الشيخ محمود كريم
يا سائلَ النفسِ لما شابَها الكدرُ |
وخاطبَ الأمنِ والأحبابُ قد هَجَرُوا |
ومُرسِلَ البوحِ أسراباً مشردةً |
في منسمِ الريحِ ما هبَّ الصَبَا النَضِرُ |
دعْ ما يَضيعُ إلى ما قد خُلقتَ له |
لا تُتْعِبِ الروح فيما غايهُ الضجرُ |
لا يفلح العشقُ للأطلالِ إنْ وقفتْ |
فيها النفوسُ ولوْ سَالتْ بها العبرُ |
ولا التجوُّلُ بين الرسمِ حينَ عفَا |
ولا الديارُ ولا ما غالهُ القَدرُ |
وافرغْ بِحُزنِكَ للمقتُولِ منكسِراً |
دامِي الدُمُوعِ وثَوبَ الوجدِ تأتزرُ |
قد آذن العشقُ للرحمَنِ من كُربٍ |
حلَّتْ بوادي البَلا فاستَعْبَر الحجرُ |
واستَحْوَذَ الحُبُّ في قَلبٍ حوى سُوَراً |
حَتَّى لتُقْرَأ في دقَّاتهِ السُوَرُ |
فيهِ الرسالةُ أرختْ ثِقْل عُنْصُرِهَا |
فاغتَالهَا الغَدْرُ يا بُعْدَاً لمنْ غَدَرُوا |
يا أيّها القَلبُ ليتَ السَهْمَ مزَّقَنِي |
مِنْ قَبْلِ قَلبِكَ لمَّا هَالنِي الخَبَرُ |
أمسَيْتُ بالآه مَغْمُورَاً أسيرَ أسىً |
ما كان نبضٌ فما لي فيكَ مصْطبرُ |
ذكراكَ جدِّي على الأفراحِ حاكمةٌ |
حتَّى لثارِكَ سيفُ الحَقِّ ينْتَصِرُ |