صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

مشاهد النور: مقام بنيامين عليه السلام (محيبيب)

جمعية قبس لحفظ الآثار الدينية في لبنان

بلدة محيبيب من قرى جبل عامل، تابعة لمحافظة النبطيّة قضاء مرجعيون. تقع على تلّ صخريّ يشرف على فلسطين المحتلّة التي تبعد عنها كيلومتراً واحداً فقط. تحيط بها بلدة ميس الجبل من الشمال الشرقيّ، وبليدا من الجنوب الشرقيّ، وشقرا من الشمال الغربيّ.

تبعد عن العاصمة بيروت 115 كلم وعن مركز القضاء (مرجعيون) 30 كلم.

* بنيامين: الأخ الأصغر للنبي يوسف عليهما السلام

أخذت البلدة اسمها من اسم صاحب المقام الواقع فيها (محيبيب)، الذي يعني العاشق والمحبّ والمعانق. وأصل الاسم "محيبيب" تصغير محبوب. ويقال إنّ صاحب المقام هو "بنيامين بن يعقوب" عليهما السلام. لقد أحبّ نبيُّ الله يعقوب عليه السلام ابنه بنيامين حبّاً شديداً بعد أن فقد ابنه يوسف عليه السلام، ولشدّة تعلّقه به سمّاه محيبيب.

فيُنسب المقام إلى بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام، وهو الابن الثاني عشر ليعقوب عليه السلام، والشقيق الأوحد لنبيّ الله يوسف عليه السلام، وأمهما "رحيل بنت لابان"، ومن أسباطه يوشع بن نون1 وطالوت2 الذي ورد ذكره في القرآن الكريم: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِك إلى قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(البقرة: 247).

*داخل المقام

يقع مقام محيبيب في أعلى التلّ الصخريّ، ويشرف على مناطق واسعة من لبنان وشمالي فلسطين، يعود تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، وكان يتألّف من غرفتين: غرفة الضريح عليها قبّة، وغرفة ثانية للصلاة. يقول أهالي البلدة: إنّ اليهود في العام 1948م، قد سرقوا منه صخرةً عليها كتابة بالعبريّة، وصخرة ثانية فُقدت بعد العام 1948م.

والمقام حالياً عبارة عن حُجرتين متّصلتين؛ في الحجرة الشرقيّة يقع القفص الذي يعلو الضريح، وفيه لجهة الشمال يقع رواق تعلوه قناطر وعقود تراثيّة جميلة، والفناء الخارجيّ مفتوح على السماء ومحاط بسور من الحجر الصخريّ، وفي الزاوية الشماليّة الشرقيّة تقع المئذنة الحجريّة التي تظهر من بعيد كمنارة على رأس تلّة.

*إعادة ترميمه

أعادت مؤسّسة (جهاد البناء) ترميم المقام وتأهيله بالتعاون مع الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وأهالي البلدة، فصار مَعْلَماً دينيّاً تاريخيّاً وأثريّاً مهمّاً جدّاً في جبل عامل. وقد جرت إعادة بنائه وترميمه على الشكل التالي:

1- رفع أسقف البناء وذلك من خلال عملية حفر الأرض متراً واحداً للوصول إلى القواعد الأساسيّة للبناء، وجرى ذلك بما يحافظ على متانة وأثريّة البناء.

2- التوسعة حول الضريح وفق طريقة البناء الموجودة.

3- تنظيف وتكحيل الجدران بشكل جميل يحافظ على رونقها التراثي.

4- تحديد القبور المحيطة، ووضع لوحات رخاميّة تدلّ على أصحابها بالإضافة إلى قبور المجاهدين الذين استشهدوا في حرب تموز 2006.

5- توزيع أنوار كاشفة في أرجائه، بحيث يتحول ليلاً إلى لوحة فنّيّة بغاية الجمال.

6- توسيع الباحة الخارجيّة، بحيث أصبح يستوعب عدداً أكبر من الزوّار.

يطلّ الزوّار من الصحن المحيط بالمقام على مشهديّة رائعة باتّجاه فلسطين والقرى المحيطة ببلدة محيبيب، حيث لا يبعد المقام عن الحدود الفلسطينيّة مسافة أكثر من كيلومتر واحد. وفي حرب تموز 2006 حاول الصهاينة الوصول إلى هذا المقام للتمركز حوله، إلّا أنّ الله كان يمدّ المقاومين -وحسب رواياتهم- بالنصر من عنده، ببركة النبيّ عليه السلام، حيث استطاعوا تدمير أكثر من خمس دبابات إسرائيلية، وقتلوا وجرحوا العشرات من جنود اليهود في معركة شرسة، بمسافة لا تبعد 50 متراً عن قبر النبيّ عليه السلام.

قال السيد محسن الأمين: "مشهد محيبيب... يقال إنَّ فيه قبر بنيامين بن يعقوب عليهما السلام، وعليه قبة". وهو مشهور ومعروف منذ زمن بعيد.


بحار الأنوار، المجلسي، ج 13، ص165.
شرح أصول الكافي، المازندراني، ج 12، ص433.

أضيف في: | عدد المشاهدات: