د. علي ضاهر جعفر
* من فقه اللّغة
من أسماء الأرض: الأرض الّتي لا نبات فيها صحراء، والأرض الّتي لا تبيد مَن يحلُّها هي البيداء، والأرض الّتي لا نجاة لسالكها هي المفازة، والأرض الّتي لا ساكن فيها هي القفار، والأرض المستوية الواسعة هي الفيافي، والأرض الميتة المأكولُ نباتُها هي الجُرُز، والأرض النّازلة في مستواها هي الغائط.
* أغلاط شائعة
يقول بعض النّاس: ينبغي عليك أن تحضر، وينبغي عليك أن تفعل. وهذا التّعبير يخالف الصواب لغة، فالصّحيح أن يُقال: ينبغي لك أن تحضر، وينبغي لك أن تفعل؛ أي أنّه لا يستخدم الفعل مقترناً بحرف الجرّ (على) بل يأتي متبوعاً بحرف (اللّام). وقد وردت هذه الصّيغة في القرآن الكريم؛ يقول سبحانه: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾ (يس: 40)، ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ﴾ (يس: 69)، ﴿وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي﴾ (ص: 35).
* من أعلام الأدب
ميخائيل نعيمة: أديبٌ لبنانيٌّ ساهم مع جبران خليل جبران وآخرين بتأسيس الرّابطة القلميّة في المهجر، يُلقَّب بناسك الشّخروب، جُلُّ آثاره هي المقالات والقصّة والسّيرة الذّاتيّة. اشتهر بالنّقد الأدبيّ والاجتماعيّ، وكان ذا ثقافة واسعة فترك آثاراً بالعربيّة والإنكليزيّة والرّوسيّة، يتّسم أدبه بصبغة فلسفيّة. من نتاجاته: أبو بطّة، كان ما كان، البيادر، الغربال، كرم على درب، سبعون.
* حكمة شعريّة
تزوَّدْ إلى يومِ المَماتِ فإنَّه
ولو كرهَتْهُ النَّفسُ آخِرُ مَوعِدِ
زهير بن أبي سلمى
* رموز
البجعة السوداء: يشار بهذا الرّمز إلى الأحكام المغلوطة التي قد تستمرّ أوقاتاً طويلة، بينما يحتاج إبطالها إلى مثال واحد.
تعود قصّة هذا الرّمز إلى الاعتقاد الّذي كان سائداً وقتاً طويلاً في أستراليا الغربيّة لدى السّكّان الأصليّين بأنَّ البجع لا يكون إلّا أبيض اللّون، لكنَّ رؤية النّاس لبجعة سوداء واحدة يومها بعد مئات السّنين على الفكرة الّتي آمنوا بها أدّى إلى تخلّيهم عن اعتقادهم السّابق. ويُستفاد من هذا الرّمز في ميدان العلوم التّجريبيّة وأحكامها، ويشير بعضهم به إلى الأحكام العقليّة الّتي بالرّغم من موثوقيّتها لكنّها تبقى عرضة للاهتزاز نتيجة صدور ما يخالفها.
* من الوصف
من وصف الحبر ما قاله فيه أمين نخلة: «الحِبْرُ، ويحَكَ، نورٌ أسودُ وكنزٌ سائل وهو عطر الدّفاتر وشبع الفراغ وريُّ البياض وغيث الورق. بل هو نقشُ الهوى ولونُ العقولِ في القرطاس، فما لكَ تخشى على أطراف أصابعك أن تشاب بسواده؟!
وليس شيء هو ألذّ في الشَّمِّ، ولا أضوَع، ولا أقرب إلى مرتبة التّشهّي من حبر جديد، في كتاب جديد، تمرُّ يدك عليه، فكأنّك تمسُّ حركات الخواطر بأطراف أناملك...
وخير المداد: الأسود -فهو خبز الجميع- أمّا ما كان منه أحمر باحراً، أو أصفر وارساً، أو أخضرَ حانثاً، فبحسبك من الكلفة فيه، معرفة هذه النّعوت الّتي له».