* البشرى "لقاء المعشوق"
نبيل علي سرور
ما للأكوان.. في ذا اليوم يوم الشهيد
ـ على غير عادتها؟؟!
ـ تحملُ بُشرى لا تملك أن
تُخفيها!..
ـ يكادُ صدى الهمس.. أن
يخترق جدران..
.. السموات السبع
وملائك تهمسُ لملائك..
تتناقلُ خبر لقاء العاشق
بالمعشوق
.. ها قد أقبل.. "أميرُ الكرب"
يُشهرُ سيفاً للمهدي
يُعلي لواء أبيه "علي"
رُشوا الجنة بالأطياب
أفيضوا اللبن بالأكواب
أحيطوا القادم بالترحاب
فشهيدُ اللّه.. أميرُ الجنة..
قد حلَّ اليومَ
ضيفاً أبدياً..
يرتعُ في روض الأمراء وليّاً..
فهنيئاً للعاشق بلقاء المعشوق...
.. وتعلو في الجنة أهازيج..
فرحاً للأمير الملتحق اليوم..
.. بركب الأمراء..!!
ـ (مقطع من خاطرة في يوم الشهيد).
* مواجهة ميدون- الجبور
أمل خير حمية
"يا زهراء" تشحذ هممكم فتلهمون.. وتتأججون ناراً وزناداً يحرق كتب التلمود.
أي نشوة غمرت نسيمات الليل فتململت حبيبات التراب تحت أقدامكم مترنحة، وتهادت الأرض من تحتكم غنجاً.
تأففت أوراق الغار في أفنانها، لو أن يداً امتدت لتجدل بأكاليل لهاماتكم أكاليلاً وقلائد.
حتى النجوم في أفلاكها تهادت إلى ما دونكم وطأطأت متمتمة.
بألف صلاة تبارك نصركم. وحدها قطرات الندى تبركت بلثم أطراف أثوابكم ولفح وجوهكم المعفرة بغبار العلا..
قافلة الموت تنطلق من فلسطين بنخبة الفرق، ساهمة في غطرسة، ضائعة في مهزلة... تتعثر بأبناء الكرار، عيونهم ساهرة على حدود العزّ.
أكفهم قابضة على قرار البقاء، أرجلهم أوتاد غرست في قلب الأرض تمجدهم.
وتنتهي الحكاية بين الجبور وميدون فيرتشف المعتدي كأس عذابه حتى الثمالة..
بورك الرجالُ الرجالُ الذين تكسر انسياب أشعة القمر، خجلاً من سمرة زنودهم، فهم المعقل الأخير،
ينعقد فيه ثأر كل مظلوم من سحيق الحقب، يقاتلون بني صهيون ويعذبهم اللّه بأيديهم.
ألا إنهم طلائع الزحف المنادي بـ "اللّه أكبر".
* تأملات عاشق عند عتبات الرحمن
عماد عواضة
وقفت... هناك... يحملني الشوق إلى اللقاء.. ورحت أفتش عن قوافل المهاجرين... إلى حيث يُحط الرحال...
هنا... فوق هذي الرّمال المضمخة بعطر النبوة.. والعابقة بصوت جبرائيل/ع).. وهو يتلو أول الكلام.. القادم.. الهابط إلى هذه الأرض... العطشى... الظمأى إلى صوت الرحمن...
وأنا... أحمل أحلامي وأوراقي وإحرامي لأدخل العتبات... وأنشد الصلاة بقرب الكعبة.. وأسري.. في كل الزوايا... لأرى وجوه الأنبياء... ولأرى عيون الضعفاء... وهي تمتد... لتسترجع مكة.. والكعبة...
وليدوي الصوت... عبر الزمان... (اللّه أكبر)...
ما أجملها من صرخة.. وكلمة.. من فم بلال الحبشي.. حيث كان الصدى.. في قلوب كل المستضعفين والمعذبين الذين يرزحون تحت سياط الجلادين...
وقفت... وإذا بسُمية وياسر... ومعهما عمار... يتقدمون كل هذي الجموع... بدمائهم... وصبرهم... كانت ذي الوجوه... وكان هذا المد الإلهي المبارك... إن صبر سمية ودمها.. كان أول الفتح.. بل كان بشارة قلب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم... بانتصار العودة إلى مكة... والطواف... والسعي... يتذكر ما كانت عليه مكة... والكعبة. وقفت أتأمل... وعيناي غارقتان في إلى حناياها... وإلى مواطن عشقها... وإلى قلبها الوضاء... الكعبة.
ما أجمل الحج.. ما أجمل الجمع.. عندما يعلن البراءة... والوحدانية... والعبودية لله وحده وحده.. ما أجمل الحج.. وأنت تهجر كل ذاتك.. وأهوائك وملذاتك.. وترحل خالصاً لله.. عاشقاً لهداه.. مستنيراً بضياه.. هناك الصلاة.. هناك.. حيث نضع وجوهنا عند وجوه الأنبياء.. وفي محل سجودهم.. والطواف.. حيث نضع أقدامنا مكان أقدامهم.. نرسم.. ونقوم بالفعل النبوي الأول.. ونهرول.. بين الصفا والمروة.. حيث السعي.. والبحث حتى الوصول..