوز الحاجز الطائفي، وإذا سلّمنا بجدوى قتال هذا العدوّ والذي أثبتته تجربة سابقة بعد اجتياح 82 مباشرةً وأكّدته فشل الطرق الدبلوماسية والاعتماد على القرارات الدولية ومفاوضات التسوية، وإذا لم نضع شروطاً ومكاسب ضيّقة لمقاومة العدو ولم نتيه في تحديد الأولويات نكون في الطريق الصحيح لتحويل الشعب اللبناني إلى شعب مقاوم ومجتمع مقاوم، وينطبق ذلك على الشعوب العربية والإسلامية أيضاً.

* دور المفكّرين في المقاومة:
لا شكّ أنّ المقاومة سبقت المثقفين والمفكّرين والعلماء بالمعنى الواسع، وحتّى العلماء بمعنى صنف علماء الدين، فيمكن أن نعتبر أنّ المقاومة تقدّمت على حملة الفكر بهذا المعنى، وهذا لا يناقض ما تحدثنا عنه في البداية من أنّ الفكر صنع المقاومة وهي نتاجه. هذا الفكر وهذه الثقافة بالطريقة التي تعبأ بها هؤلاء المجاهدون هي التي أنتجت هذه المقاومة. ومن جهة أخرى فإنّ استمرار المقاومة وتناميها بحاجة إلى جهدٍ أكبر بكثير من الجهد القائم ثقافياً وفكرياً وإعلامياً وعلى كلّ الصعد. لقد تخطّت المقاومة في السنوات الأخيرة حالة التعبئة الداخلية إلى إطار أوسع لكن حتّى الآن ليس هناك تعبئة على المستوى الوطني ومن مختلف المنطلقات والثقافات والتوجيهات الفكرية. وأنا هنا أوجّه دعوة عامّة: إنّ المقاومة اليوم بمستوى انجازاتها وتضحياتها، وبمستوى رقيها المعنوي والروحي وبمستوى شبابها ورجالها وعوائل شهدائها جديرة بأن تأخذ حيزاً أكبر لدى المثقفين والنخب والسياسيين والإعلاميين، إنّ المقاومة اليوم بحاجة أكثر إلى الاحتضان الفكري والثقافي والسياسي والرسمي والشعبي والحزبي ومن كلّ الاتجاهات، المقاومة اليوم تشعر بأنّها بحاجة إلى هذا المستوى من الاحتضان الذي يتناسب مع مستواها هي، خصوصاً إذا افترضنا أنّنا على مشارف النصر.

* الإسلام والقومية العربية:
يتصوّر البعض أنّ هناك تناقضاً بين الطرح الإسلامي والطرح القومي، في الحقيقة لا يوجد مشكلة بين الطرح القومي على مختلف مشاربه والطرح الإسلامي، في بدايات هذا العصر نشأت مشكلة بين قوى عربية أو تيارات عربية تحمل قضايا عربية ليس مع الإسلام وإنّما مع السلطنة العثمانية التي كانت تحكم باسم الإسلام، هذا صراع سياسي وليس صراعاً بين العروبة والإسلام. نعم، بعض التيارات القومية التي تبنّت فكراً مناقضاً للفكر الإسلامي كالماديّة مثلاً يصبح هناك مشكلة على المستوى الفكري ولكن منشأ المشكلة ليس هو الإسلام من حيث هو إسلام والقومية من حيث هي قومية عربية، وإنّما التناقض بين الإسلام والمادية مثلاً.
طبعاً لا أريد أن أقول أنّ هذين التيارين خط واحد ولا يوجد خلاف بينهما، أو أنّ أيّ خلاف هو مختلق أو وهم، الأمر ليس كذلك، هناك عقود من الزمن ورثنا منها إشكالات كبيرة وأحقاداً كبيرة، نحن اليوم علينا أن نخرج من هذا الإرث ونسقط عن ظهورنا ومن قلوبنا وعقولنا كلّ حساسيات وأحقاد الماضي مستفيدين من عبره ونأتي إلى حاضرنا بتوجهات جديدة. في إطار المؤتمر القومي الإسلامي كان هناك إصرار على هذا الأمر من قِبل أهل التيارين وقد أخذوا على عاتقهم التقريب بين أتباع وفصائل هذين التيارين إلى مرحلة التعاون والانسجام بل والتكامل فيما بينها. هذا أمر قد أنجز وقد قطعنا مسافة جيدة على الطريق.
وأحب أن أقول شيئاً في هذا المجال، أنّ المقاومة الإسلامية على وجه الخصوص تلتقي مع أيّ خط أو أيّ تيار أو اتجاه أو فكر في مسألة رفض المشروع الصهيوني وفي مسألة مواجهة هذا المشروع بكلّ أبعاده وبكلّ الوسائل وعلى كلّ الصعد والمستويات.

