صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

الفكر الأصيل والفكر الالتقاطي

منذ أن صدع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة وبشّر بالوحي معلماً ومربياً وهادياً، عرفت البشرية ديناً عظيماً حمل معه تعاليم شاملة لكلّ أبعاد وشؤون الحياة الإنسانية، وأنا بقوة فكره ساحات الوجود يدعو الناس إلى سبر أغواره والتعرف على حقيقته.

ومنذ ذلك الوقت انتشرت تعاليم الإسلام وأفكاره انتشاراً لم يكن له مثيل بين الأديان والمذاهب. فاعتنقها البعض حباً وشغفاً وحاربها البعض حقداً وخوفاً. ودارت رحى الأيام، وولد العلماء وظهر المفكرون يجولون في رحاب الفكر والكلمات يدّعون لأنفسهم علماً ولعقولهم قوة.
لم يظهر في تاريخ الوجود دين كثر فيه الكلام والجدال كالإسلام، كلّ هذا لعظمته وشموليته وتدخله في كلّ مناهج الحياة.
ولكن كان لهذا اللغط أثر سلبي آخر هو نشوء مجموعة كبيرة من المذاهب والتيارات والشخصيات التي تفتخر بأنها أسّس الإسلام وأصله وهي تحمل أفكاراً وعقائد متناقضة.

* ماذا يعني هذا؟
يعنى باختصار أنّ الأفكار والمؤلفات والتصورات المطروحة عن الإسلام في أغلبها تصورات لا دخل لها بهذا الدين، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام "ما اختلفت دعوتان إلاّ كانت أحداهما على ضلال" ولطالما حملنا أفكاراً كثيرة لا تمتّ إلى الإسلام بصلة من خلال العديد من الوسائل الثقافية والإعلامية ثم حمّلناها للإسلام ودعونا إليها.
من هنا تجد "بقية الله" نفسها مسؤولة عن تقديم الفكر الأصيل الذي ينبع من مشكاة النبوة ومعدن الولاية ويستضيء بنور علماء أبرار درسوا علومه في ساحة النزاهة والأصالة. وتدعو كافة القراء الأعزاء إلى التجرد ولو قليلاً عند قراءة صفحاتها عن العصبية القومية والأفكار المسبقة، وإلى اتهام أنفسهم وعقائدهم ليكون ذلك مدخلاً رحباً للتعرف التام على الإسلام الأصيل وإعادة صياغة الروح من جديد لتعرج بقدم العبودية إلى أوج الكمال والإنسانية.
إنها دعوة تخرج من دعاء للظهور والفرج لبقية الله الأعظم الذي سيمحو ما ابتدع في دين الله ويظهر الحق ويحيي معالم الدين وأهله ويجدد الفرائض والسنن.
وأختم حديثي هذا برواية عن صادق أهل البيت عليهم السلام، في قوله تعالى: ﴿فلينظر الإنسان إلى طعامه، قال عليه السلام: فلينظر إلى علمه من أين يتعلمه.
والحمد لله ربّ العالمين.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع