... ويطل العدد الثاني يحمل في طياته كلمات الأطهار والصالحين يبث شكواه إلى صاحب الكلام الأعظم، ويحكي عما في أعماقه من شجون وهموم. شجون الانتظار وهموم الفراق. فما زال الحديث حديثه والدعوة دعوته لكي يخرج إلينا نحن المساكين الغارقون في لجّة الأماني والآمال، ويخاطبنا بخطاب القدس: أن ما علمتم لهو الحق المبين إن كان يهدي إلى التي هي أقوم ويبشر المجاهدين أن حلم الأنبياء آت. وأن كل علم ومعرفة ومفهوم واصطلاح هو حجاب أكبر بين السالك والمقصود إن كان يبقى في الأذهان.
ولذلك كانت "بقية الله" في روحها الجديدة تنطلق من عمق الفكر الإسلامي الأصيل لتسبح في بحر الشهادة وذكريات العارفين الذين احترقوا بالآم عذاب الظالمين فسطروا لنا أحرفاً من نور هي فوق طور الأحرف السوداء وعلّمونا أن صراخات عليّ عليه السلام ونداءات الحسين وخطابات الخميني الحفيد هي:
﴿قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله...﴾.
والسلام