صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

الصحة والحياة: المجتمع الصحي والتطور


د. نجوى قاروط


يعاني مجتمعنا اليوم من نقص في المعلومات الصحية. وقد أثبت العلم أن رفع مستوى المعلومات الصحية عند الشعوب يؤدي إلى الوصول إلى مجتمع صحي سليم وإلى ترقي المجتمع إلى مستويات أفضل لأنه كما هو معروف العقل السليم في الجسم السليم.
لذلك وبعد دراسات مطوَّلة تبين أن أكثر الأمراض التي يعاني منها البشر هي أمراض من صنع أيديهم حتى الوراثي منها، فالزواج بين الأقارب مثلاً يؤدي إلى انتشار المرض وظهوره أكثر فأكثر، وتلوث الهواء يؤدي إلى أمراض تنفسية. وتلوث الماء يؤدي إلى التسمم والجراثيم وإلى تلوث التربة، وهكذا يدق الإنسان مسامير تابوته بيديه يوماً بعد يوم إمَّا جهلاً وإما خطأ.

ويكفي أن نعلم أن التطور الحاصل في الحياة وسبل العيش والرفاهية التي لم تكن متوفرة في الماضي هي أحد الأسباب المؤدية إلى المرض. فعلى سبيل المثال اختراع السيارة والهاتف والمصعد والغسالة والجلابة والتلفاز كان لراحة الإنسان وللتخفيف من تعبه ولكن من ناحية أخرى جعلت الإنسان قليل الحركة يجلس أمام التلفاز ساعات طويلة يتناول الطعام الجاهز وهو مشدود إلى التلفاز، كل هذه التصرفات تؤدي إلى أمراض القلب، البدانة، الأعصاب وغيرها.

بناءً على ما تقدم، يكفي أن نستعمل السيارة للمسافات الطويلة فقط، ونصعد الدرج بدل استعمال المصعد، هذا طبعاً للذين لا يعانون من مرض معين، ونقلل من الجلوس والأكل أمام التلفاز ونستبدل التلفاز بالعودة إلى الزيارات المنزلية للأهل والأقرباء والأصحاب سيراً على الأقدام ففيها صلة للرحم وحفاظ على سلامة الجسم.

أما العدادات المكتسبة الأخرى التي تعتبر من نتائج تطور العيش هي عادات الطعام والنظام الغذائي للأطفال والأمهات والكبار، إن التطور الحاصل في تربية الدواجن وزراعة الخضار وتلوث المياه يجعل من طعامنا خطراً يهدد سلامتنا، ناهيك عمَّا تلهي به أنفسنا وأطفالنا من مشروبات غازية مضرَّة للمعدة والهضم والتي يعتقد الناس أنها تساعد على الهضم بل هي بالعكس تسبب سوء الهضم، وتناول المأكولات الجاهزة ورقائق البطاطا المعلبة والمأكولات التي ليس لها أي قيمة غذائية، بل تحتوي على مواد مسرطنة، ونقدم الأم ونحن على أبواب المدارس السم بأيديها إلى أطفالها، فبدل أن تجلس العائلة كل يوم صباحاً لتناول الفطور المتنوع من الأجبان والألبان تبقى الأم تفضّل إعطاء ولدها المال ليشتري ما يحلو له من دكان المدرسة من مثلث عصير إلى تشييس أو علكة أو غيرها من المأكولات المضرّة.
لقد كانت أمهاتنا في السابق تقدم لأطفالها الجوز واللوز والزبيب في جيوبهم وبعد أن يكون الطفل قد تناول مع العائلة طعام الفطور وكلٌّ يذهب إلى عمله أو إلى مدرسته بدل الماء فقط من زماننا هذا.

يجب أن نفكّر قليلاً ولا نقصد العودة إلى الحياة القديمة والوسائل القديمة بل تأخذ من القديم ما يساعدنا وما هو صحيح ونصحح سلوكنا لنصل إلى مجتمع صحي.
السليم هو: المطالعة بدل الجلوس أمام التلفاز ساعات طويلة وخاصة لمعرفة ما يهدد سلامة أجسامنا ومجتمعنا.

ـ المشي يومياً نصف ساعة، وللموظفين وراء المكاتب عدم الجلوس أكثر من ساعة وراء المكتب وتغيير وضعية الجلوس قدر الإمكان.
ـ النظر إلى الطعام ومكوناته والسعي إلى تناول الطعام المشوي والمسلوق البعيد عن الزيوت والسكريات.
ـ عدم التدخين أو تخفيفه، والتخفيف من تناول القهوة والشاي.
ـ الابتعاد عن الأطعمة المصنّعة وتناول ما هو طازج ومعروف.
ـ الابتعاد عن شرب المشروبات الغازية والاستعاضة بشراب قمر الدين، تمر هندي الورد. توت...
ـ وللذين يشعرون بأنهم بحاجة إلى السكر فعليهم يتناول الفاكهة المجففة من تين زيبي، مشمس، خوخ، تمر... فهذا أفضل للأمعاء والمعدة.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع