وجدت ذاتي
إلهي، أنا الصغيرة التي ربيتها، وأنا الجاهلة التي علّمتها، وأنا الضالة التي هديتها، وأنا الوضيعة التي رفعتها، وأنا الخائفة التي آمنتها...
إلهي، أيقظتني من سكر غرور الدنيا، ومن النوم الذي غمرني من جراء الانغماس في عالم المادة والطبيعة.
إلهي، إنّ نعمك قد ابتدأت عليّ، وعطاياك غير متناهية.
إلهي، نوّرت قلبي بنور الإيمان الذي علّمني معنى الحياة وقيمتها.
أنا التي لجأت إليك، لأخرج من البيت المظلم للنفس والذات والأنانية إلى عالم الكمال والنور.
أحببت أن أتصفّح بعض أوراق دفتري، علّ شعاعاً منه ينبعث لينير طريقاً مظلماً أمام أخت تبحث عن الكمال.
أو لعله يبعث الأمل في قلب فقد رونق الحياة.
أنا إنسانة تغيرت حياتها منذ أن ارتدت الحجاب، نوّر الله قلبها، وفتح بصيرتها على أمور عظيمة ترفع من قيمتها. الحجاب إحساس رائع، شعرت به منذ أن ارتديته، مع أنني كنت قبل ذلك أجد في الأمر صعوبة، فبتوفيق من اللَّه استطعت كسر حاجز الجليد وتذوقت هذا الطعم الحلو الفريد.
كانت فكرة الحجاب تراودني منذ الطفولة، إلاّ أن حبي للحياة وغروري بهذه الدنيا، كان يمنعني من ذلك.
وبفضل اللَّه وكرمه، منّ عليّ بفرصة كي أصحو من غفلتي، فكان التأمل والتفكر بآيات القرآن المباركة دافعاً لي إلى التستر، وغيّر مفهومي للحياة.
فلكل أخت تبحث عن وسيلة توصلها إلى برّ الأمان...
لكل أخت متعطشة إلى عطف الرحمن...
ولكل أخت هدفها العيش بأمان واطمئنان...
أطلبي المعرفة والغفران من رب الأكوان.
لينا محفوظ / طالبة في معهد السيدة حكيمة عليه السلام الهرمل
*****
وعد الرجال
عَزَفَ الهَوَى مِن وَجْدِكِ الأنْغَامَا جبْشِيثُ أحْييتِ القُلوبَ غَرَامَا
رُوحٌ يُلاطِفُهَا الحُسَينُ بِقبلةٍ تَسمو عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ وِسَامَا
روحٌ تَوَسَّدَتِ الجَنُوبَ رِسَالةً رَوَتِ القُلُوبَ تُغَازِلُ الأنْسَامَا
فَطَوَتْ حُرُوفَ المرجِفِينَ وأبْحَرَتْ نحوَ السَّمَاءِ تُقَاوِمُ الظُّلامَا
زُفَّتْ عَرُوسُ النُّورِ رُغمَ جِرَاحِهَا وَتَمَرَّدَتْ في العَاشِقِينَ هَيَامَا
هَرَبَتْ إلى الوَادِي المقَدَسِ تَرْتَوِي مِن وِرْدِهِ الإقْبَالَ والإقْدَامَا
وَتَنَفَّسَتْ آيَ الفُتُوحِ بِنَفْحَةٍ تَهْوِي الحَنَاجرُ سُجَّدَاً وَقِيَامَا
فَأطَالها عِطْرُ التِّلاوَةِ فَانْحَنَتْ عِشْقًاً يُصَاهِرُهُ الهَوَى آلامَا
فَتَحَيَّرَتْ وَالصَّوتُ يَأْخُذُهَا إلى نَصْرٍ تَوَارَثَ في المَدَى ضرْغَامَا
فإذا الوجُودُ مَوَاكِبٌ أَرْوَاحُهُمْ حَطَّتْ فَعَانَقَهَا الحُسَينُ سَلاما
قَدْ قَادَهَا نَصْرٌ لِيُعْلِنَ ثَوْرَةً لا يَرْتَضِيهَا عَابِدُ أَصْنَاما
