الهيئة الصحية مديرية الصحة الاجتماعية

الإصابات العضلية هي إصابات شائعة، خاصة لدى الرياضيين، ويشكل تشخيصها وعلاجها أهمية كبرى في تحديد الشفاء التام ومزاولة النشاط والمجهود دون خطر معاودة الإصابة. وتكون الإصابات العضلية نوعين، نوعاً يبقى فيه النسيج العضلي سليماً، مثل التشنج والشد، ونوعاً آخر يتضرر فيه هذا النسيج، مثل التمزقات والرضوض وهو موضوعنا في هذا العدد، حيث سيتم تناول تصنيف هذه الإصابات، وآلية حدوثها، والإجراءات العلاجية المتبعة.

* التصنيف‏:
يتم تصنيف درجة التمزقات والرضوض على ثلاث درجات: أولى وثانية وثالثة، وذلك حسب خطورة الإصابة وحجم النزف داخل العضلة، والضرر الحاصل فيها.

* آلية الإصابة:
- التمزق‏
الآلية غير مباشرة، وهي ناتجة عن ضغط زائد على العضلة، أو انتقال العضلة إلى وضعية التمدد بسرعة فائقة، أو في حالات أخطر حصول التمدد حال تقلص العضلة، مثل محاولة لاعب كرة قدم ركل الكرة بكل قوته، فيأتي اللاعب المنافس ليبعد الكرة من طريقه، فيركل الهواء. في كلتا الحالتين المذكورتين، تؤدي إلى تمزق الألياف العضلية.

- الرضة
صدمة مباشرة على العضلة المصابة، مثل لكمة، أو سقوط على العضلة، أو اصطدام بجسم صلب نتيجة حادث سير، أو احتكاك بين لاعبي كرة قدم، كأن تصيب ركبة لاعب عضلة الفخذ عند لاعب آخر.

* التشخيص‏
- تمزق درجة1
هو عبارة عن تمزق لعدد محدود من الألياف العضلية، ونزف محدود يترافق مع ألم مفاجئ وحاد. لدى الفحص، تكون العضلة المصابة بمجملها مؤلمة. يمكن للمصاب تحريك المفصل بشكل طبيعي.

- تمزق درجة2
هو عبارة عن تمزق لعدد من الألياف أو حتى لبعض الحزم العضلية، ونزف متوسط، وذلك، بسبب تقلص عضلي عنيف (هنا ينطبق فعلياً مبدأ ركل الهواء المذكور سابقاً) ويترافق مع ألم مفاجئ وحاد. لدى الفحص، تكون العضلة المصابة مؤلمة مع وجود نقاط ألم محددة هذه المرة، ألم لدى التحريك من قبل المعالج، ونلاحظ خسفاً بسيطاً في منتصف العضلة وعجزاً وظيفياً يتجلى بعدم القدرة على مواصلة النشاط أو المنافسة. أما ظهور اللون الأزرق على الجلد، فيكون بعد يومين أو ثلاثة، ولكنه يؤكد التشخيص، وهو دليل على حصول النزف العضلي.

- تمزق درجة3
هو عبارة عن تمزق لعدد كبير من الحزم العضلية، أو حتى تمزق كامل، مع تباعد في طرفي العضلة المصابة ونزف كبير، وذلك بسبب تقلص عضلي أعنف مما هو في حال تمزق الدرجة 2. ونلاحظ هنا تجوفاً في منتصف العضلة، والتحريك غير ممكن، مع عجز وظيفي تام.

- رضة درجة1
هي عبارة عن هرس محدود للألياف العضلية بسبب صدمة مباشرة، وتكون عوارضه مشابهة لتمزق درجة 1.

- رضة درجة2
هي عبارة عن هرس لبعض الحزم العضلية بسبب صدمة مباشرة، عادةً تكون أكثر عنفاً من الدرجة 1، وتكون عوارضه مشابهة لتمزق درجة 2.

- رضة درجة3
هي عبارة عن هرس لعدد كبير من الحزم العضلية، بسبب صدمة مباشرة عنيفة جداً. وهي موازية للتمزق الكامل، مع نزف عضلي حاد، وعجز وظيفي كامل، ومحدودية في المجال الحركي للمفصل.


* المضاعفات‏
معظم الإصابات العضلية لا تترك أي آثار، إلا أنها تسجل في بعض حالات الدرجة 3 بعض المضاعفات المتأخرة، وخصوصاً عند الخطأ في التشخيص والخلل في الإجراءات العلاجية الفورية. أبرز هذه المضاعفات:

* التليّف (Fibrose) في مكان الإصابة، نتيجة الالتئام المشوه لمكان التمزق أو الرضة. وهو في حال عدم الالتفات إليه، يؤدي إلى تكرار الإصابة.
* التكيس الدموي (Hematome enkyste) يحصل في بعض حالات الرضة درجة 3، وهو عبارة عن تجمع الدم النازف وأخذه شكل كيس. وهو أسوأ حالات المضاعفات، لأنه يحتاج إلى عمل جراحي للتخلص منه.
* الخطوط العامة للعلاج‏ مهما كانت درجة خطورة الإصابة، هناك أربع مراحل للعلاج، وتختلف المدة في كل مرحلة حسب درجة الإصابة.

1-مرحلة النزف‏
يتم التركيز على الحد من النزف الحاصل ومضاعفاته داخل العضلة، والإجراء المتبع يعتبر بمثابة إسعاف أولي عضلي، ويتمثل في أربع خطوات (الصورة).
* الراحة التامة والتوقف عن النشاط، وخاصة المنافسة الرياضية.
* وضع الثلج على العضلة المصابة فوراً، وتكراره عدة مرات في اليوم.
* لفُّ الطرف المصاب بمشد، لضغط المنطقة المصابة ومنع النزف من التمدد.
* رفع الطرف المصاب فوق مستوى الجسم، مما يسهل التخلص من الدم الذي نزف.

2-مرحلة التئام الألياف العضلية
يحظر في هذة المرحلة كما في المرحلة السابقة إجراء المساج اليدوي، ويمكن إعطاء المريض بعض الأدوية المسكنة للألم، ولا يتم إعطاؤه الأدوية المضادة لالتهابات المفاصل، والتي تعطى خطأً وبشكل شائع، ويستعاض عنها بالمراهم التي تنشط الدورة الدموية، كالتي تستعمل لدى المصابين بالدوالي. وهنا يبدأ العلاج الفيزيائي في العيادة، باستعمال العلاج الكهربائي وتحفيز العضل على بداية العمل، وذلك بالتقلص المتساوي (contraction isometrique).

3-مرحلة استرجاع القوة العضلية
يستكمل العلاج الفيزيائي في العيادة والعلاج الكهربائي للتقلص المتساوي، يضاف إليهما الموجات الصوتية، بهدف منع الالتصاقات مكان الإصابة والأنسجة المحيطة وتشجيع الالتحام السليم، يضاف إليها بداية استعمال التقوية الفاعلة والأوزان الخفيفة، وبعض تمارين التمديد العضلي.

4-مرحلة التمرين والعودة للنشاط العادي‏
في هذه المرحلة، تتكثف التقوية العضلية بأكثر من طريقة وحركات التمديد. ولدى الرياضيين، تكون أول مرحلة من العودة إلى الملعب، فيستكمل العلاج في الملعب مع بدء استعادة اللياقة البدنية والجري الخفيف.

* الوقاية
أهم الخطوات الوقائية:
* المحافظة على نشاط رياضي دائم (مشي ألعاب رياضية مختلفة..).
* إجراء التحمية اللازمة حسب كل رياضة مع حركات التمديد الضرورية، وأن يكون المجهود المبذول مراعياً لعمر الشخص.
* المحافظة على صحة الفم والأسنان تساعد في حماية العضلات من الإصابة.
* المحافظة على نظام غذائي متوازن وغني بالكالسيوم والمغنيزيوم.
* وفي المجال الرياضي، الابتعاد عن المنشطات، لضمان حماية عضلات الرياضي، لا بل كل أعضاء جسده.