* السرايا اللبنانية:
كانت فكرة إنشاء السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي استجابة لرغبة الكثير من الشباب اللبناني في قتال العدو الصهيوني خارج إطار المقاومة الإسلامية مع ثقتهم الكاملة بقيادة هذه المقاومة، لقد كان حجم الانتساب كبيراً جداً فات التوقعات، ومن مختلف الطوائف والتيارات، وقد يتساءل البعض أنّه لماذا لم نسمع بشيء عن حركة هذه السرايا، فأقول باختصار أنّ هذا المشروع هو مشروع عملي حقيقي وليس مشروعاً للاستهلاك الإعلامي ولذلك فإنّ أول ما ستمعون به هو فعل حقيقي لمقاومة حقيقية.

وهنا أحب أن أقول بأنّ ادعاء البعض بأنّنا نستثمر عمليات المقاومة الإسلامية حالياً وعمليات السرايا اللبنانية مستقبلاً، يجب أن لا يكون هذا ذريعة لعدم المقاومة. نحن لا ندعو اللبنانيين للالتحاق بالمقاومة الإسلامية ولا بالسرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، نحن ندعم لمقاومة الاحتلال، فليشكل كلّ تيار وكلّ مجموعة مقاومتها الخاصّة وليقاتل كلٌ من موقعه ونحن حاضرون بعد ذلك للتنسيق والتعاون بل وحتّى للاندماج والاتحاد في إطار مقاومة لن نختلف على تسميتها. نحن ندعو اللبنانيين لأن يقوموا بواجبهم الإنساني والأخلاقي والوطني تحت أيّ عنوان وضمن أيّ إطار يرونه مناسباً.

أمّا فيما يخصّ الثقافة الجامعة للسرايا اللبنانية فهذا استحقاق كبير ينتظرنا بعد الاستجابة الهائلة من قبل الشباب اللبناني، لن نتدخل في المبادئ والمنطلقات الفكرية للمنتسبين، فهذا شأنهم، علاقتنا معهم محدودة بحدود قتال العدو فقط، نحن نبحث عن ثقافة شاملة، ثقافة مقاومة شاملة، ونبحث عن لغة جامعة تتناسب مع كلّ الخلفيات الفكرية والسياسية والمذهبية التي ينتمي إليها هؤلاء الشباب.
وهل يمكن لهذه الثقافة الجامعة أن تنتج مقاومين بمستوى مقاومة ومجاهدي المقاومة الإسلامية، لا نستطيع أن نستعجل الإجابة فلنترك هذا للتجربة وسنى على كل حال.

* اليهود والمجتمع الإسرائيلي:
نحن لا نقاتل اليهود لأنهم يهود، نحن نقاتل المحتلين الذين هم الآن صهاينة ويهود. كلّ من يريد ممارسة الطغيان والظلم والقهر علينا، ويريد طردنا نحن معنيون بأن نقاتله، وهذا منطق المقاومة، أمّا اليهود كيهود فنحن لا نقاتلهم، صحيح أنّ القرآن الكريم اعتبر أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود وأقربهم مودّة النصارى، ولكن عندما يقرّر في الواقع أنّ اليهود أشدّ الناس عداوة هذا لا يستلزم أنّ علينا أن نحمل بندقية ونقاتلهم، هذا القتال شأن آخر، يمكن أن يكون هناك عداء بينك وبين فئة ولكن لا يكون هناك قتال، العداء ليس بالضرورة يعني اللجوء إلى السلاح لمعالجة هذه المشكلة، عندما تصرّ هذه الجهة ضمن مشروع سياسي، وضمن أحلام تاريخية مرتكزة إلى منطلقات فكرية وعقائدية ودينية على ظلمك وقتالك وارتكاب المجازر واحتلال الأرض حينئذٍ تكون أنت معنياً بقتال هذه الفئة حتّى ولو كانت تنتسب إلى هذا الدين.
المجتمع الإسرائيلي برأينا وبشكل واضح هو مجتمع عسكري، ونحن نعتبر أنّ الكيان الإسرائيلي هو ثكنة عسكرية استعمارية متقدمة في قلب العالمين العربي والإسلامي، مجتمع عسكري ومقاتل رجاله ونساؤه وليس هناك مجتمع مدني في هذا الكيان.

