صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

العلم في مدرسة الأئمة عليهم السلام

الإمام الصادق عليه السلام والمفضل: الدماغ وأغشيته والجمجمة وفائدتها

لو رأيت الدماغ إذا كشف عنه لرأيته قد لُف بحجب بعضها فوق بعض لتصونه من الأعراض، وتمسكه فلا يضطرب، ولرأيت عليه الجمجمة بمنزلة البيضة، كيما تقيه هدّ الصدمة والصكّة التي ربما وقعت في الرأس. ثمّ قد جللت الجمجمة بالشعر، حتى صارت بمنزلة الفرو للرأس يستره من شدة الحر والبرد. فمن حصن الدماغ هذا التحصين، إلا الذي خلقه وجعله ينبوغ الحس، والمستحق للحيطة والصيانة، بعلو منزلته من البدن، وارتفاع درجته، وخطير مرتبته.

* الجفن وأشفاره
تأمّل يا مفضّل: الجفن على العين كيف كالغشاء والأشفار1 كالأشراح2. وأولجها3 في هذا الغار، وأظلها بالحجاب، وما عليه من الشعر.

* الفؤاد ومدرعته
يا مفضّل من غيب الفؤاد في جوف الصدر، وكساه المدرعة4، وحصنة بالجوانح وما عليها من اللحم والعصب، لئلاّ يصل إليه ما ينكؤن5.

* الحلق والمري
من جعل في الحق منفذين أحدهما لمخرج الصوت وهو الحلقوم المتصل بالرئة، والآخر منفذاً للغذاء، وهو المريء6 المتصل بالمعدة الموصل الغذاء إليها، وجعل على الحلقوم طبقاً يمنع الطعام أن يصل إلى الرئة فيقتل.

* الرئة وعملها
من جعل الرئة مروحة الفؤاد لا تفتر ولا تختل لكي لا تتحير7 الحرارة في الفؤاد، فتؤدي إلى التلف، من جعل لمنافذ البول والغائط أشراجاً8 تضبطهما، لئلا يجريا جرياناً دائماً، فيفسد على الإنسان عيشه فكم عسى أن يحصي المحصي من هذا، بل الذي لا يحصى منه ولا يعلمه الناس أكثر.

* المعدة عصبانية والكبد
من جعل المعدة عصبانية شديدة وقدرها لهضم الطعام الغليظ؟ ومن جعل الكبد رقيقة ناعمة لقبول الصفو9 اللطيف من الغذاء، ولتهضم وتعمل ما هو ألطف من عمل المعدة إلا الله القادر؟ أترى الإهمال يأتي بشيء من ذلك؟ كلا! بل هو تدبير مدبر حكيم قادر، عليم بالأشياء قبل خلقه إياها، لا يعجزه شيء وهو اللطيف الخبير.

* المخ والدم والأظفار والأذن...
فكّر يا مفضّل لِمَ صار المخ الرقيق محصناً في أنابيب العظام؟ وهل ذلك إلا ليحفظه ويصونه؟. لم صار الدم السائل محصوراً في العروق بمنزلة الماء في الظروف10 إلاّ لتضبطه فلا يفيض؟. لم صارت الأظفار على أطراف الأصابع إلا وقاية لها ومعونة على العمل؟ لم صار داخل الأذن ملتوياً كهيأة اللولب11، إلا ليطرد فيه الصوت، حتى ينتهي إلى السمع، وليكسر حمة الريح، فلا ينكأ في السمع؟


1- الأشفار: جمع شفر وهو أصل منبت الشعر في الجفن.
2- الأشراح: العرى.
3- أولجها: أدخلها.
4- كان المراد بالمدرعة هنا ثوب الحديد فالمدرعة في الأصل جبة مشقوقة المقدم أو كما عند اليهود ثوب من كتان كان يلبسه عظيم أحبارهم ولكن الذي يريده الإمام من حد قولهم درع، إذا لبس درع الحديد.
5- نكأه: جرحه وآذاه.
6- المري: هو العرق الذي يمتلىء ويدر باللبن جمعه مرايا، وقد أبان الإمام وظيفة المريء وعمله بتعبير لطيف.
7- تحيرت الحرارة: ترددت كأنها لا تدري كيف تجري فتجمعت.
8-الأشراج: جمع شرج وهو في الأصل الشقاق في القوس.
9- الصفو من كل شيء: خالصه وخياره.
10- الظروف: جمع ظرف وهو كل ما يستقر فيه غيره ويغلب استعماله للقربة والسقاء.
11- اللولب: آلة من خشب أو حديد ذات محور ذي دوائر ناتئة وهو الذكر أو داخله وهو الأنثى جمعه لوالب.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع