* من الحر البيروتي إلى الحر العاملي
عماد عواضة
كنتُ يافعاً... غصناً طرياً... وكان الورد يتفتح قليلاً في حديقتنا.. وكان قلبي.. يتعشق كل الرحيق القادم.. على ضفف الحديقة... وكان بيتنا... جميلاً... بجوار شيخ الشهداء راغب، الذي كنت أراه دائماً وهو يمر... بجوار البيت، يرسل إليّ بسمة فأهاجر في جبهت ه.. وارحل إلى كل المدائن لعاشقة.. إلى محرابه، وصوته وصلاته، وصلاته صلاة... أجمل صلاة... وهو يترنم بصوته القرآني... وصرخته التي كانت تخرج من القلب... لتحط رحالها في قلوب الوالهين.
وكنت دائماً أسمع أمي.. ترفع يديها إلى السماء ليحفظ الشيخ، وليبقي الشيخ وليعود الشيخ من أسره وعاد... وكانت الشهادة... وكنت... أفكر دائماً... متى أصل...
يا أخي... وفي يوم من الأيام.. سمعت الصدى.. ورجعه.. مقاومة، سمعت انفجارك... وكان اسمك يدخل إلى كل بيت... وكنتَ... فاتحة الجرائد اليومية والأخبار المفصلة والموجزة، رأيتك تختصر كل حياتي وتناديني... قم أنا راحل، وكأن يديك امتدتا إليّ... وأمسكتني فرأيت فيها وجه العباس وكفاه... ومشيت إليك يا أخي... أفتش عن عينيك... فوجدتها في عيني... أفتش عن وجنتيك... فكنت وردة وجنتي...
رحت أخف الخطى... أنادي هناك... أنا الحر... القادم... من دم الحرّ... أنا رجع الصدى... أنا الذي رأى... وجه الحر العاملي فأرتقى... شهيداً... أنا... أنا...
أنا الذي أعشوشب وجه القرى... على كفيه.. أنا الورد... الطالع... من خنادق الثوار.. أنا النوار.. النوار..
يا أيها الحر العاملي... أنا مشيت إليك... ورفعتك... فوق برج قلبي... سراجاً... وزرعتك... شجرة في دار الغرباء... القادمين من كربلاء... يا أيها الحب المقدس... المشظى... على مذبح الشهادة هذا أوان... الهجرة إليك... وقد وصلت...
كنت يافعاً... غصناً... برعماً... تفتَّح وأينع... من صدى انفجارك.
يا لصدى الانفجار... أيها الحر... سلام عليك في ذكراك... هذا ما صاغه قلبي... وأنا هناك...
* أئمتي اثنا عشر
السيد ساجد
أعني الميامين الغرر
أولهم حيدرةٌ
ذاك الذي يحكي القمر
والحس الثاني الذي
في صُلحه الدينُ انتصر
ثالثهم في كربلاء
على الشقا سيفاً شهر
رابعهم زين العباد
نلأره فينا زَهَر
خامسهم محمدٌ
من للعلوم قد بَقر
سادسهم صادقهم
في فضله شاع الخبر
سابعهم موسى الذي
بالكظم للغيظ اشتهر
ثامنهم نال الرضا
علي الليثُ الأغر
تاسعهم من جوده
يحكي بجدواه المطر
عاشرهم هادي الورى
الحسن الحادي عشر
خاتمهم مهديّهم
أعني الإمام المنتظر