م. إيمان قصير القرصيفي (*)
تتميّز طبيعة لبنان بظهور أنواع عديدة من النباتات العطريّة والطبيّة في فصل الربيع، والتي يسعى الأفراد لاستخدامها في مجالات عدّة، لا سّيما في مجالَي الأدوية والصناعات الغذائيّة. وفي هذا المقال، نضع بين أيديكم طريقةً للاستفادة من هذه النباتات، وهي التقطير.
•هدف التقطير
يهدف التقطير إلى استخلاص عناصر النكهة، والطعم، والرائحة من بعض الأعشاب العطريّة أو الأزهار الطبيعيّة؛ إذ تُغلى الموادّ الأوّليّة من أزهار أو أعشاب في وعاء من الستانلس ستيل بقصد تجميع المكوّنات الأساسيّة واستخلاصها منها بشكل سائل.
•ما هي الكُركة؟
آلة التقطير المعروفة بالكُركة مؤلّفة من جزأين: الجزء السفليّ الذي يوضع فيه النبات المراد تقطيره، والجزء العلويّ الذي يثبّت فوق الجزء السفليّ، ثمّ تُغطّى الفراغات بعجينة مكوّنة من طحين وماء كي لا يتسرّب منها البخار.
يوجد في السوق أنواع عديدة من الكُركة من حيث نوع المعدن (نحاس، ستانلس ستيل، ألمنيوم...)، وتعدّ كركة الستانلس ستيل هي الأفضل.
•لحصادٍ سليم
1- لضمان استدامة القطاف في السنوات القادمة، تجنّب قلع النبتة نهائيّاً عندما يكون الجزء المطلوب منها في الجزء العلويّ، كالزهور والأوراق، وعدم القيام بحصاد النباتات أكثر من مرّة في السنة نفسها من المنطقة نفسها.
2- على العاملين مراعاة عدم وجود أمراض معدية أو جروح مفتوحة.
3- المحافظة على نظافة الثياب والمعدّات المستخدمة.
4- تجنّب القطاف من المناطق الملوّثة بالمبيدات والقريبة من المصانع والطرق المعبّدة والنفايات، مضافاً إلى الابتعاد عن حوافّ المجاري المائيّة؛ إذ قد تسبّب المخلّفات الحيوانيّة التلوّث الميكروبيّ.
5- تفادي خلط الأنواع بعضها مع بعض؛ لأنّ ذلك قد يؤثّر على جودة بعضها.
•الوقت الأنسب للحصاد
1- للتقطير، يفضّل القطاف في بداية موسم الإزهار للنباتات.
2- تجنّب القطاف في الطقس الحارّ والممطر، واختيار الجوّ الصحو وغير الغائم.
3- الفترة الصباحيّة الممتدّة من الرابعة إلى العاشرة هي أفضل فترة لقطاف الزهر، فتكون الأزهار نضرة، وبذلك يُستخرج منها أكبر كميّة من العطور.
4- التركيز على التربة الجافّة.
•طريقة تقطير الأعشاب
نضع في الجزء السفليّ من الكُركة النبتة المراد تقطيرها كاملة، مع الالتفات إلى غسل النباتات وتنقيتها من الأجزاء التالفة قبل وضعها. بعد ذلك، نغمرها بالمياه، ثمّ نثبّت الجزء العلويّ ونملؤه بالماء البارد، ومن بعدها نضع الكُركة على نار هادئة.
بعد نحو نصف ساعة، تبدأ عمليّة الغليان، فيرتفع البخار ويتكثّف نتيجة التقائه بالماء البارد، وعندما يتحوّل إلى سائل، يوضع في عبوات نظيفة ومعقّمة مسبّقاً، ثمّ تُقفل بإحكام. تستمرّ هذه العمليّة نحو ثلاثة أرباع الساعة، وبعدها يصبح السائل المتقطّر عديم الرائحة والنكهة، فعندها ننهي عمليّة التقطير أو نجدّد الموادّ الأوليّة.
•طريقة تقطير الأزهار
يختلف تقطير الأزهار عن النباتات بوضع هذه الأخيرة في الجزء العلويّ من الكُركة.
توصيات هامّة
- يجب أن تكون المياه المستعملة صالحة للشرب.
- عند وضع النباتات المراد تقطيرها، يجب رفعها قليلاً عن القعر والجوانب لكي لا تحترق.
- الهدف من العجينة هو ختم الجزأين بشكل محكم خوفاً من تسرّب الهواء.
- يجب أن تكون النار هادئة نتيجة الغليان السريع، ولكي تُستخرج الموادّ الأساسيّة بشكل كامل وصحيح.
- يعتبر الفلّين الغطاء الأمثل للعبوات من أجل المحافظة على المنتج.
معلومة
- من أبرز مقطّرات الأعشاب: مقطّر الصعتر، والنعناع، وإكليل الجبل.
- من أبرز مقطّرات الأزهار: مقطّر الورد والزهر.
•للمهتمّين بالتقطير
يقوم فريق عمل مؤسّسة جهاد البناء بالاستفادة من عدد من الأساتذة الجامعيّين من أجل تطوير شكل الكُركة الموجودة حاليّاً بهدف زيادة جودة المقطّرات، على أمل أن تصبح في متناول الجميع قبل منتصف هذا العام.
(*) مهندسة زراعيّة - التدريب المهنيّ في جهاد البناء.