مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

معكم: عصر تسريع العلوم‏

رئيس التحرير

نقرأ في بعض الكتب العلمية الخيالية أن الإنسان في العصور المتطورة القادمة لن يدخل إلى المعاهد العلمية ولن يعبر المراحل الدراسية، بل سيخترع آلة توصل إلى دماغه العلوم من خلال أسلاك خاصة، وهي بدورها تحتوي على فروع العلوم المختلفة. وما عليه إلا أن يضغط على الزر المشير إلى أي فرع حتى تنتقل معلومات ومعادلات وقوانين العلم إلى دماغه فيصبح عالماً متخصصاً. فإذا أراد أن يتعرف على اللغة الأجنبية الخامسة فإنه يمكنه ذلك في غضون لحظات وجيزة وبعدها يقوم من مقامه فيتكلم مثل أهلها الأصليين!

لقد رسمت أدمغة ومخيلات كتّاب الخيال العلمي هذه الصورة لأنهم شاهدوا عن قرب كيف تطورت العلوم، وبالأخص وسائل التعليم بحيث أصبح الطالب الابتدائي في عصر اليوم يحمل من المعلومات ما كان إنسان العصور الماضية يحتاج فيه إلى سنوات وسنوات. وقد أصبحت النظريات الفيزيائية والطبيعية التي كانت تدرس قبل خمسين سنة في الجامعات والمعاهد العليا مسائل علمية في المراحل المتوسطة. كل ذلك بفضل تطور أساليب التعليم والإيضاح على يد رجال متخصصين نذروا أنفسهم لهذه القضية وحققوا خطوات رائدة فيها.
ولكن أين هو موقع التحديث والتطوير في المناهج المرتبطة بالعلوم الإسلامية؟ وهل هناك عمل جدي يجري لأجل وضع كافة المعارف الإسلامية في خدمة الناس، وبالأخص الأطفال منهم؟ وهل يتناسب ما نقدمه للطفل على صعيد العلوم الإسلامية مع ما يتلقاه من علوم طبيعية واعتبارية؟

لقد أبدى القائد وولي أمر المسلمين انزعاجه وتألمه من هذا الوضع ودعا في خطابه الأخير كافة الكتّاب والمؤلفين الإسلاميين إلى العمل بجدية لأجل ترويج ونشر الثقافة الإسلامية على نطاق واسع وبين كافة فئات الشعب. والاهتمام بالتشجيع على المطالعة والقراءة، وذلك ن خلال تقديم المادة الجذابة والمتناسبة مع حاجات ومشكلات اليوم، واعتماد الأساليب البيانية الحديثة، والتعبير عن الأفكار والمبادئ الأصيلة للإسلام بالطرق الفنية والجمالية المتميزة. لأن إنسان اليوم بدأ يشاهد بوضوح الفرق الشاسع بين أساليبنا وأساليب الغرب الذي قطع أشواطاً كبيرة على مستوى البيان والعرض. وفي الوقت الذي يقوم فيه بترويج أفكاره الهدّامة الداعية إلى التحلل من كل القيم الإنسانية والإلهية من خلال آلاف الوسائل الجذابة ثقافياً وإعلامياً وفنياً، نستغرق نحن في اللغة القديمة الجافة التي لم تكتب إلا لإنسان العصور الماضية، وقد ضيعنا أعظم نص في الوجود، الذي جاء ببلاغته معجزة ستبقى خالدة تبهر عقول الطالبين.
فالدعوة إذاً، لكل العاملين والمهتمين في نشر وترويج الثقافة الإسلامية الأصيلة، من أجل العمل بجد وتخصص في سبيل عرض هذه الشريعة الخالدة على العالمين.

لقد فات كتّاب الخيال العلمي شيئاً آخر، وهو أن العلم في حقيقته ليس أمراً مادياً ليُنقل من خلال الأسلاك، بل هو نور مجرد، ولا يوجد أسرع سيراً من هذا النور.
والحمد لله‏

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع