مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

بيئة: الأضرار البيئية لعدوان تموز 2006

إعداد: مؤسسة جهاد البناء

 


كانت البيئة الطبيعية الضحية الأولى لعدوان تموز الإسرائيلي على لبنان. فبعد سكوت المدافع وتوقف آلة الحرب وإسدال الستار على فصل من مسلسل الهمجية الصهيونية، بدأت الملامح تتكشف عن المجزرة البيئية التي ارتكبت بحق لبنان. فقد كان العدوان سبباً مهماً في تدمير البيئة الطبيعية من خلال الاستهداف المباشر لكل المقومات البيئية. فالاعتداء لم يقف عند بيوت دمرت ولا مزارع أحرقت ولا مدنيين استشهدوا، بل تعدى ذلك إلى تلوث بيئي سيعاني منه لبنان لمدة سنوات قادمة.

* التلوث المائي:
تجلى أول فصل من فصول الغدر الصهيوني في اليوم الثاني من العدوان، حينما صبّ الطيران الإسرائيلي غضبه على خزانات الوقود التي تزود معمل الجيّة الحراري بالطاقة، مؤدية بذلك إلى تلويث 27 موقعاً على الأقل من الساحل اللبناني شمال الجية بما يعادل 15 ألف طن من زيت الوقود مغطياً ثلثي الشاطئ اللبناني، ومكوّناً بقعة نفطية بلغت كثافتها 40 سم. وأتت الرياح لتمتد بها شمالاً بطول 150 كلم لتبلغ الشاطئ السوري. وامتدت في عمق البحر لتصل إلى 30 كلم. أما نسبة الزيوت المتسربة فقد تبخر منها 20%، وتسرب للشواطئ حوالي 80%، وما يقرب من 40 طناً ما زالت تتحرك في عرض البحر. ونتيجة اللزوجة العالية لزيت الوقود المستخدم في الجية، ترسب في قاع البحر قدر ضخم من النفط المنسكب في الجوار المباشر لمحطة الطاقة. وكان من شأن ذلك خنق الكتلة الاحيائية التي تعيش في رسابة القاع. أما الخطر الثاني لتلوث المياه فتجلى بتعرض شبكات المياه والصرف الصحي لأضرار واسعة النطاق مما سبب حالات تدفق المياه المبتذلة والنفايات الصناعية السائلة إلى الأنهار والجداول والأودية والآبار وقنوات المياه الجوفية مما قد يؤدي إلى استمرارية خطر التلوث البيولوجي البكتيري لفترة تدوم عشرات السنين في حال تعرضت المياه الجوفية لأي نوع من أنواع الملوثات. ووفقاً للوصف الذي ورد في تقرير برنامج الأمم المتحدة البيئي فالمياه الواردة عبر الشبكات العامة في الضاحية الجنوبية لا سيما منطقة حارة حريك التي كانت أكثر عرضة للقصف من غيرها فإنها "خطرة حتى في الاستخدام المنزلي" لذلك ينصح بغليها قبل الاستخدام.

* تلوث الهواء:
تلوث الهواء هو وجود أي مواد صلبة أو سائلة أو غازية فيه بكميات تؤدي إلى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية بالإنسان والحيوان والنباتات، أو تؤثر في طبيعة الأشياء. هذا النوع من التلوث يؤدي إلى موت حوالي 000.50 شخص سنوياً أي ما يعادل حوالي 2% من النسبة الإجمالية للمسببات الأخرى للموت. فتلوث الهواء يجعل دم الإنسان أكثر لزوجة مما يزيد من ثقل وزنه على القلب أثناء ضخه إلى أنحاء الجسم الأخرى وهو الأمر الذي يضاعف من خطر الإصابة بجلطة وتعرض الشرايين لأضرار لا تُحمد عقباها.

الملوثات الهوائية التي نتجت عن عدوان تموز 2006 هي على الشكل التالي:
الجزيئيات الهوائية التي نتجت عن تدمير الأبنية والبنى التحتية انتشرت في الهواء. ومن خلال المراقبة التي قام بها فريق الأمم المتحدة البيئي للعديد من المواقع، تم تسجيل ارتفاع في كميات الغبار المنبعثة والتي تؤثر سلباً على صحة المارين والعاملين في هذه المواقع.  التلوث الناتج عن انتشار مادة الاسبست بسبب الدمار الحاصل لبعض الأبنية المحتوية على هذه المادة. الأسبستوس هو مجموعة من المعادن الطبيعية لها القدرة على مقاومة الحرارة والتحلل الكيميائي، وتختلف عن باقي المعادن من خلال تركيبها البلوري الذي يكون على شكل ألياف رفيعة وطويلة. وبسبب مقدرته على تحمل الحرارة الشديدة فإنه يستخدم بكثرة في أعمال البناء كعازل ضد الحرارة. والخطر يكمن في أن التعرض لألياف الأسبست قد يسبب أمراض الرئة (أسبستوزيس)، سرطان الرئات ومرض نادر يصيب غشاء الرئات والمعدة معروف باسم (المزوتليوما). الحرائق التي شبَّت في منشآت متعددة مثل المعمل الحراري ومصفاة التكرير في الزهراني ومخازن للوقود في مناطق مختلفة، فضلاً عن مصنع المواد البلاستيكية في صور، وأقسام من شبكة الإمداد بالطاقة ومياه الشفة ومياه المجارير ومصنع لمعالجة المواد الغذائية في بعلبك، ما أدى إلى انبعاث مركب كلوريد الفينيل المستقل الجزيئات المعالج بالكلور والمسبب لأمراض السرطان، إضافة إلى الملوثات العضوية الدائمة المعروفة بمركبات البيفينيل المتعددة التكلور، وغاز الكلور المفاعل والحاد البالغ السمّية، إضافة إلى كميات كبيرة من المواد الكيميائية التي تؤدي إلى انبعاث مجموعة كبيرة ومتنوعة من الغازات السامة كأول أكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين وكلوريد الهيدروجين وأكسيد الكبريت والنتروجين وغيرها من الأبخرة المنبعثة من المنتجات الكيميائية المضرة بصحتنا والمضرة بالبيئة. تجمّع النفايات الصلبة في الشوارع أدى إلى انتشار الروائح الكريهة وإلى زيادة في معدل الحشرات والقوارض. كذلك عملية تحلل هذه المواد نتج عنها غاز الميثان ومواد عضوية متطايرة. قصف المحولات الكهربائية في 12 آب، أدى إلى انبعاث ثنائي الفينيل المكلور المتعدد في الهواء. فلبنان ما زال يستخدم محولات تتضمن أجزاء صنعت من هذه المادة بالرغم من وجود حظر دولي على استخدامها. الخطر يكمن في كون ثنائي الفنيل المكلور المتعدد هو عبارة عن مادة كيماوية متراكمة حيوياً وثابتة، لذا عندما يتنشقها الإنسان تبقى في جسمه وتسبب السرطان.

هذه الملوثات المختلفة تسببت بأضرار على البيئة الطبيعية والصحة العامة مثل:
* زيادة حالات الأمراض التنفسية والحساسية والربو
* زيادة في معدل الامراض السرطانية على المدى البعيد
* زيادة في معدل إنبعاث الغازات الدفئية مما يؤدي إلى تغير المناخ.
* إنتاج المطر الحمضي.
* خسارة الغطاء الحرجي:
إن قصف الأحراج وإحراقها أدى إلى خسارة 1338 هكتاراً من الغطاء الحرجي، ما يساهم في تفاقم مشكلة تلوث الهواء. كما ويمكنه أن يتسبب بزيادة في نسبة الأراضي القابلة للتصحر وبالتالي تغير المناخ بشكل عام.

* تلوث التربة:
وُجدت درجات متنوعة من التلوث بالمواد الهيدروكربونية في محطة توليد الكهرباء في الجية، ومستودعات تخزين الوقود في مطار بيروت. وأظهرت مواقع صناعية أخرى مستويات تلوث منخفضة نسبياً أو محصورة مثل مصنع الأرز للنسيج (زحلة)، شركة لامارتين للصناعات الغذائية (زحلة) ومصنع غبريس للمنظفات (صور). وقد وجد تقرير اليونيب أن عدداً من المواقع منها مرفق ترانسميد الصناعي (بيروت) وشركة لامارتين للصناعات الغذائية والشركة اللبنانية للكرتون الرقيق والصناعة (بيروت) يمكن أن تسبب تلوثاً في المستقبل نتيجة لتبقي ملوثات متخلفة في المواقع.  وأظهرت تحاليل عينات من التربة والنباتات أخذت من المناطق المحيطة بمعمل الجية وحتى مسافة أربعة كيلومترات منه، أظهرت تأثيراً سلبياً على نوعية التربة بوجود تلوث كبير بالهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات (PAH) في المنطقة.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع