* يوم القيامة أفضل
جيء بأعرابي إلى أحد الولاة لمحاكمته على تهمة. فلما دخل على الوالي في مجلسه أخرج كتاباً ضمّنه قصته وقدمه للوالي وهو يقول: هاؤم اقرؤوا كتابيه.
فقال له الوالي إنما يقال هذا في يوم القيامة.
فقال: هذا والله، شرٌ من يوم القيامة. ففي يوم القيامة، يؤتى بحسناتي وسيئاتي. أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي.
* هذا مستحيل!
سعى الأساقفة إلى تنصير المنذر الثالث ملك الحيرة..
وبينما كان المنذر ينص إلى حديثهم، إذ دخل عليه أحد قوّاده، وأسر إليه بضع كلمات.. فبدت على أسارير الملك إمارات الحزن.. فسأله أحد القساوسة عما أشجاه. فقال له: إن رئيس الملائكة قد مات. فرد القسيس: يستحيل ذلك!
فقال المنذر: أو حقٌ ما تقول... وتريد أن تقنعني بأن الله ذاته صلب ومات؟!
* بهلول وهارون
روى أن الرشيد بنى قصراً وقال لبهلول: اكتب شيئاً على هذا القصر، فأخذ بهلول قطعة من الفحم وكتب: رفعت الطين ووضعت الدين، ورفعت الجص ووضعت النص. فإن كان من مالك فقد أسرفت والله لا يحب المسرفين، وإن كان من مال غيرك فقد ظلمت والله لا يحب الظالمين!
* حلم أبي ذر
شتم رجل أبا ذر الغفاري رضوان الله عليه، فقال له أبو ذر: يا هذا إن بيني وبين الجنة عقبة، فإن أنا جزتها فوالله ما أبالي بقولك، وإن هو صدّني عنها فإني أهل لأكثر مما قلت لي.
* ما شبعت
اشترى أحدهم يوماً سمكاً وقال لأهله: أصلحوه ونام، فأكل عياله السمك ولطخوا يده فلما انتبه قال: قدموا إليّ السمك. قالوا: قد أكلت. قال: لا. قالوا: شم يدك، ففعل. فقال: صدقتم، ولكن ما شبعت!
* الأعرابي الفصيح
حكى الأصمعي قال: كنت أقرأ "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله غفورٌ رحيم"، وبجنبي أعرابي، فقال: كلام من هذا؟ فقلت كلام الله، قال: أعد، فأعدت، فقال: ليس هذا كلام الله، فانتبهت فقرأت "والله عزيز حكيم" فقال: أصبت هذا كلام الله، فقلت: أتقرأ القرآن؟ قال: لا، فقلت: فمن أين علمت؟ فقال: يا هذا عزّ فحكمَ فقطع، فلو غفرَ ورحم لما قطع!
* درر الحكم
من كلام لأمير المؤمنين علي عليه السلام: "اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، وأحب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، لا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك، وارضَ من الناس ما ترضى لهم منك".
* الطاعون أفضل
خطب المنصور يوماً في جماعة من الأعراب بالشام، فقال: "أيها الناس... ينبغي أن تحمدوا الله على ما وهبكم فيّ، فإني منذ وليتكم، أبعد الله عنكم الطاعون الذي كان يفتك بكم".
فقال له أحد المستمعين: "إن الله أكرم من أن يجمع علينا في وقت واحد الطاعون والمنصور".
* طريق الله
"دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجل اسمه مجاشع فقال: يا رسول الله كيف الطريق إلى معرفة الحق؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: معرفة النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى موافقة الحق؟ قال: مخالفة النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى رضا الحق؟ قال: سخط النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى وصل الحق؟ قال: هجر النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى طاعة الحق؟ قال: عصيان النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذكر الحق؟ قال: نسيان النفس فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى قرب الحق؟ قال: التباعد من النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى أنس الحق؟ قال: الوحشة من النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذلك قال: الاستعانة بالحق على النفس".
* موسى!!
دخل أعرابي يصلي في المسجد، وكان اسمه موسى، فقرأ الإمام: "يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين" فترك الصلاة وولى هارباً. فجلس على باب المسجد وبيده عصاه، فقرأ الإمام: "وما تلك بيمينك يا موسى"؟ فقال: هي عصاي يا فقيه، إن خرجت إلى عندي عملت لك قبراً على باب المسجد.