فَإِذَا المقَاوَمَةُ بِأَطْيَارِ الهَوَى قَدْ حَطَّمَتْ أُكْذُوبَةً أَوْهَامَا
فَتَحَدَّثَتْ عَفْواً فَإِنَّ مَشَاعِرِي عَذْرَاءُ يَنْهَشُهَا العِدَى أَقْلاما
عَفْواً فَهَذِي لِلرِّجَالِ وَوَعْدُهُمْ ذَكَرتْهُ آيَاتُ الكِتَابِ خِتَاما
هَذِي جِرَاحُ الثَّائِرِينَ تَنَاثَرَتْ حَيثُ الجَنُوبُ إلى السَّمَاءِ تَسَامَى
مَا سِرهُ غَيرُ الوَلاءِ يَحُوطُهُ بَدْرٌ أَبَى أَن يَسْتَقِرَّ تَمَامَا
"عَبَّاسُ" قَدْ رَسَمَ الجِهَادَ وَ"رَاغِبٌ" بِعِبَارَةٍ قَدْ لَخصَا أيَامَا
حَمَلَتهَا عَبْرَاتُ الخُلُودِ لأشْمَرٍ وَصَلاحُ عَانقهُ الرَّبيعُ وِئَامَا
جبْشِيثُ وَالجَبَلُ المُضَمَّخُ بالدِما كَمْ ضَمَّتِ الأحيَاءَ والأعْلامَا
حُبُّ الوَصِيِّ عَلامَةٌ بِجِبَاهِهِمْ وَنَشِيدُهُمْ يَبْقَى رُؤَىً تَتَرَامَى
قَدْ لاذَ قَلْبِي مُولَعًا بِرِسَالةٍ قَدْ خَطَّهَا دَمُّ الشَّهِيدِ وِسَامَا
فَتَنَاثَرتْ عَبْرَ السَّمَاءِ مقَامها دارُ النَّعيمِ تُدَغْدِغُ الأحْلامَا
تُوصِي الشُّعُوبَ إِذَا أَرَادَتْ عِزَّةً أَن تَسْتَقِي نَهْجَ "الحُسينِ" إِمَامَا
حسين آل سهوان
*****
جنوبي الهوى
جنوبي، أذكرك بحراً من الحب والصمود والعطاء...
جنوبي، أبحر في هدأة عينيْكَ أرقب فجر الحريَّة
أغترِف منك عذب الشموخ والعزّة والكرامة...
لا زلت في دمي جُرحاً وشهادة... عزة وفخراً.
لا زلت روعة الشباب وشجاعة البواسل...
لا زلت كلمات القائد المفدّى السيد حسن نصر اللَّه وهامته الشماء
وبسمته المتألّقة التي توقظ شوق الشهادة ونشوة الانتصار...
جنوبى الهوى... لا زلت أرى فيكَ ألم الجريح، ثواب الشهيد وإرادة الصمود
والوحدة في شعب لبنان الأبي...
وتاريخاً... ستفخر به الأجيال على مر السنين...
وطريقاً... لعبور خط المقاومة والجهاد والاستشهاد...
جنوبي... دعني أحييكَ تحية ختام... وأذكرك دوماً عنوان
حرية وانتصار
ملاك علي ماضي
*****
قافلة كربلاء
وتنفس الشوقُ الدفين بكربلا بآياتِ ذكرٍ من نذيرٍ تُسمع
لو أُنزلت على جبلٍ لتصدّع فكيف تمرُّ بالطين لا يتصدّعُ
إن ينحنِ الليل الحزين بنينوى تبكِ النجومُ والكواكبُ تخشعُ
ويجودُ في النوحِ الحطيم لعلمه أن المطهر مسلوب الرداءِ مقطعُ
والفجر فجرته عشر ليالٍ ختامها رأسي الشريف على القنا يسطعُ
والشمسُ لرؤيا النبي تحجبت ولسبي الفواطم أشرقت تتوجع
أيسير في الركب المهين من غدا اسم جده في المآذن يُرفعُ
من أدمى السجود سجوده؟ من زانه؟ من في عنقه جامعة تلمعُ
لو كشف الملك الأمين جناحه ترى ملائكة الرافع من السماء تقعُ
لولا القضا لتبعثر التكوينُ فهذه زينب والخدّارُ خلَّعُ
نزار عبد عميرة
بأقلامكم