* الارتباط بولاية الفقيه:
يعتقد البعض أن الارتباط بمقام – ولاية الفقيه – الذي هو أحد المبادئ الرئيسية التي ترتكز عليها المنطلقات الفكرية للمقاومة الإسلامية – يتعارض مع القانون المحلّي وهذا اشتباه. أولاً لأنّ الوقوع دليل الإمكان.. ثانياً لأنّ قتال العدو والدفاع عن الأرض ومقاومة الاحتلال تنطلق من فتوى شرعية وحكم شرعي عريض ومفتوح. فالمقاومة ليست مرهونة في أي لحظة من اللحظات إلى إذن خاص من المرجعية العلياء سواءً سميناها مرجع التقليد أو الولي الفقيه، في هذه النقطة بالتحديد ليست هناك أيّ مشكلة.

* المقاومة والمرأة:
فيما يتعلّق بدور المرأة في المقاومة، يجب الالتفات إلى أنّ الله سبحانه عندما خلق هذا الخلق وقدّر أن يكون هناك ذكر وأنثى، ورجل وامرأة، لم يكن هذا التقدير عبثاً وإنّما لمصلحة الخلق أنفسهم، وافترض سبحانه وتعالى للرجل دوراً وللمرأة دوراً، بحيث عندما يتكامل الدوران بشكل مناسب ومنسجم تنتج لدينا حياة سعيدة تسير باتجاه الكمال الذي هو الهدف من الخلق.
وهنا أحبّ أن أسجّل كلمة لسماحة الإمام الخامنئي جميلة ومعبّرة قال فيها: إنّ جمال وكمال المجتمع البشري يتحقّق عندما يأخذ كلّ من الرجل والمرأة دوره في ترتيب هذا المجتمع.
هذه هي الفكرة العامّة.

وإذا كان الله تعالى قد افترض دوراً للرجل وافترض دوراً للمرأة فهذا لا يعني الانتقاص لا من حقّ الرجل الإنسان ولا من حقّ المرأة الإنسان، الرجل يقترب من الله بمقدار ما يقوم بدوره، والمرأة تقترب من الله بمقدار ما يقوم بدوره، والمرأة تقترب من الله بمقدار ما تقوم بدورها، وقيام الرجل بدوره الإلهي في الحياة وقيام المرأة بدورها الإلهي في الحياة بمقدار ما يكون نابعاً من التقوى بمقدار ما يكون أقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
وعندما نأتي إلى قضية الجهاد والمقاومة، الله سبحانه وتعالى وزّع الأدوار، لقد أوجب الله تعالى الدفاع على الجميع. بعض الناس يتصورون أن المانع من مشاركة العنصر النسائي في عمليات المقاومة الإسلامية هو مانع شرعي، وهذا ليس صحيحاً، معركة الدفاع.

الدفاع بالدرجة الأولى – إذا احتاج الدفاع عن وطننا، عن أمتنا، عن أهلنا، عن شعبنا إلى الرجال والنساء والعجزة والكبار والمرضى و.. يجب على الجميع أن يشاركوا في الدفاع. المرأة يجب أن تحمل السلاح كما يحمل الرجل السلاح، ويجب أن تكون حاضرة في المعركة بما ينسجم مع قدراتها وإمكانياتها كما يجب على الرجل أن يكون حاضراً بما ينسجم مع قدراته وإمكانياته. هذا إذا احتاجت المعركة إلى كلّ هؤلاء، أمّا إذا لم تكن المعركة بحاجة إلى كلّ هؤلاء وإنّما يمكن الاكتفاء ببعضهم، فحينئذٍ لا يجب على البقيّة المشاركة وتحصل الكفاية بمن يقوم بهذه الوظيفة وهذه المهمّة.
إذاً المانع ليس مانعاً شرعياً، ويمكن أن يكون للمرأة دور في المقاومة في نظر الإسلام، لكن المانع حالياً هو مانع عملي إجرائي ميداني. وإذا كان المانع الإجرائي والعملي والميداني والصعوبات الميدانية والعمليات التي تواجهها بالقتال يحول دون مشاركة العنصر النسائي في القتال، فإنّ العنصر النسائي يستطيع أن يكون حاضراً في قضية المقاومة بقوة على المستوى الفكري والثقافي والإعلامي والسياسي ودعم المقاومة ونهج المقاومة، أقول أنّ الأم التي تحرّض ولدها على المشاركة في المقاومة هي أشدّ تأثيراً من مئة عالم ديني ومن مئة خطاب لأنّها أمه وتستطيع أن تؤثّر عليه، وكذلك الزوجة والأخت وسائر أفراد العنصر النسائي في المجتمع كلٌ بحسبه. الأم التي تلبس ولدها لامة الحرب وتدفعه للمقاومة والشهادة هي في قيادة المقاومة وطليعة المقاومة وإن لم تحمل بندقية.
هذا الدور غير الدور العسكري الميداني تستطيع المرأة أن تقوم به بالنحو الكامل على هذا الصعيد في مسألة المقاومة.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع